مزكين جوتكار: مطالب أهالي السويداء هي ذاتها منذ أكثر من عشرة أعوام
يواصل أهالي السويداء احتجاجاتهم منذ أكثر من شهرين للمطالبة بالحقوق ذاتها منذ عام 2011 والداعية إلى تسوية سياسية وتطبيق القرار 2254، وتحسين مستوى المعيشة.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ أوضحت عضوة المجلس العام لحزب سوريا المستقبل مزكين جوتكار أن مطالب أهالي السويداء هي تطبيق نظام ديمقراطي يتمتع فيها جميع الشعوب بحقوقهم وحرياتهم، فمطالبهم هي ذاتها منذ أكثر من عشرة أعوام.
منذ أكثر من شهرين ونساء وأهالي السويداء يخرجون إلى الساحات للمطالبة بحقوقهن وهي "إسقاط النظام، ووضع حل ديمقراطي يضمن حقوق كافة السوريين وفق قرار الأممي 2254"، وخلال الاحتجاجات عبرت شعاراتهم على اقتيادهم بتجربة المرأة في شمال وشرق سوريا وتضامنهم مع أهالي عفرين المحتلة.
أكدت عضوة المجلس العام لحزب سوريا المستقبل مزكين جوتكار بأن روح المقاومة والانتفاضة لدى الدرزيين ليس وليدة اليوم بل ظهرت هذه الروح في كافة منعطفات التاريخية، والحراك الأخير بريادة النساء مكان فخر واعتزاز لهم، مؤكدة على تضامن جميع أهالي شمال وشرق سوريا مع هذا الحراك الذي يطالب بحل ديمقراطي.
وأشادت بمقاومة أهالي السويداء عبر التاريخ "شعب السويداء هو شعب عريق ذات ديانة درزية ومعروف بانتفاضاته ضد الظلم وعدم تقبل الخنوع، والسويداء موطن الثوار منذ أزل التاريخ، فبإلقاء نظرة على تاريخ الدروز سنشاهد انتفاضتهم في وجه الاحتلال المصري في عام 1838 إلى جانب انتفاضاتهم في وجه الاستعمار الفرنسي وكانوا أول من رفعوا علم سوريا في دمشق، كما شاركوا في انتفاضة 1963 اثناء حكم حزب البعث ولم يقبلوا الرضوخ والاستعمار والعبودية ابداً".
وأضافت مزكين جوتكار "في ثورات الربيع العربي ايضاً لم يبقى أهالي السويداء مكتوفي الأيدي بل شاركوا في الانتفاضات المناهضة لحكم البعث، ولكن حكومة دمشق اتبعت الاعيب لخمد انتفاضاتهم بإدخال الطائفية فيها عندما أدعوا بأن الدروز يحرقون مساجد المسلمين بهدف زرع النزعة الطائفية بين الدروز والطوائف الأخرى، فتراجع أهالي السويداء كي لا تتعمق الأزمة الطائفية، فهذه الأساليب تتبعها دول المهيمنة للقضاء على الانتفاضات ورغم ذلك خرج الكثير من الثوار للوقف أمام هذه الأساليب".
وأشارت إلى أنه خلال الأزمة السورية أدخلت حكومة دمشق أجهزتها الأمنية إلى السويداء وبدأت بحملات اعتقال وفرضت عليها أزمة اقتصادية مما دفع الكثير من أهاليها للخروج من سوريا "الوعود التي أعطها بشار الأسد لأهالي السويداء في عام 2015 من تحسين الجانب الاقتصادي والمعيشي، هي التي أوقفت أهالي السويداء عن الانتفاضة آملين بتغيير من قبل حكومة دمشق ولكن منذ عام 2015 وحتى الأن لم يطرأ أي تغير على واقع السويداء، وهذا ما دفعهم للانتفاض مرة أخرى لأنهم شعب لا يقبل الظلم والرضوخ".
وعن مطالب أهالي السويداء بتطبيق نظام ديمقراطي كمشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أوضحت "مشروع الإدارة الذاتية بات له صدى على مستوى المحلي والعالمي فهو يمثل الأمان والاستقرار والتعايش المشترك بين جميع المكونات وعقائدها المختلفة، فمشروع الأمة الديمقراطية موضوع نقاش كمشروع نموذجي لتطبيقه في مناطق أخرى من العالم، فرغم وضع سوريا الغير مستقر والأزمات المتفاقمة فيها تعتبر مناطق شمال وشرق سوريا الجزء الأكثر اماناً وتنظيماً من المناطق الأخرى"، مؤكدة أنه نموذج جدير الاقتداء به ولكن تطبيق هذا المشروع الذي يضمن حرية الشعوب والمجتمعات يحتاج لتنظيم.
وحول رؤية أهالي السويداء لمشروع الأمة الديمقراطية كنموذج قالت "الأهالي في سويداء يعلمون أن النظام الذي سيطبق في المنطقة سيكون أما بشكل قومي أو طائفي أو ديني وهذا ما يزرع العنصرية بين المجتمعات ويسبب الكثير من الأزمات، أما مشروع الإدارة الذاتية عكس ذلك فهو يعزز من ترابط الشعوب واحترام كل شعب للأخر مع تقبل اختلافه سواءً كان دينياً أو قومياً وهذا ما جعل أهالي السويداء يقتدون بهذه التجربة الديمقراطية اللامركزية الذين يرون حريتهم ووجدهم وهويتهم فيها لا طالما كانوا دائماً محاربين طائفياً ودينياً".
ولفتت مزكين جوتكار إلى نداء الإدارة الذاتية لكافة السوريين وإلى كيفية الاقتداء بهذا المشروع "الإدارة الذاتية منذ تأسيسها ناشدت جميع السوريين لمشروعها وكانت تأخذ قوتها وأساسها من الشعب، وتطبيق هذا المشروع يقف على الشعوب التي تسعى للاقتداء به من خلال مطالبتها، فهدف الإدارة الذاتية هي سورية موحدة ديمقراطية تشاركية بعيداً عن المركزية".
وعن المشاركة اللافتة للنساء في احتجاجات السويداء بينت أنه "أكثر من يتأثر بالحروب هم النساء والأطفال ومن يحافظ على المجتمع من التشتت والخراب ايضاً هم النساء لأن بفطرتها تبحث عن المصلحة المجتمعية وليس الشخصية، وهذا القرن هو قرن المرأة وهو نتاج مراحل تاريخية مهمة لدور المرأة في الحفاظ على الوطن".
وأوضحت أن المرأة في شمال وشرق سوريا وصلت إلى مرحلة متقدمة في جميع الميادين العسكرية والسياسية والفكرية والاجتماعية، فالثورة التي انطلقت في تلك المناطق سميت بثورة المرأة لأنها استطاعت أن تعزز وجودها فيها، فالمرأة هي من تقود المرحلة الحالية لأنها أصحبت ذات أرضية أيديولوجية وفكرية وتنظيمية، ومصدر قوة لجميع نساء العالم ومثال يحتذى به، وخير مثال على ذلك نساء السويداء اللواتي أشدن بنضال المرأة في شمال وشرق سوريا وإيران وتضحية الشهيدة هفرين خلف، مؤكدة أن "سلك نساء سويداء لهذا النهج يعود لأرضية الحرية والثقافية والتاريخية التي تتمتعن بها ومن ميراث تاريخهم العريق ومسؤوليتهم اتجاه المجتمع، وهذا يوحي بأن هي من ستقود احتجاجات السويداء والتي سيكون النجاح حليفها".
ووجهت في ختام حديثها رسالة لنساء سويداء قالت فيها "نتضامن مع انتفاضة السويداء فهي مكان فخر واعتزاز بالنسبة لنا، فهذه الانتفاضة هي بريادة المرأة ونحن على اهب الاستعداد لمد يد العون، ومدهم بتجاربنا، وعليهم الاستمرار حتى الوصول لأهدافهم المرجوة في بناء إدارة ذاتية ديمقراطية لا مركزية، ولتكن هذه تجربة نموذج لكافة الأراضي السورية".