على الرغم من تهديده للعالم... لماذا يتغاضى المجتمع الدولي عن ملف داعش؟
كانت نهاية مرتزقة داعش جغرافياً على يد قوات سوريا الديمقراطية عام2019، إلا أنه لا زال يشكل خطراً جدياً ومحدقاً على إقليم شمال وشرق سوريا والعالم وآخر نشاطاته الإجرامية أثبتت مدى حقيقة هذا الخطر.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ يعتبر ملف داعش قنبلة موقوتة بإقليم شمال وشرق سوريا كونه يضم أخطر مخيم وسجن في العالم، وفي ظل تغاضي المجتمع الدولي عن وضع نهاية له عاد لينظم ذاته.
يواجه إقليم شمال وشرق سوريا وسوريا والعالم بشكل عام خطر عودة داعش من جديد بعد أن انهت وجوده جغرافياً قوات سوريا الديمقراطية في بلدة الباغوز آخر معاقله، وكون المجتمع الدولي لم يولي أهمية لخطورة ملف هذا التنظيم وعدم التقرب منه بجدية وحزم بدأ نشاطاته الإجرامية في المنطقة بهدف إعادة تكوين ذاته وإعلان خلافته.
فخلال الفترة الماضية ازدادت وتيرة تحركاته وكان آخرها الهجوم الذي وقع في العاصمة الروسية موسكو وعلى جامعي الكمأة في البادية السورية وهجومه على نقطة لقوات سوريا الدمقراطية بمقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، وعن العوامل التي أتاحت الفرصة لداعش لإعادة إحياء ذاته، قالت الرئيسة المشتركة للجنة التربية في مقاطعة الرقة زليخة عبدي "منذ يومين شهدت نقطة لقسد في مقاطعة الرقة هجوماً شرساً من قبل مرتزقة داعش، كما فر عدد من الأعضاء البارزين فيه من مخيم الهول بمدينة الحسكة الذي يضم 5000 شخص، وهذه التحركات جاءت تزامناً مع الهجمات التي نفذتها الدولة التركية مؤخراً على المنطقة".
وأضافت "المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية منها الرقة والطبقة ومنبج ودير الزور تتعرض بين الحين والأخر للهجوم من قبل مرتزقة داعش، إلا أن هناك هجمات خاصة تتعرض لها مقاطعة الرقة التي تم إعلانها آنذاك عاصمة للخلافة، ففي العام الماضي تعرض عناصر تابعين لقوى الأمن الداخلي في القسم الغربي من المقاطعة وهذا العام وفي نفس التوقيت تقريباً تعرضت أيضاً لهجوم، لذلك سنوياً الرقة على موعد مع هجوم من قبل خلايا داعش، وهذه مؤشرات على أن المناطق التي أصحبت تنعم بالأمان والاستقرار معرضة للهجمات الإرهابية، وتأثيرات حقبة داعش لا تزال تشكل خطراً بفكرها المتطرف".
ولفتت إلى أن "عدم جدية الدول التي شاركت في القضاء عليه بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية وعدم إعادة ما تبقى من عوائله إلى دولهم، سيكون السبب خلف عودته مرة ثانية إلى الساحة الدولية والدليل على ذلك الانفجار الذي وقع في روسيا، كل هذا يبعث لنا برسالة مفادها أن التحالف الدولي الذي حمل على عاتقه محاربة داعش بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية نيابة عن العالم، يوضح عدم جديته حيال هذا الملف لذلك هنالك انتعاش لداعش خاصة أنه لم يعاقب بالشكل الذي يليق بجرائمه الوحشية".
وأكدت زليخة عبدي "بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على بدأ الأزمة السورية لا تزال البلاد ساحة للصرعات الدولية والإقليمية، وما زاد الطين بله ظهور داعش الذي فاقم الأزمة وعمقها وغياب الحلول المناسبة على الرغم من كثرة الاجتماعات التي عقدت، إلا أننا لا ننسى أن مجلس سوريا الديمقراطية هو من طرح الحل الأمثل الذي تمثل بالحوار السوري السوري، فالأزمة السورية لن تنحل بعقد المؤتمرات والاجتماعات خارج سوريا، فالحل يحب أن ينبثق من داخل الأراضي السورية ومن فكر وأذهان شعوب المنطقة، على جميع الأطراف الجلوس حول طاولة واحدة لصياغة دستور سوري جديد يلبي طموحات جميع المكونات، فلا التحالف الدولي ولا اجتماعات أستانا ستكون الحل الشافي والكافي".
وعن ازدياد وتيرة نشاطات داعش الأخيرة في المنطقة والعالم قالت "الدولة التركية تقف خلف ازديادها، فقد رأينا ما حدث بعد التصديق على العقد الاجتماعي من هجمات على البنى التحتية، والتي تسعى لزعزعة استقرار وأمان المنطقة، وظهور مرتزقة داعش سياسة عالمية لذلك نجد في البادية السورية بين الفينة والأخر جرائم قتل يقع الأبرياء الذين يبحثون عن لقمة عيشهم ضحايا لها، وهو دليل على أن حكومة دمشق غير قادرة على حماية المنطقة على غرار ما تقوم به قوات سوريا الديمقراطية من دفاع عن الأرضي السورية وتحرير المدن المحتلة".
وعن تغاضي وتراخي المجتمع الدولي عن ملف داعش قالت "قوات سوريا الديمقراطية لا زالت تحارب داعش، إلا أن الدول التي وعدت بالقضاء عليه لم تلتزم بذلك، وفي حال فقدت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة خاصة على سجن غويران سيغرق العالم ببحر من الدماء".
وفي ختام حديثها وجهت زليخة عبدي رسالة للمنظمات الحقوقية والدولية والإنسانية والدول الممسكة بزمام الأمور، قالت فيها أن قوات سوريا الديمقراطية وحدها لن تستطيع القضاء على داعش، لذا يجب أن تكون الدول جادة بوعودها وتقديم الدعم لها "يجب افتتاح مراكز توعية ورعاية ودمج عوائل داعش في مخيم الهول مع المجتمع المدني، والإدارة الذاتية وحدها لا تستطيع تأمين كل ذلك، ويجب على المنظمات الإنسانية والعالمية التعاون مع الجهات المعنية في المنطقة للقضاء على الفكر المتطرف الذي عشش في أذهان الذين واكبوا حقبة داعش".