كلستان علي: مع اقتراب انتهاء معاهدة لوزان تركيا تحاول توسيع مناطق سيطرتها

أكدت الناطقة باسم اللجنة الاجتماعية لمؤتمر ستار في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا كلستان علي، أن تزايد الهجمات التركية على المنطقة مرتبط باقتراب انتهاء معاهدة لوزان

ليلى محمد
قامشلو ـ .
تزايدت هجمات الاحتلال التركي على عدة مناطق في شمال وشرق سوريا كما في منبج وعين عيسى وتل تمر وناحية زركان، إضافةً لممارسة ضغوط على الإدارة الذاتية الديمقراطية من خلال إغلاق معبري سيمالكا والوليد اللذين يعدان شريان حياة للمنطقة، وربط سياسيين/ت هذه الهجمات باقتراب انتهاء معاهدة لوزان التي رسمت حدود تركيا.   
 
"الهجمات التركية والحرب الخاصة مستمرة ضد شعوب المنطقة"
الناطقة باسم اللجنة الاجتماعية لمؤتمر ستار في مدينة قامشلو كلستان علي بينت أن الهجمات الأخيرة التي تشنها تركيا على مناطق شمال وشرق سوريا مرتبطة باقتراب انتهاء اتفاقية لوزان، وتأتي في سياق سياسة تصدير الأزمات الداخلية "يستمر الاحتلال التركي بسياساته الممنهجة ضد مناطق شمال وشرق سوريا وهذا انعكاس للأزمات الداخلية التي تضرب البلاد وانهيار الليرة التركية مما ولد سخطاً شعبياً فتزايدت الضغوط على نظام حزب العدالة والتنمية"، مبينةً أن "تاريخ تركيا يشهد بأنها تستخدم سياسة تصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج".
وتابعت كلستان علي "مع بداية الثورة السورية وحتى يومنا تفرض تركيا سياساتها على المناطق السورية وخاصةً مناطق شمال وشرق سوريا حيث يتواجد الكرد، وذلك لأنها تعتبر أن مشروع الأمة الديمقراطية خطراً على سياساتها الممنهجة ضد الشعوب، وهذه سياسية قديمة مستمدة من الدولة العثمانية، وهذا واضح من خلال استهداف المناطق الحدودية، فمناطق شمال وشرق سوريا أغلبها حدودية مع تركيا لأنها بالأساس جغرافية كردستانية كان مرتبطة ببعضها قبل أن توضع الحدود". 
وأكدت أن الاحتلال التركي لا يزال يحاول السيطرة على مناطق أخرى من شمال وشرق سوريا منتقدةً موقف الدول الضامنة "تتآمر عدة قوى على مناطق شمال وشرق سوريا فالطرفان الأساسيان لهذه الحرب المستمرة هما الأمريكي والروسي، لهذا فإن الهجمات تكون دوماً بموافقة هذه القوى الإقليمية وذلك عبر المقايضات والاتفاقيات التي تستهدف مناطقنا، فالطرف الأمريكي موقفه غير واضح لشعوب شمال وشرق سوريا حتى هذه اللحظة فهو يحاول دائماً إيصال رسالة مفادها محاربة الإرهاب الذي يراه فقط في داعش ولا يراه في الطرف الذي يستمد قوته من الدولة التركية رغم أن العديد من التقارير كشفت ارتباط داعش بتركيا". 
ووصفت الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على تركيا بـ "مصالح شخصية" مبينةً أن "روسيا تحاول قدر الإمكان بسط سيطرة النظام على هذه المناطق فبالرغم من توقيع اتفاقيات تنص على وقف إطلاق النار بعد احتلال عدة مناطق إلا أن الهجمات ما تزال مستمرة ولم يلتزم بها إلا قوات سوريا الديمقراطية فتركيا تخترق الاتفاقية عن طريق شن الهجمات على القرى الحدودية المجاورة وترتكب المجازر بحق المدنيين"، مستذكرةً ضحايا الهجمات التركية على ناحيتي زركان وتل تمر والقرى التابعة لهما.
وعن التهديدات الأخيرة لاحتلال مناطق جديدة قالت "حاولت تركيا شن حملة جديدة على مناطقنا إلا أن المصالح الدولية والإقليمية لم تسمح بذلك لأنها لن تستفيد من هذا الهجوم، لذا لجأت تركيا لاستخدام الحرب الخاصة بهدف ترهيب السكان وتهجيرهم من مدنهم وقراهم، وبالتالي تغيير ديمغرافية المنطقة مثلما حدث في المناطق المحتلة"، مؤكدةً أن "القوى الدولية والإقليمية تعتبر أي مشروع ديمقراطي في الشرق الأوسط خطراً على كياناتها التي تسعى إلى السيطرة على الشعوب وقمعهم ليكونوا عبيداً لها".  
وعن السياسة التي يتبعها حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان قالت كلستان علي "يترأس أردوغان السلطة في دولة تدعي الحرية والديمقراطية، ويعرض شعبه للقمع، ويعتدي على الدول المجاورة ويشن هجمات متكررة على إقليم كردستان وشمال كردستان ومدينة شنكال".
ويستخدم الاحتلال التركي مؤخراً الطائرات المسيرة لشن هجماته على المناطق الآمنة "الطائرات المسيرة أصبحت الأكثر استخداماً من قبل تركيا لترهيب المدنيين، فقد استهدفت في شنكال شخصيات سياسية ومدنية لها تأثير على الشعب، وفي مدينة كوباني استهدف أعضاء حركتي الشبيبة الثورية وحركة المرأة الشابة وهم يقومون بعملهم.
وأضافت "في مناطق زركان وتل تمر وقرى الدرباسية لا تزال الهجمات البرية مستمرة، والقوات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية تقوم بالرد عليها ضمن حق الدفاع عن النفس، والاحتلال يحاول دائماً استفزاز قواتنا العسكرية".
عن وعي شعوب المنطقة حول أهداف تركيا وخططها قالت "شعوب شمال وشرق سوريا تعي سياسات تركيا، وتحاول كشف الحقيقة للرأي العام وما تتعرض له من انتهاكات على يد المرتزقة المدعومين من تركيا، بالمقابل العالم على دراية تامة بأن المرتزقة يستمدون قوتهم من تركيا، فبعد الهجمات والتخطيطات الأخيرة وهي شن هجوم على السجن المركز الذي يحتجز مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي، تصاعدت هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا معتبرةً انها رداً على الفشل الذي تلقته في مخططاتها الأخيرة". 
 
"مع اقتراب انتهاء معاهدة لوزان تركيا تحاول توسيع مناطق سيطرتها"
وفيما يتعلق باقتراب انتهاء اتفاقية لوزان وعلاقتها بهجمات الاحتلال التركي قالت كلستان علي "لا شك في أن هذه النقطة حساسة خاصةً أنه لم يتبقى الكثير من الوقت لانتهاء صلاحية الاتفاقية التي رسمت حدود تركيا. بقيت سنة واحدة على انتهاء اتفاقية لوزان التي نصت على وضع الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وإيران، بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتي الانتداب على العراق وسوريا، لذا من الطبيعي أن نشهد على صراع عالمي بين القوى المهيمنة وسترسم خريطة جديدة لجميع المناطق وخاصةً الدول التي تتضمن أجزاء من كردستان 'العراق وإيران وتركيا وسوريا'، وبالتالي فأن الهجمات التركية تزايدت لكي تستطيع بسط سيطرتها على أكبر المناطق لرسم حدودها وذلك بهدف إحياء امبراطورية الدولة العثمانية".
وعن إغلاق معبري سيمالكا والوليد والهدف من ذلك تقول كلستان علي أن "السياسات الممارسة على مناطقنا بشكل خاص مرتبطة ببعضها البعض، ولا نستطيع فصل سياسة تركيا عن الخطوات الأخيرة التي قامت بها حكومة إقليم كردستان والنظام السوري، فجميع هذه الأطراف تسعى لإفشال مشروع الأمة الديمقراطية الذي تم بناءً على إرادة شعوب المنطقة، فتركيا ترى هذا المشروع خطراً عليها وكذلك حكومة إقليم كردستان والنظام السوري"، معتبرةً أن إغلاق المعابر التي تربط بين مناطق شمال وشرق سوريا وباقي المناطق السورية وإقليم كردستان ليست سوى أوامر الاحتلال التركي.   
وتابعت "الهجمات الأخيرة التي قام بها الحزب الديمقراطي الكردستاني على المناطق الكردية في إقليم كردستان وعلى الجبال الكردية، ما هي إلا تنفيذاً لأوامر الاستخبارات التركية، أما النظام السوري فهو يمارس هذا الضغط والحصار الاقتصادي بهدف فرض سيطرته على المناطق التي تخلى عنها عند هجوم داعش والتي تحررت بفضل قوات سوريا الديمقراطية وابناء المنطقة".
واختتمت كلستان علي حديثها قائلةً "من المؤكد أن أهالي المنطقة لن يقبلوا بعودة النظام، وفرض سيطرته وسلطته على الشعب الذي مر بظروف صعبة للغاية، وبالتالي فأن الهدف من كل السياسات التي تحاك ضد مناطق شمال وشرق سوريا هي كسب واحتلال مناطق أخرى منها".