جيان تولهلدان: أصبحت الـ YPJ الهوية والأمل في القرن الحادي والعشرين

تم الإعلان عن وحدات حماية المرأة (YPJ) في الرابع من نيسان/أبريل عام 2013 عقب انعقاد المؤتمر الأول وتأسيس الكتيبة الأولى التي تحمل اسم الشهيدة روكن في منطقة جنديرس التابعة لمقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا

هنأت القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ) جيان تولهلدان الجميع بالذكرى السنوية لتأسيس وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا وقالت "وحدات حماية المرأة هي حلقة جديدة في تاريخ الكرد وثورة المرأة".

روناهي نودا                                                                                       

قامشلو ـ تم الإعلان عن وحدات حماية المرأة (YPJ) في الرابع من نيسان/أبريل عام 2013 عقب انعقاد المؤتمر الأول وتأسيس الكتيبة الأولى التي تحمل اسم الشهيدة روكن في منطقة جنديرس التابعة لمقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا. بعدها تشكلت كتيبة الشهيدة عدالت في مدينة قامشلو، بينما تأسست كتيبة الشهيدة دجلة في كوباني بشمال وشرق سوريا. YPJ هي قوة عسكرية رئيسية ووطنية وقد قامت في إطار نموذج المجتمع الديمقراطي والبيئة وحرية المرأة وفي خط الدفاع المشروع بحماية المجتمع والمرأة وقيم الشعب والدفاع عنهم ضد جميع الاعتداءات. كما تحارب نظام الهيمنة الذكورية والتمييز على أساس الجنس والدين والقومية. قوات YPJ هي الضامن لحرية المرأة.

خلال هذه السنوات، أبدت وحدات حماية المرأة YPJ مقاومة بطولية ضد هجمات مرتزقة داعش وجيش الاحتلال التركي ومرتزقته. نظمت YPJ نفسها في جميع المدن بقيادة النساء الكرد، ثم انضمت نساء من العديد من المكونات الأخرى إلى صفوفها وخاصة من المكون العربي. أعادت قوات YPJ إحياء تاريخ المرأة منذ آلاف السنين، وأصبحت مصدر إلهام لجميع النساء في الشرق الأوسط والعالم. وبمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس وحدات حماية المرأة (YPJ) كان لوكالتنا اللقاء التالي مع القيادية في وحدات حماية المرأة جيان تولهلدان.

 

"YPJ استمرار لنضال عمره خمسين عاماً"

قيمت جيان تولهلدان أهمية إنشاء وحدات حماية المرأة (YPJ) قائلةً "عندما بدأت الثورة في روج آفا، استندت على الثورات الشعبية والثورات الوطنية والدولية. ولاسيما ثورات الكرد التي لها تاريخ يمتد لخمسين عام. واصلت YPJ إرثها التاريخي الممتد على مدى 50 عاماً. فاليوم عندما ذاع صيت قوات YPJ وعُرفت بدفاعها عن جميع النساء، يعود إلى 50 عام من تاريخ كردستان. لقد نبعت الحركة الوطنية من الثورة الكردستانية وفي ذلك الوقت تمكنت العديد من القيادات النسائية من القتال في أصعب المواقف والظروف. كانت وحدات حماية المرأة قادرة على حماية النساء وتنظيمهن وحماية مجتمعهن في جميع المناحي، وعلى هذه الأسس تمكنت من بناء جيشها. يمكننا القول إن وحدات حماية المرأة YPJ هي حلقة جديدة من الإرث التاريخي الكردي وثورة النساء".

"YPJ تحمي النساء"

وعن دور وحدات حماية المرأة في ثورة روج آفا قالت "النساء رائدات في جميع المجتمعات. ربما تقدمت YPJ كثيراً من الناحية العسكرية لكن المضمون مختلف. هوية YPJ عسكرية لكنها تقوم أساساً على إرساء المساواة والديمقراطية في الحياة. لو لم تكن فلسفتنا هي المساواة والديمقراطية، لما كنا قادرين على التأثير في العالم كله. لم تكن YPJ أبداً مبنية على التقسيم وتجزئة المجتمع، بل كانت دائماً قائمة على الوحدة. هناك بالفعل وحدة في طبيعة المرأة وكان بإمكان YPJ إظهار هذه الوحدة إلى العلن. فلسفة وفكر وأيديولوجية YPJ هي الديمقراطية والمساواة، لذا فإن الجميع يرى أن وحدات حماية المرأة تمثلهم. تتكون قيادات YPJ أيضاً من النساء. وإذا رأت YPJ أن هناك هجوماً على مجتمعها، فإنها تحمل السلاح وتحارب بشراسة ضد الاعتداءات، وتحمي المجتمع وهوية المرأة، ولأنها تدافع عن النساء على وجه الخصوص، انضمت النساء في شمال وشرق سوريا إلى وحدات حماية المرأة. تعتمد النساء في الشرق الأوسط أيضاً بشكل مباشر على قوات YPJ عندما يتم شن حرب ضدهن ويتعرضن للهجمات. لقد نظمت وحدات حماية المرأة نفسها تحت قيادة النساء الكرد وأثرت على المكونات الأخرى التي تقوم اليوم بتنظيم نفسها".

 

"تمكنت المرأة من كسر قيود العبودية"

كما أشارت جيان تولهلدان إلى الإنجازات التي حققتها وحدات حماية المرأة (YPJ) وتابعت "اندلعت ثورة روج آفا بقيادة النساء الكرد لأن وعيهن قائم على مفهوم الأمة الديمقراطية. دفعت الآلاف من القيادات النسائية ثمناً باهظاً وتضحيات كبيرة على أمل حدوث ثورة في كردستان، واتبعت وحدات حماية المرأة في روج آفا هذه الفلسفة. لقد كان تأسيس الأمة الديمقراطية من المكاسب الأولى التي حققتها وحدات حماية المرأة. حيث تم إنشاء العديد من المؤسسات والهيئات القائمة على مفهوم الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. شكلت هذه الخطوة أساساً كبيراً وأملاً في المجتمع لتشارك جميع المكونات في نظام الأمة الديمقراطية. هناك العديد من الهجمات على ثورتنا، لأن الدولة القومية لا تقبل نظامنا بسهولة. حيث يعتمد العالم كله على نظام الدولة الواحدة والمنفردة وأصبحوا مثل الروبوتات. لكن ثورة روج آفا أظهرت أن المجتمع يعود إلى جذوره. فقد تمكنت المرأة اليوم من كسر قيود العبودية بسهولة والتدفق مثل نهر ليس له نهاية. لقد أصبحت ثورة روج آفا ثورة دولية بقيادة المرأة الكردية".

 

"أعلنت YPJ عن نفسها في الرابع من نيسان"

استذكرت جيان تولهلدان شهداء وحدات حماية المرأة وقالت "أعلنت YPJ عن نفسها في الرابع من نيسان لحماية جميع النساء. قدمت الكثير من التضحيات الكبيرة في غضون 10 سنوات. فقد لعبت القيادية والشهيدة سوسن بيرهات دور كبير في المناطق العربية لإخراج النساء من الظلام. حيث يمكننا تسمية مقاومة حلب بمقاومة القائدة سوسن بيرهات. فاليوم إذا كانت هناك كتائب نسائية عربية، فالفضل في تأسيسها يعود إلى قيادة الشهيدة سوسن بيرهات. أيضاً شاركت الشهيدة تولهلدان رامان إحدى القياديات في YPJ في ثورة روج آفا منذ البداية وقاتلت في جميع المناطق. أصبحت محترفة في قيادة الحرب في الآونة الأخيرة لقد كانت قيادية ورفيقة مثالية. أما الشهيدات هبون تل حميس وروجبين منبج وأمارة جرابلس كانوا نساء عربيات وقاتلن في الخطوط الأمامية. كافحت هؤلاء النساء ضد النظام الذي يقول لا وجود لكن. كما شاركت الشهيدة توبراك شركس في حملات عديدة وحررت العديد من المناطق والمدن من المرتزقة. كانت معروفة بمقاومتها وتضحيتها ومعرفتها. تحت قيادة هؤلاء الرائدات، انضمت أيضاً نساء أمميات من جميع أنحاء العالم إلى وحدات حماية المرأة. من بين هؤلاء النساء الأمميات يمكننا التحدث عن هيلين بريطانيا التي لم تقبل النظام الذي كان قائماً وتوجهت إلى روج آفا واستشهدت في حرب المقاومة في عفرين. كما كانت ليكرين أرجنتين أيضاً مقاتلة أممية ضحت بحياتها من أجل حياة حقيقية. لذلك كانت ثورتنا عالمية. واليوم تسير الآلاف من النساء على خطى هؤلاء القادة. صحيح أن وحدات حماية المرأة قدمت تضحيات كبيرة لكن المجتمع عاد مرة أخرى إلى أصوله. يمكننا القول أن الألم يجعلنا ننمو. وهؤلاء النساء، يخلقن حياة جديدة وفلسفة جديدة للمرأة".

 

"أيدلوجية YPJ هي المساواة وحرية المرأة"

أوضحت جيان تولهلدان أن مفهوم وحدات حماية المرأة يقوم على أمة ديمقراطية وحياة متساوية وحرة، "تستند أيديولوجية وحدات حماية المرأة YPJ على المساواة في الحياة وحرية المرأة. كما أنها تستمد أيديولوجيتها من 50 عاماً من تاريخ الكرد. وعي YPJ قائم على الأمة الديمقراطية وحياة متساوية وحرة. ستسمح الأمة الديمقراطية في المستقبل بتحقيق الكونفدرالية الديمقراطية التي تتم مناقشتها اليوم في العالم. فاليوم تقاتل الدول بعضها من أجل مصالحها الخاصة، لكن الأمة الديمقراطية ليست كذلك. الأمة الديمقراطية هي السلام والحل الأساسي للحياة. لن يجد أحد حلاً غير الكونفدرالية الديمقراطية. فعندما ننظر إلى حالة العالم اليوم، نرى أن كل شيء هو عنف ونهب وإبادة جماعية. أما نظامنا اليوم، يمنح الأمل للناس لذلك يتوجه الجميع إلى روج آفا. سنواصل نضالنا داخلياً وخارجياً. لقد تم الاحتفال بنوروز و8 آذار بقوة وحماس كبير هذا العام، كما أن الرابع من نيسان أيضاً هو عيدهم وذكرى تأسيسهم".

 

"YPJ تحمي المجتمع والمرأة والكرامة"

لفتت جيان تولهلدان الانتباه إلى هجمات مرتزقة داعش ودور وحدات حماية المرأة في تلك الحروب، "عندما بدأت مرتزقة داعش القتال في سوريا والعراق، لم تكن الجيوش الكبيرة تعرف ما نوع هذه القوة. لقد مثلت العصابات كل المحتلين في المقام الأول. هرب العالم كله خوفاً عندما رأوا مرتزقة داعش من بعيد. لم يكن أحد يرى عدد الثقافات والناس والأديان التي قضوا عليها. لقد رأينا ذلك علانية في شنكال والعراق وسوريا. لكن أولئك الذين وقفوا في وجه المرتزقة وكان لديهم معتقد وإيمان قوي هم YPJ. لقد تمكنت YPJ من القضاء على وعي مرتزقة داعش. فاليوم عندما تحررت شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش، فقد تحقق ذلك بفضل تضحيات وبسالة وحدات حماية المرأة. تتكون هوية YPJ اليوم من جميع المكونات. مبدأ YPJ هو عدم الهجوم ومحاربة أحد إلا إذا حدث هجوم على المجتمع. YPJ تحمي المجتمع والمرأة وكرامتها. لم تكن مرتزقة داعش على هذا النحو، بل كانت ترتكب جميع أنواع الفظائع والأعمال الوحشية، وكانت وحدات حماية المرأة القوة التي وقفت ضدهم. انضمت الشابات المطالبات بالحرية إلى وحدات حماية المرأة ودافعن عن وجودهن في وجه داعش. لقد تم القضاء على داعش بمقاومة النساء. كما هُزمت مرتزقة داعش في معركة غويران الأخيرة في مدينة الحسكة".

 

"كافحت النساء وما زلن تبدين مقاومة لا مثيل لها"

أشارت جيان تولهلدان إلى أن وحدات حماية المرأة في القرن الحادي والعشرين تمكنت من أن تترك بصمتها على التاريخ "لقد أصبحت YPJ هوية وأملاً في القرن الحادي والعشرين. لن يكون هناك حياة دون حماية، وإذا كانت الحياة على الطريق الصحيح، فإن الحماية ممكنة أيضاً. اليوم لدينا العديد من المؤسسات والهيئات وتبلغ نسبة النساء أكثر من النصف في جميع الوظائف. هدفنا هو إعادة بناء مجتمعنا من جديد. كما تم إنشاء أكاديميات للعلوم، وهذا يعيدنا إلى تاريخنا ونصبح كياناً. وقد أصبحت ثورة روج آفا مصدر إلهام ونموذجاً للعالم كله. وفي القرن الحادي والعشرين تعيد النساء بناء مجتمعهن من جديد ولا يمكن لأحد أن يقف أمامهن. قد يقفون أمام النساء مثل السد لكنهن تتدفقن كالطوفان ويكسرن هذا السد وتتجاوزنه. لقد خرجت العديد من الجيوش وقالت سيتم القضاء عليهم اليوم أو غداً لكن النساء أفشلن ذلك وما زلن يكافحن ويبدين مقاومة لا مثيل لها حتى يومنا هذا. لن يتم القضاء على المجتمع أبداً، لأن النساء حاضرات اليوم".

 

"الحرية هي الرد على الألم الذي عانينا منه"

وفي ختام حديثها تحدثت جيان تولهلدان عن آمال وأهداف وحدات حماية المرأة "إننا نتجدد مع كل عام، نقوم بأعمالنا بأمل وحماس ومعنويات أقوى. نأمل القضاء على النظام المهمش للمرأة. ستتابع YPJ تاريخها الممتد منذ 50 عاماً. فكل عام مضى بتضحية هي انتصار لمقاومتنا. والرد على الألم الذي عشناه هو الحرية. فتاريخنا ومستقبلنا هو الأمة الديمقراطية وحرية جميع النساء في الشرق الأوسط وكردستان والعالم. وفي النهاية نهنأ كل النساء والبشرية والكرد وكردستان بحلول ذكرى يوم تأسيس وحداتنا".