"هي بلديتي" شبكة لدعم المرأة في الحكم المحلي والمشاركة السياسية

أطلقت منظمة "أوند" وبمشاركة منظمات محلية وعالمية الموقع الإلكتروني لشبكة "هي بلديتي"، بهدف دعم النساء في الانتخابات البلدية القادمة وزيادة المشاركة النسائية على المستوى المحلي.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ بمشاركة عضوات سابقات في البلديات، ومرشحات للانتخابات البلدية المزمع إجراءها خلال العام 2024، وبهدف زيادة عدد النساء ومشاركتهن السياسية على المستوى المحلي، تم إطلاق شبكة "هي بلديتي" لاستقطاب أكبر عدد من النساء لمشاركة تجاربهن وخبراتهن والتحديات التي يوجهنها في هذا المجال.

قالت رئيسة منظمة "أوند" فيكي زوين "بعد تأجيل الانتخابات لمدة سنتين، نأمل أن يتم إجراءها في العام القادم، لذا قمنا بتأسيس موقع "هي بلديتي" وهدفه مبني على أن الحكم المحلي ولا سيما مشاركة النساء فيه أساسي في نهضة القرى والبلدات، وبالتالي تنعكس النهضة على المستوى الوطني".

وأوضحت "تشمل نشاطاتنا، لقاءات حوارية للعموم في الأماكن العامة لاستعادة دورها الهام في المناطق، حيث يتم مناقشة قضايا مثل اللامركزية الإدارية وقانون الشراء العام، وأهمية المشاركة السياسية وغيرها من المجالات المختلفة على المستوى المحلي، إلى جانب دورات تدريبية للمرشحات والمرشحين بهدف تشكيل لوائح انتخابية متجانسة وللدخول بعمق في حاجات المناطق وتحليلها والتواصل مع المجتمع المحلي حول القضايا الهامة بالنسبة له وتحليلها ومناقشتها في أطر ومعايير متكاملة للوصول إلى حلول مجدية ومستدامة، والأهم هو تأسيس شبكة تضم النساء المنتخبات سابقاً وحالياً واللواتي ستترشحن للانتخابات البلدية، لتتشاركن الخبرات وقصص النجاح والبناء عليها، ومتابعة انضمام المزيد من النساء إليها، لتشكلن قوة ضاغطة نحو التغيير والمشاركة في صنع القرار على المستوى المحلي".

ولفتت إلى أنه " أطلقت منظمتنا "أوند" بالشراكة مع عدد من البرامج والمنظمات، الموقع الإلكتروني لشبكة "هي بلديتي"، خلال ورشة عمل في محلة الأشرفية في بيروت، وبمشاركة أكثر من 35 مرشحة للانتخابات وعضوات سابقات في البلديات"، مشيرة إلى أن الشبكة تضم حالياً 51 عضوة سابقة وحالية في البلديات، على أمل أن يصل العدد إلى أكثر من ذلك عبر استقطاب ما تبقى منهن، حيث يقدر عدد النساء في البلديات 651 امرأة و57 مختارة.

وأوضحت النشاطات التي ستقوم بها هذه الشبكة "أهمها التركيز على المساواة وأهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي ووجوها في الحكم المحلي أو في مواقع صنع القرار في البلد بشكل عام، وستستهدف اللقاءات الحوارية كل المناطق، وجميع فئات المجتمع وفي أماكن عامة، وأحياناً على الأرصفة والحدائق العامة، أو في مكتبة أو ملعب، والفكرة منها أن نعود ونستخدم الأماكن العامة، وأن نستعيد هذه الأماكن ودورها الهام، وأهمية مشاركتنا جميعاً ولا سيما النساء في هذه الانتخابات، وأن نلقي الضوء على دور المرأة الأساسي في المجالس البلدية أو في مراكز صنع القرار".

 

 

من جهتها، قالت الخبيرة في الجندر، ومستشارة في الشبكة عبير شبارو "وجود المرأة في المجالس البلدية مهم، لأن المرأة تساهم في التنمية الاجتماعية وكذلك في التنمية المستدامة، وترى الأمور من منظور مختلف يغيب كثيراً عن الموجودين حالياً، فعندما يكون هناك نساء في المجالس البلدية نرى أن هناك تنمية وأن هناك أموراً مستجابة أكثر لحاجات النساء، مثلا تقديم الخدمات الصحية، والتربوية، فوجود النساء في هذه المراكز يكسر أيضاً الصورة النمطية، ويشجع على إقامة مشاريع حساسة لاحتياجات النساء وصولاً إلى إشراكهن في المجال الاقتصادي، ومكافحة العنف ضدهن".

وأوضحت أن "النظرة الجندرية يمكن أن تكون موجودة لدى المرأة ولدى الرجل، لكن بالتأكيد المرأة حساسة لاحتياجاتها أكثر، كما وأن هذه المشاركة حق ينص عليه الدستور وتنص عليه المواثيق الدولية، وهو حق إنساني أن تكوني مشاركة وهو ضرورة لأن المرأة عندما تكون عاملة وفي مركز القرار لا تفيد نفسها فحسب، وإنما تفيد كل من هم حولها وتساهم في التنمية والاقتصاد".

وعن أهمية الشبكة قالت إن "تواجه المرأة سؤال حول الترشح للانتخابات، لماذا تترشحين، فهناك شقيقك؟ وهو أمر مماثل حصل معي شخصيا عندما ترشحت للانتخابات البلدية في العام 2010، فكل عائلتي وقفت ضدي، بالقول، لدينا رجال فلماذا ستترشح؟ فالقصص التي يمكن اعتبارها قصصاً فردية، فهي عامة وفي سياق سياسي بمواجهة النساء، فهذه الشبكة تفيد في مشاركة القصص الخاصة بالمرشحات، وهناك تشابه ولكن يمكننا التوصل لحلول في حال نجاحها في منطقة ما يمكن مشاركتها بين النساء، فهذا التشبيك والسردية النسوية يمكن توثيقها لإفادة نساء أخريات".

وأشارت إلى أنه "كل مرة نتكلم فيها عن المساواة، نبحث عن القدوة، لذا بالإضاءة على قصص النجاح نتعرف على قياديات ونماذج للجيل الجديد، وخصوصاً العضوات في البلديات، فلديهن دور مع المدارس مثلاً، وتربية الجيل الجديد وتوعيتهم على المساواة، وتشجيعهم في حال إجراء الانتخابات التي يكون مقرها المدارس، بأن يمارسوا هذا الأمر داخل الصفوف، أي انتخاب ممثل للصف، وألا يكون جميعهم من الذكور، ومن هنا نبدأ من الفئات العمرية الصغيرة بممارسة العملية الديمقراطية".