'هذا النظام ليس خيارنا لدينا الحق في اختيار حكومة علمانية وديمقراطية'

قالت الناشطة في مجال حقوق الطفل بروين آزاد أن الجمهورية الإسلامية لن تدوم دون اتباع سياسة الاعتقال والسجن والتعذيب والاعتراف القسري والإعدام.

مجدة كرماشاني

مركز الأخبار ـ لأكثر من أربعة عقود فرضت الحكومة الإيرانية سلطتها على المجتمع، وتسعى من خلال القمع الوحشي والسجن والتعذيب والإعدامات الممنهجة التي زادت عدد حالاتها في الأشهر الأخيرة؛ لإثارة الرعب والحد من انتشار الانتفاضة الشعبية التي هزت أسسها.

عن ممارسات السلطات الإيرانية وزيادة عدد حالات الإعدام في البلاد، تقول الناشطة في مجال حقوق الطفل بروين آزاد "عندما وصلت الجمهورية الإسلامية إلى السلطة، بدأت بتنفيذ عمليات الإعدام، يعرف أشخاص مثل صادق خلخالي الذي أصدر حكم الإعدام بالجملة، باسم قضاة الإعدام. هذه الحكومة لن تدوم دون اتباع سياسة الاعتقال والسجن والتعذيب والاعتراف القسري والإعدام، بالإضافة إلى قمع الاحتجاجات الطلابية والعمالية وغيرها".

وأشارت إلى أن النظام الإيراني استطاع من خلال بث الرعب بتنفيذ أحكام الإعدام، من انتزاع الاعترافات وإدانة المحتجين والمناضلين من أجل الحرية "بعد ثورة جينا أميني ازدادت حالات الإعدام بشكل كبير، لأن النظام يريد أن يحافظ على سلطته بأي شكل من الأشكال والانتقام من الثورة والمحتجين الذين نظموا التظاهرات بعد مقتل جينا أميني".

 

"يعرف القضاء في إيران باسم هيئة الإعدام"

وفي إشارة إلى دور القضاء في تنفيذ أحكام الإعدام، أكدت بروين آزاد على أن القضاء هو أهم صانع قرار في إيران بعد خامنئي "القضاء في إيران يعرف باسم هيئة الإعدام وهم يصدرون الأحكام فقط ولا يهتمون بما إذا كان عضواً في حزب سياسي أو لديه مطالب عمالية أو شخصاً ارتكب جريمة قتل عن غير قصد، عمليات الإعدام موضع إدانة في جميع أنحاء العالم، وتعتبر جرائم القتل والإعدام التي نفذتها الجمهورية الإسلامية جرائم قتل حكومية".

وأضافت "بالرغم من أن القانون يمنح المعتقلين حق توكيل محامين لمتابعة قضاياهم، إلا أن القضاء يصدر الأحكام بحق المتظاهرين دون السماح لهم بتوكيل محامٍ، وفي هذه الحالة يتم تعيين محامٍ لهم من هيئة المحامين العامة، والمحامين الذين يتم اختيارهم من قبل السلطات بالتأكيد يسيرون وفق سياسة الجمهورية الإسلامية ولا يدافعون عن موكليهم بالشكل المطلوب، وهذه السياسة مستمرة منذ حوالي 44 عاماً".

وحول ردود الفعل الدولية وضغوط المنظمات الحقوقية وتأثيرها على الحد من جرائم القتل والقمع وتنفيذ عقوبات الإعدام، تقول بروين آزاد "بالطبع ردود الفعل الدولية تؤثر على ممارسات السلطات، فالوضع في البلاد ليس كما كان قبل 40 عاماً، فقد ازداد التواصل مع العالم خارج إيران، كما أن للاحتجاجات التي تنظم خارج البلاد دعماً للاحتجاجات داخلها تأثير كبير، فالمعلومات تصل إلى كافة أنحاء العالم في أسرع وقت، لكن أولاً وقبل كل شيء فإن وحدة الشعب بإمكانها إنهاء هذا النظام الذي لا يمثلنا".

وأوضحت أن "الدول الأجنبية تهتم بالدرجة الأولى بمصالحها الاقتصادية والسياسية، ويمكن لنا نحن الذين نقطن خارج إيران، الضغط على السلطات بالاحتجاج في الشوارع، وبهذه الطريقة نغلق سفارات إيران في الدول الأجنبية ونطرد ممثليها من الأمم المتحدة".

وقالت في ختام حديثها "يجب أن نظهر لهذه الحكومات أن شعبنا في إيران يخرج للشوارع للاحتجاج ضد النظام، فهذا النظام ليس من اختيارنا، ولدينا الحق في اختيار حكومة علمانية وديمقراطية. وشعار "Jin jiyan azadî" الذي ردد خلال ثورة جينا أميني، يعني أننا نريد عيش حياة حرة، بدون وجود الحكومة الإسلامية، لنحصل على حرية اتخاذ قراراتنا بأنفسنا".