هاجر كمال: للنساء دور محوري في الحروب والنزاعات الراهنة
تأن العديد من الدول تحت وطأة الحروب والنزاعات خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو الواقع المعقد الذي فرض على الجميع وتحديداً النساء كونهن في مقدمة الفئات المتضررة وأكثرهم تأثيراً.
أسماء فتحي
القاهرة ـ تعاني النساء تحت وطأة حرب لم تعد لها ملامح واضحة سواءً كانت في غزة أو لبنان أو سوريا، ويبقى البحث عن حراك جماعي مؤثر في مجريات الأحداث هو الأمل المنشود للجميع، فهناك الكثير من النقاشات التي تدور حول مستقبل الشرق الأوسط في ظل الأوضاع الراهنة خاصة مع توسع الحرب وتمددها يوماً تلو الآخر من دولة لأخرى وسط حالة من اللامبالاة.
بات موقف المجتمع الدولي يستوجب العمل من أجل تحريكه، محاطاً بالعديد من التساؤلات خاصةً تلك المتعلقة بما أصدروه للعالم من أفكار حول معايير حقوق الإنسان وغيرها من المفاهيم التي باتت محل تشكيك من العديد بعد حالة الصمت والتواطؤ والتخاذل التي سيطرت عليه.
النساء هن الأكثر تضرراً من الحروب
وقالت الصحفية والناشطة النسوية هاجر كمال، أن ظروف الحرب تؤثر على الجميع وتنال من حقوقهم الإنسانية، إلا أن النساء هن الأكثر تضرراً لكونهن معرضات للكثير من الأعباء المادية والنفسية وغيرها، لافتةً إلى أن هناك نساء تعشن أوضاع قاسية خاصةً إن كن في فترة الحمل أو حديثات الولادة أو حتى أمهات لأطفال في مراحل عمرية مختلفة كونهن تتحملن تبعات ذلك من مسؤولية مزدوجة ووضع أكثر هشاشة ولا تجدن أبسط احتياجاتهن في تلك الفترة.
كما أن الحرب تفرض على النساء واقع قاسي في الاحتياجات اليومية والحصول على الرعاية الصحية والوصول للخدمات والمستلزمات الطبية وكذلك الفوط الصحية، بالإضافة للواقع المظلم الخاص بالاحتياجات الأساسية كالمياه وغيرها، كما أوضحت.
النساء في سوريا والمرحلة الحرجة
بعد سقوط النظام السوري، تغيرت المعادلة إلى حد كبير وهو ما سينعكس بطبيعته على النساء في الداخل المحلي، فقد أكدت هاجر كمال، على أن ما تمر به سوريا الآن سبق وحدث في مصر بعد الثورة، وهو وضع عادة ما يكون انتقال تتعرض فيه النساء للكثير من الضغوط حتى تستقر الأوضاع.
ولفتت إلى أن النساء في الداخل السوري تحملن الكثير من الأعباء وعانين من آلام الفقد إما بأعزاء داخل السجون أو ضحايا النزاع والحرب وجميعها جرائم نالت من حقوقهن الإنسانية وجعلتهن في قبضة الإحباط إلا أن الكثيرات تمكن من إحكام السيطرة على الأمور وقاومن بشدة جميع الاوضاع حتى أتاهم النصر، منوهةً إلى أن الوضع سيأخذ بعض الوقت حتى يستقر كما كان الخلاف في مصر حيث عانت الكثيرات من ارتباك الأوضاع الاقتصادية وعدم الاستقرار لسنوات ودفعت أخريات ثمن الفقد وتحملن مسؤولية عائلاتهن إلا أنه وبمجرد استقرار الأوضاع سرعان ما عادت الأمور لنصابها، متمنية أن يكون للنساء في سوريا اللائق قاومن لسنوات في ظل ظروف قاسية وجود حقيقي سواء في مراكز صناعة القرار أو في التشريعات والقوانين اللاحقة.
للحروب آثار عابرة للحدود
واعتبرت أن ظروف الحرب لا تؤثر فقط على قاطني الدول الواقعة تحت وطأتها بل تمتد لتشمل الدول المجاورة كذلك، موضحةً أن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام تتضرر إلى حد كبير، مشيرةً إلى أنه من الضروري التفكير في الحلول التي تحد من آثار تلك الأزمات، معتبرةً أن طول مدة الحرب جعل الواقع غاية في القسوة فلا يمر يوماً إلا بفقد جديد وألم لم يلتئم وهو ما يجعل المطالبة بوقف إطلاق النار ضرورة لسلامة جميع الدول من الناحية النفسية والسياسية والاقتصادية كذلك.
للنساء دورٌ كبير وفعال في الأسرة والمجتمع
وأوضحت أن للنساء دور قوي وفعال خاصة كلما اشتعل الواقع المحلي، وهو ما يجعل لصمودهن قيمة حقيقية في مواجهة أي اعتداء أو حرب أو حتى ضغوط محلية داخلية اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية.
ونوهت إلى أن وعي النساء بأثر دورهن المجتمعي أصبح هام لما لذلك من أثر عليهن وكذلك محيطهن الخارجي سواءً في الأسرة أو المجتمع، لافتةً إلى أن المرأة هي الأم والزوجة والأبنة ولها دور محوري في الأسرة ومحيطها العام، لافتةً إلى أن المقاومة طوق نجاة حقيقي وبالتالي ما يمكن أن يقدم للنساء حول العالم من رسالة تتلخص في ثقتهن في القدرة على إحداث التغيير المرجو رغم طول الوقت المتوقع لفعل ذلك كونهن قادرات فعلياً على ذلك لدورهن الممتد في المجال الخاص والعام.
للمؤسسات النسوية دور في الدعم
ولفتت هاجر كمال إلى أن المنظمات النسوية لها اتجاهات مختلفة وكذلك القضايا التي يعملون عليها، إلا أن هناك الكثير من الأمور التي لم تناقش بعد وفي انتظار العمل عليها كونها أدوات تغيير وحماية للنساء.
واعتبرت أن الحروب فرضت واقع أكثر تعقيداً وبالتالي أصبحت هناك مسؤولية ضمنية يتحملها المجتمع المدني وتحديداً النسوي لما لهم من دور في خلق الحالة الحوارية الداخلية حول ما يحدث من مستجدات على الساحة الدولية، مؤكدةً على أن الحديث عن الحرب وأثرها بات أولوية ومن ثم أصبح على المؤسسات النسوية مناقشة تلك النتائج وكذلك ما تعاني منه النساء في ظل تلك الأوضاع.
تأثر العالم بالحروب والنزاعات قائم لا محالة
وأوضحت أن ما يحدث في الدول من انتهاكات وحروب أمر يستحق العمل الجماعي "تحضرني مقولة أُكلت يوم أُكِل الثور الأبيض"، معتبرة أن كل الدول معرضة للخطر وبالتالي يجب البحث عن حلول جذرية، لافتةً إلى أن الواقع المحلي في سوريا بات مأزوم للغاية وأنها تتعرض لحرب شرسة تحتاج لتدخل دولي وأنها وغيرها من الكوارث الكبرى وعلى رأسها الحروب التي تتعرض لها الدول كما هو الحال في الوضع القائم في غزة وما يحدث في لبنان وغيرهم.
وأضافت أن رفع الوعي العام أمر بالغ الأهمية خاصة في ظل الأجواء الراهنة، مشيرةً إلى أن للنساء دور مهم في تلك المسألة لذلك يجب توجيه خطاب واعي لهن بأهمية ما يقمن به من دور في ظل الحروب والنزاعات من خلال المنظمات والمؤسسات الراهنة خاصة النسوية منها.