فيليز كريستجي أوغلو: سنشارك في الانتخابات ونستمر في النضال من أجل العدالة

أكدت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي HDP في أنقرة بتركيا فيليز كريستجي على أن "الهيمنة الذكورية ليست أمراً يقضى عليه بسهولة، لذا فإن نضالهم سوف يظل مستمراً".

سربيل سافوملو

مركز الأخبار - حزب العدالة والتنمية AKP الذي أستمر في السلطة منذ ٢٢عاماً، يواصل تهديد مكاسب المرأة، وأظهر بأنه سيستمر في مواصلة سياساته المعادية للمرأة بوضوح من خلال قيامه بضم حزب الدعوة الحرة "Hüda-Par" وحزب الرفاه الإسلامي الجديد "YRP" في تحالف الشعب.

إن ضمان التمثيل المتساوي في البرلمان بانتخابات ١٤ أيار/مايو المقبل، ضد التحالفات المعادية للمرأة أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى، فالنساء اللواتي تشكلن نصف سكان البلاد، هن من سوف تحددن نتيجة هذه الانتخابات، في الوقت الذي لم تقم العديد من الأحزاب السياسية "المعارضة" باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق التمثيل المتساوي، فإن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي سيدخل الانتخابات على قوائم حزب اليسار الأخضر، يستعد للقيام بترشيح البرلمانيات في الأماكن المؤهلة لترشيحهن لها، من خلال مواصلة سياساته التي تتمركز على تحقيق المساواة بين الجنسين في حملاته الانتخابية، فحزب الشعوب الديمقراطي HDP قد أدخل أكبر عدد من النائبات إلى البرلمان حتى الآن.

وبلغ عدد النواب في الخدمة حوالي 586 من بينهم 101 نائبة و485 نائباً، يحتل حزب الشعوب الديمقراطي HDP المرتبة الأولى بين الأحزاب السياسية من حيث عدد النائبات، حيث تشكل النساء 41% من نواب حزب الشعوب الديمقراطي البالغ عددهم ٥٦ نائباً، حيث كان أكبر عدد من النائبات اللواتي دخلن البرلمان في تاريخ تركيا هو في الانتخابات التي أجريت في ٧ حزيران/يونيو من عام ٢٠١٥، حيث كانت بلغ عدد النائبات من حزب الشعوب الديمقراطي حينها ٣٢ نائبة من أصل ٩٧ نائبة.

وفي الهجمات التي قامت بها الحكومة ضد حزب الشعوب الديمقراطي تم استهداف السياسيات أيضاً، حيث تم إعداد المئات من التقارير والحجج حول نائبات حزب الشعوب الديمقراطي وتم إسقاط النائبات المنتخبات، وقامت بمنع بعضهن من ممارسة السياسة، واعتقال البعض الآخر، ومع ذلك استمر أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي في إيصال كلمة المرأة إلى البرلمان، استمروا في توارث هذا الميراث لسنوات عديدة، وبالرغم من الهجمات، والعراقيل، والاعتقالات، والحجز، والعديد من الأساليب الأخرى، تمكن من أن يشارك في الانتخابات والمرأة في مقدمتها.

 

"لدى الأهالي رغبة كبيرة في التغيير"

قامت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي HDP في أنقرة فيليز كريستجي أوغلو، بتقييم العملية الانتخابية، وأوضحت أن الأهالي في حالة من الدمار الشديد بسبب الأزمة الاقتصادية التي حلت كالبلاء على البلاد في السنوات الماضية "رأينا أن الأشخاص الذين يعارضون تسرب مادة الأسبستوس في سامانداغ التابعة لهاتاي قد تعرضوا للغازات والاحتجاز بدلاً من لفهم بالقطنيات وحمايتهم، أعتقد بأن درجة الظلم هذه لم تشاهد من قبل ولا في أي وقت مضى، أما فيما يتعلق بالبيئة الانتخابية، فمن ناحية الأهالي متفائلون للغاية، وكلنا متفائلون جداً، نحن نثق في إدارتنا وقدرتنا على التغيير، والأهالي يريدون ذلك بشدة، ومن ناحية أخرى هناك جروح وندوب جراء الزلزال، سوف نقضي مرحلة ما بعد الانتخابات القادمة، في العمل على كيفية مداواة هذه الجروح مرة أخرى وبطريقة أفضل".

 

"قد يكون هناك ضغوط وعوائق"

وأوضحت إن الانتخابات لا تجري في ظل ظروف متساوية "إننا نواجه عقبات في افتتاح المكاتب الانتخابية لحزب اليسار الأخضر، لقد واجهنا بصفتنا حزب الشعوب الديمقراطي HDP، عقبات وضغوط شديدة للغاية من جميع الجوانب خلال السنوات الثماني التي قضيتها في الحزب خاصة خلال انتخابات عام 2015، بالطبع اليوم أيضاً هناك احتمالات لحدوث مثل تلك المواجهات، وقد يكون هناك المزيد من الضغط أيضاً، وقد تواجهنا عقبات أكبر، سنناضل مع كل شخص يرغب ويأمل في التغيير من أجل تحقيق ذلك، وأعتقد أننا "سنفوز معاً"، لم يتخلى شعبنا عن النضال أبداً، سنشارك في الانتخابات بصفتنا حزب اليسار الأخضر، كما أن هذا يوضح مدى عدم المساواة في الظروف التي نحن فيها، سنستمر بالنضال من أجل العدالة".

 

"لم يتم تنفيذ أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان AIHM"

أعادت فيليز كريستجي أوغلو إلى الأذهان أن هناك قضية إغلاق تبدو مثل سيف الديمقراطية تنتظر في المحكمة الدستورية وقالت "هناك قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لم يتم تنفيذها، يتوجب عليهم إطلاق سراح رفاقنا المحتجزين في الداخل، وإنهاء كل هذه الضغوط على المعارضين والاشتراكيين والنسويات الذين يؤيدون حزب الشعوب الديمقراطي HDP وبالأخص الكرد، نحن نؤمن بأننا على حق، ما الذي نطالب به؟ أننا نريد السلام في هذا البلد، نريد أن يعيش الناس في ظروف متساوية وعادلة، نريد حرية المرأة، نريد القضاء على التمييز بين الجنسين، نريد أن يستفيد الجميع وبشكل عادل ومتساوي من التعليم والصحة، أن كل هذه الأسباب وجيهة للغاية".

وأشارت إلى أنه يجب التركيز على أعمال تحالف الجهد والحرية، وأنه يجب أن تنتهي المناقشات حول القوائم المنفصلة "أعتقد أن هذه المناقشات يجب أن تنتهي الآن، ومن الضروري التركيز على تحالف الجهد والحرية وحزب اليسار الأخضر، أعتقد أننا يجب أن نواصل عملنا الانتخابي بعزم وإصرار، وطبعاً بدون أن ننسى الزلزال، ودون أن ننسى تقديم الدعم لتلك المناطق، أنه لمن المحبط تصعيد هذه المناقشات إلى أبعد من هذا، فلتنتهي هذه المناقشات ولنمضي في طريقنا قدماً".

 

"اتفاقية اسطنبول صامدة وسوف تدخل حيز التنفيذ"

وأكدت على أنه خلال فترة حكومة حزب العدالة والتنمية AKP الذي استمر ٢٠ عاماً، تمكنت النساء من خلال نضالهن خطو بعض الخطوات الإيجابية، ولكنه ومع اتخاذ قرار الانسحاب من اتفاقية اسطنبول، دخلن في فترة مخيفة "لماذا تم الانسحاب من اتفاقية اسطنبول؟ لأنها كانت الاتفاقية التي ستقوم بالإشراف في الوقت نفسه، لقد كانت الاتفاقية التي قدمت إجراءات مشددة للغاية ضد التمييز ومنع العنف، حيث كانت ستقوم بالإشراف بدأ من الحكومة وجميع المؤسسات، ليس فقط على مؤسسات الدولة، وإنما أيضاً الصحافة والإعلام والمؤسسات في جميع مجالات الصحة والتعليم والمجتمع المدني، هذه الاتفاقية لا تزال قائمة حتى الآن، وأعتقد بأنها ستدخل حيز التنفيذ على أي حال، بعد حدوث هذا التغيير".

وأشارت إلى إن القانون رقم ٦٢٨٤ قد تم استهدافه من قبل "بعض الرجال" وجعلوه موضوعاً للمساومة، وتعتقد أن القضية الرئيسية هي عرقلة تقوية وتمكين المرأة "إن النساء هن اللواتي ستغيرن هذا البلد أكثر من غيرهن، فهن الأكثر نضالاً، لأننا حقاً قمنا بالحصول على تلك الحقوق من خلال انتزاعها، ولن نقدم على انتهاكها أبداً، بغض النظر عمن يشكلون تحالفاً معهم، فلن يتغير ذلك بالنسبة لنا".

وأوضحت أنه قد تم تقديم العديد من الطلبات للقوائم الانتخابية مقارنة بالسنوات السابقة، ووجهت النداء للناخبات "أعتقد بأن خطابات وأعمال حزب اليسار الأخضر بخصوص النساء، مهمة وتحويلية سواء في المجال الاقتصادي أو في مجال الحريات، إنني أوجه نداء لحزب اليسار الأخضر من أجل تعزيز هذه الحريات بشكل أكبر، ليكون قادراً على أن يشارك في ظروف متساوية مضمونة وإنسانية ووضع حد لهذه الأزمة، ليقوموا بالتصويت مع انتخاب التغيير والتحول، فنحن بالطبع سنكون دوماً معاً في كافة المجالات جنباً إلى جنب، كما سنتواجد في الساحات ضد الحكومات الجديدة أيضاً، إن الهيمنة الذكورية ليست بالأمر الذي بالإمكان إنهائه بسهولة، ولهذا السبب سوف يستمر نضالنا دائماً، كما أنني أوجه نداءً وأدعوا النساء إلى المشاركة في العمل الانتخابي، وأن تكن متيقظات منتبهات على صناديق الانتخاب، وتشاركن في أعمال أمن صناديق الانتخاب".