فاطمة اسماعيل: القرى الحدودية تعيش حالة من الرعب جراء الهجمات التركية المستمرة

قالت عضو مجلس منبج العسكري فاطمة اسماعيل أن "تركيا تسعى للنيل من مشروع الأمة الديمقراطية الذي اتخذ كنهج تسير عليه الإدارة المدنية في منبج"

سيلفا الإبراهيم
منبج ـ .
صعدت مرتزقة الاحتلال التركي من هجماتها على طول الشريط الحدودي المحتل في شمال وشرق سوريا، كتل تمر وعين عيسى ومنبج وتل رفعت خلال الفترة الماضية. وحول الانتهاكات التي تقوم بها تركيا في مناطق شمال وشرق سوريا كان لوكالتنا لقاء مع عضو منبج العسكري في منبج فاطمة اسماعيل.
بينت فاطمة اسماعيل أن تركيا تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والقيم الإنسانية "في القانون الدولي لا يسمح لأي دولة التدخل في شؤون دول الجوار، إلا أن تركيا تصعد هجماتها على المنطقة على طول الشريط الحدودي المحتل كما في تل تمر وعين عيسى ومنبج".
وأضافت "هذه الهجمات تأثر كثيراً على المدنيين ففي القرى المحاذية لخطوط الجبهات مع تركيا يجبر الأهالي على الخروج من منازلهم بشكل مؤقت في ساعات الليل والعودة بعد أن يهدأ القصف"، مبينةً أنه على الرغم من عنجهية القصف وما يخلفه من خسائر بشرية وإلحاق الضرر بممتلكات المدنيين نتيجة القصف العشوائي، إلا أن الأهالي يرفضون الخروج من منازلهم وترك أراضيهم للمحتل التركي.
وعن موقف الشعب من هذه الهجمات التي تنفذها تركيا قالت "الشعب يرفض هذه الهجمات، وحالياً يعيش بأمان في المنطقة لكن القرى الحدودية تفتقد الأمان، ويعيش سكانها حالة من الرعب وقلق بشأن أطفالهم وعائلاتهم وممتلكاتهم".  
وحسب ما رصده المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري على صفحته الرسمية منذ مطلع أيلول/سبتمبر الجاري حتى 20 من هذا الشهر، تجاوز عدد قذائف الهاون والمدفعية والدبابة، التي استهدفت القرى الحدودية 500 قذيفة ومن بينها قصف بطائرة مسيرة على قرية الحمام شرقي مدينة منبج.
فيما تم قصفت القرى التابعة لناحية عين عيسى على طول خطوط التماس والطريق الدولي لأكثر من 60 مرة، منذ بداية هذا الشهر حتى العشرين منه مما أدى لوقوع 4 شهداء و4 جرحى من المدنيين.  
وحول استهداف تركيا لمدينة منبج بعد تحريرها من مرتزقة داعش قالت "تسعى تركيا للنيل من مشروع الأمة الديمقراطية الذي اتخذ كنهج تسير عليه الإدارة المدنية في منبج"، موضحةً أنه "اثناء سيطرة داعش على منبج لم تتعرض المدينة لأي هجوم من قبل الاحتلال التركي، وهذا يؤكد أن تركيا وداعش وجهان لعملة واحدة فتركيا كانت الداعم الأساسي لداعش على مرأى من العالم، وبعد تحرير المناطق التي سيطر عليها المرتزقة بدأت تركيا تتدخل في الشأن السوري وترتكب الانتهاكات بحق المدنيين، وتحتل المناطق في محاولة للنيل من المكتسبات التي تحققت بفضل النهج الديمقراطي الذي تتبعه الإدارة الذاتية". 
وتشكل مجلس منبج العسكري في الرابع من نيسان/أبريل عام 2016، للتحضير للحملة العسكرية التي بدأت في الأول من حزيران/يونيو بنفس العام، وانتهت بتحرير المدينة من مرتزقة داعش في 15 آب/أغسطس 2016، لتقود تركيا هجوماً على جرابلس في الـ 24 من الشهر ذاته ينتهي باحتلالها، وبهذا الواقع الجديد بدأت تعيش أرياف مدينة منبج المحاذية للمناطق المحتلة قلقاً مستمر.  
تقول فاطمة اسماعيل عن دور مجلس منبج العسكري في التصدي للهجمات وحماية المدينة "واجب مجلس منبج العسكري حماية المدنيين، فهو لا يهدف إلى الاعتداء على أحد وإنما حماية شعبه ومنطقته من الهجمات التركية، لأن هدف تأسيسه هو الحماية". 
تستهدف تركيا شخصيات ريادية ومؤثرة في شمال وشرق سوريا ويعود ذلك لمحاولتها تحطيم معنويات الشعب والقوات على حد سواء كما تقول فاطمة اسماعيل، وتضيف "تركيا تسعى لكسر إرادة المرأة باستهداف النساء اللواتي يقدنَّ المجتمع نحو الحرية كالأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف عام 2019، والقيادة سوسن بيرهات عام 2021". مؤكدةً أن هذه الهجمات لن تزيدهنَّ إلا إصراراً للمضي في الطريق الذي رسمه الشهداء بتضحياتهم. 
وأما عن الصمت الدولي تجاه الاعتداءات المتكررة على المنطقة، وغض الطرف عما تفعله تركيا ومرتزقتها في المناطق المحتلة قالت "الصمت الدولي لم يعد يحتمل، عليهم ابداء رأيهم وموقفهم اتجاه الانتهاكات التركية فهذه الانتهاكات يدفع ثمنها الشعب، إننا ندين هذا الصمت وينبغي على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً إيجابياً لتكف تركيا يدها عن المنطقة".
وفي ختام حديثها وجهت عضو مجلس منبج العسكري فاطمة اسماعيل رسالة للأهالي قالت فيها أن قوة المقاتلين/ت تكمن بمساندة الشعب لهم لذا على جميع الأهالي دعمهم معنوياً فهم حملوا السلاح للدفاع عنهم وحمايتهم.