عذاب عبود: حزب سوريا المستقبل ولد من رحم الأزمة السورية

"انعدمت التعددية السياسة في سوريا منذ تولي حزب البعث السلطة، لكن تأسيس حزب سوريا المستقبل يعد منعطف مهم في تاريخ سوريا والمرأة والمجتمع"

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ "انعدمت التعددية السياسة في سوريا منذ تولي حزب البعث السلطة، لكن تأسيس حزب سوريا المستقبل يعد منعطف مهم في تاريخ سوريا والمرأة والمجتمع"، هذا ما أكدته رئيسة حزب سوريا المستقبل في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا، عذاب عبود في الذكرى الرابعة لتأسيس الحزب.

نتيجة تأزم الوضع السوري منذ عام 2011 طرح حزب سوريا المستقبل نفسه كمشروع يضمن حقوق كافة السوريين من خلال خارطة الحل ألا وهي الحوار السوري ـ السوري، منذ تأسيسه في 27 آذار/مارس 2018، ولا يزال يعمل هذا الحزب على قدم وساق لتحقيق تطلعات الشعب السوري. وحول عمل الحزب وخططه المستقبلية أجرت وكالتنا حواراً مع رئيسة حزب سوريا المستقبل في مدينة منبج وريفها عذاب عبود.

 

ماهي الظروف التي دفعتكم لتأسيس حزب سوريا المستقبل؟

بداية نستذكر شهداءنا الذين كان لهم الفضل الأكبر في بناء حزب سوريا المستقبل، وفي تطور المسيرة النضالية لهذا الحزب، منذ تاريخ 27 آذار 2018، كان لا بد من تأسيس حزب سياسي ليكون طليعة سياسية قادرة على استيعاب تحديات المرحلة في ظل الظروف الصعبة التي عانى منها الشعب السوري، خلال الأزمة التي تعمقت بعد فشل الحلول التي قدمت للأزمة السورية، الحل العسكري من قبل النظام السوري، وعدم إجراء إصلاحات ديمقراطية، وأيضاً المعارضة التي افتقدت لمشروع سياسي قادر على استيعاب تحديات المرحلة، وكذلك نتيجة التدخلات الخارجية التي استغلت الظروف الراهنة في سوريا، أصبحنا نعيش أزمة حقيقة لم يتطور فيها الحراك الجماهيري، لذا كان لا بد من ولادة حزب سياسي يصل بالسوريين إلى بر الأمان.

 

ماذا حقق حزب سوريا المستقبل بعد 4 سنوات من تأسسيه؟

خلال أربع سنوات من تأسيس حزب سوريا المستقبل كون قاعدة شعبية وجماهيرية، وتم افتتاح 11 مجلس فرعي له في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، وأيضاً لدينا تنظيمات للمنطقة الوسطى كمجلس إدلب لكن هذه المكاتب ضمن مناطق شمال وشرق سوريا، ونهدف من خلالها للتنسيق بشكل أكبر مع الداخل السوري، وتطوير النضال على المستوى الداخلي، كون مشروع حزب سوريا المستقبل ليس مشروع مناطقي بل دائماً ما يركز على وحدة مصير الشعب السوري، ووحدة الجغرافية السورية.

 

يأخذ حزب سوريا المستقبل من تشكيل القاعدة الجماهيرية أولوية. إلى أي مستوى استطعتم تحقيق هذا الهدف؟ 

لدينا قاعدة جماهيرية قوية في كل منطقة على الرغم من أن عمر الحزب 4 سنوات، ومع كل هذا التقدم وبناء القاعدة التنظيمية نحن على أبواب المؤتمر الثالث لحزب سوريا المستقبل في سبيل بناء قاعدة تنظيمية صحيحة وإعادة هيكلة القاعدة التنظيمية، حتى تكون هذه القاعدة بوصلة الحزب في تحقيق أهدافه لبناء مجتمع ديمقراطي سياسي أخلاقي، فمشروع الحزب هو مشروع وطني يخدم كافة السوريين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ورغم كافة الصعوبات كون العمل السياسي الحقيقي جديد على المنطقة، إلا أن الإرادة موجودة لدى عضوات وأعضاء حزب سوريا المستقبل في سبيل المضي قدماً لبناء سوريا المستقبل.

 

كحزب سوريا المستقبل شعاركم التعددية والديمقراطية واللامركزية. إلى أي مدى ترجمتم هذا الشعار على أرض الواقع؟

منذ تأسيس الحزب ناشدنا بحل سلمي للأزمة السورية وتحقيق طموحات السوريين، ولكن شعارات التعددية والديمقراطية واللامركزية التي هي من مبادئ الحزب لا يمكن تطبيقها بشكل كامل في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها السوريين، ومازالت الأزمة السورية بدون حلول، فنحن نعيش ظروف صعبة لتحقيق هذه المبادئ فهي تحتاج إلى نقاشات جدية من قبل كافة الأطراف المتداخلة بالأزمة السورية، وأيضاً يحتاج إلى تطبيق تسويات سياسية يتفق عليها كافة السوريين، وهذه المبادئ مطبقة على مستوى شمال وشرق سوريا، لأن هناك مشروع ديمقراطي للمنطقة متمثل بالإدارة الذاتية والتي نراها ناجحة في شمال وشرق سوريا، رغم ما يعانيه هذا المشروع من تحديات خارجية وحروب إعلامية، إلا اننا رغم ذلك نسعى لتطبيق هذا المشروع على كافة الأراضي السورية.

استطعنا الوصول إلى كل هي حي وقرية، مع التضحيات التي قدمها الحزب توسعت قاعدتنا الجماهيرية وزاد عدد المنتسبين بشكل ملحوظ.

 

إلى أي مدى حاولتم زيادة نسبة عضوية النساء في الحزب ليشاركن آراءهن ويمثلن مجتمعهن؟

الحياة السياسية في سوريا سابقاً كانت شبه معدومة منذ عام 1963 ووصول سوريا إلى نظام حكم شمولي يمارس الاستبداد والأقصاء، ساهم في ألا يكون هناك دور لأي مواطن سوري في الحياة السياسية، وكان مفهوم السياسة مغيب عن ذهن المجتمع، ومحصور في فئة معينة من المجتمع، ولم يكن هناك لأي مواطن الحق في الانتخابات وتنظيم الأحزاب، وكل من كان يبادر بذلك معرض للاعتقال والسجن نتيجة الأنظمة الاستبدادية، لذا مشروع حزب سوريا المستقبل يشكل منعطف مهم في تاريخ سوريا وفي حياة المرأة.

واجهنا صعوبات في بداية التأسيس للانخراط ضمن صفوف الحزب، وعلى وجه الخصوص المرأة لكنها استطاعت أن تثبت جدارتها في ريادة هذا الحزب وفي المؤتمر السابق كان هناك ثمرة نضال المرأة وهو تأسيس مجلس خاص بالمرأة ضمن هيكلية الحزب، والقاعدة الجماهيرية النسائية تطورت بشكل واضح وبرز دورها على مستوى قيادة الحزب سواء كانت الأمانة العامة أو رئاسة مجالس الحزب الفرعية.

 

ما هي خارطة الحل لديكم للأزمة السورية؟

لا يمكن حل الأزمة السورية إلا من خلال الطرق السلمية السياسية، والتمسك أكثر بمبدأ الحوار السوري- السوري رغم عدم جدية بعض الأطراف الداخلية والخارجية، لكن نحن نؤمن بأن ليس هناك حل للأزمة العميقة إلا من خلال هذا الحوار، وسنستمر بدعوتنا لكافة الأطراف والقوى السياسية المؤثرة على الساحة السورية في سبيل أن يكون هناك نتائج إيجابية لحل الأزمة السورية، رغم تواجد الاحتلال والإرهاب وتواجد بعض المناطق تحت حكم مستبد والتي كانت السبب الأساسي لهذه الأزمة التي تتمثل في بنيته، لذا لا تحل هذه الأزمة إلى من خلال اعتماد نظام ديمقراطي لا مركزي تعددي تشاركي يعتمد مبدأ أخوة الشعوب كأساس له.  

 

بعد مرور 4 سنوات على تأسيس الحزب ما الرسالة التي توجهونها؟

اليوم وبهذه المناسبة نجدد العهد لشهداء حزب سوريا المستقبل بأننا على العهد باقون وعلى الطريق الذي بنوه بدمائهم سائرون، وسنعمل بخطوات جدية أكثر لتحدي جميع الظروف التي تحاول منعنا من إكمال مسيرتنا ومشروعنا الديمقراطي، ونتوجه برسائل محبة وسلام إلى كافة السوريين.