'بوحدة الرأي والجهود تستطيع النساء إيجاد الحل لقضياهن'

تتغير الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بشكل متسارع وبين كل هذه التغيرات تصبح قضايا المرأة طاغية على السطح بشكل كبير.

فاطمة رشاد

اليمن ـ في ظل الصراعات التي تشهدها العديد من دول الشرق الأوسط تقول الناشطة اليمنية بهية السقاف "لماذا لا يتم توحيد شعوب منطقة الشرق الأوسط طالما قضايانا مشتركة والانتهاكات الممارسة بحقنا واحدة"، مطالبة بتوحيد الجهود النسائية لوقف الانتهاكات، لأنه لن يكون هناك مستقبل زاهر وقوي دون إشراك النساء.

تقول الناشطة في دعم قضايا النساء في اليمن منذ أكثر من 17عاماً بهية السقاف "الأوضاع في المنطقة العربية بائسة فالحرب تدق طبولها بكل مكان وما يحصل في فلسطين منذ عام 1948 لم يتغير، ولكن تصاعدت الإبادة الجماعية واستمرارها بهذا الشكل المثير هو الشيء الجديد منذ 7 أكتوبر 2023 ومقتل ما يقارب 47 ألف مدني في قطاع غزة 70 بالمئة منهم نساء وأطفال".

وأضافت "ما يحدث في لبنان وسوريا مستمر وكذلك ما يحدث في السودان واليمن وليبيا، إذاً الوضع في المنطقة العربية على صفيح ساخن ويبدو أن هناك تغيرات جيوسياسية كبيرة أو كما يقال الشرق الأوسط الجديد الذي ترسم ملامحه التحالفات الجديدة وهناك ما يهمنا نحن كأبناء لمنطقة الشرق الأوسط أن وتيرة القتل والانتهاكات التي تتعرض لها الشعوب وخاصة الفئات المهمشة من النساء والأطفال يجب أن تتوقف من أي طرف كان".

وأكدت على دور النساء في المرحلة المقبلة "دورنا كنساء قياديات فاعلات في هذه المنطقة أن نسعى ونتحد لوقف هذه الإبادة في كل مكان، ومن واجبنا أن يكون هناك تحالف وتضامن وتآزر ضد الحوثي والأطراف الأخرى مثل الحكومة المعترف بها دولياً، ولو تكلمت فقط على اليمن فكل الأطراف ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان والمرأة".

وحول الانتهاكات المرتكبة من قبل أطراف الصراع في اليمن تقول "تتصاعد الانتهاكات هنا وهناك في مناطق سيطرة الحوثي ولكن هذا لا يعفي مناطق حكم الشرعية والمجلس الانتقالي من الانتهاكات هذه، أطراف الصراع كلها ترتكب الانتهاكات بحق المجتمع بشكل عام والنساء والأطفال والفئات الضعيفة والمهمشة، ولكن نحن دورنا كنشطاء وحقوقيين كنساء فاعلات وداعمات لقضايا النساء أن نتصدى لهذه الممارسات ونوحد جهودنا في المنطقة".

وحول كيفية توحيد الجهود قالت "لدينا شبكات وطنية قوية في سوريا واليمن ومصر ولبنان ولكن لماذا لا تتحد جهودنا في هذه المنطقة طالما المعاناة والانتهاكات واحدة فنحن لا نعتمد فقط على الجهود الغربية لأن في منطقة الشرق الأوسط قوميات أخرى مثل الكرد والإيزيديات فهؤلاء نساء تعرضن للانتهاكات كبيرة جداً"، متسائلةً "لماذا لا يتم توحيد شعوب منطقة الشرق الأوسط طالما قضايانا مشتركة والانتهاكات الممارسة بحقنا واحدة فإذا وحدنا رؤانا وجهودنا سننتصر لقضايانا وغير ذلك لن يأتينا أحد من الخارج ليحل مشاكلنا".

وترى أن هناك سياسة لإشعال المنطقة بالصراعات "بسبب الثروة التي تمتلكها هذه المنطقة وكذلك جهود دولة إسرائيل خُلقت توترات تحولت لحروب يتم تغذيتها لإبقائها مشتعلة ولذلك علينا توحيد جهودنا"، مشيرةً إلى أنه "في اليمن وقبل أيام تم انعقاد قمة نسوية بحضور الرجال لمعالجة قضايا المرأة بمشاركة أحد أطراف المشكلة".

واعتبرت أن القمة "كانت ذات أهمية ويمكن أن تعكس نفسها على وضع النساء في المستقبل وتمكينهن ومشاركتهن مشاركة فاعلة وكان الحضور فيها دولي ومحلي ورغم الصعوبات التي واجهتنا كانت قمة مميزة استفدنا من تجارب ست سنوات استطعنا أن نتخطى كل العواقب والصعوبات".

واختتمت الناشطة في دعم قضايا النساء في اليمن منذ أكثر من 17عاماً بهية السقاف حديثها بالقول إن "مشاركة 230 امرأة و80 رجل هو الإنجاز فهؤلاء أتين من مختلف الأماكن في هذا الوضع الأمني والعسكري الصعب للمشاركة، وأكدن أنهن تدعمن شراكة حقيقية للنساء في صنع السلام بالبلاد وتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية ولذلك لن يكون هناك مستقبل زاهر وقوي دون إشراك النساء، ولن يكون هناك عدالة إلا بوجود النساء فعلياً".