هندية العشيبي

بنغازي ـ أثرت الانقسامات السياسية والاقتصادية وغياب الأمن والقانون والصراعات المسلحة على وجود المرأة ومشاركتها في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الثقافي، فمنذ 2011 تعمل المؤسسات المدنية والنسائية على تنظيم ورش عمل وجلسات حوارية تعزز من وجود المرأة وتمكنها من المشاركة في صنع القرار بالبلاد.

أطلقت منظمة نوازي لدراسات النوع الاجتماعي في الواحد والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، المرحلة الأولى من مشروع إنصاف (نحو ثقافة سيادة القانون والعدالة الاجتماعية) والذي يهدف لتعزيز دور النساء في المؤسسات الحكومية بالبلاد، خاصة وحدات دعم وتمكين المرأة بكافة الوزارات وذلك بالشراكة مع وزيرة الدولة لشؤون المرأة بالحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب.

وقالت رئيسة منظمة نوازي لدراسات النوع الاجتماعي حنين بوشوشة وصاحبة مشروع إنصاف، إن "المشروع يهدف لتعزيز دور المرأة في مراكز صنع القرار، وتعزيز دورها بالمؤسسات الحكومية من خلال لعب دور فاعل في رسم السياسات المتعلقة بسيادة القانون والعدالة النوعية على وجه الخصوص".

وأنطلق مشروع إنصاف بحسب حنين بوشوشة في مدينة بنغازي يوم السبت، ويستمر على مدار 7 أيام بواقع 5 ساعات يومياً، حيث استهدف في المرحلة الاولى رئيسات وحدات دعم وتمكين المرأة بالمؤسسات الحكومية الليبية لتعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار ووضع الموازنات العامة التي تهدف لتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً.

وأشارت إلى أن المشروع سينطلق الفترة المقبلة في شرق البلاد وغربها وجنوبها، في كل من طرابلس وسبها وطبرق، من خلال تنظيم عدة برامج تدريبية وتوعوية، لتمكين وحدات دعم تمكين المرأة في الوزارات من القيام بعملهن المناط بهن وفقاً لاستراتيجية موحدة بين المؤسسات المختلفة بالبلاد.

وأوضحت أن "مشروع إنصاف يتضمن عدة مراحل منها إعداد فريق وطني من النساء العاملات في القطاع الحكومي لوضع الخطط الاستراتيجية وصون السياسات العامة والمساهمة في وضع موازنات تراعي النوع الاجتماعي، بالإضافة للمرحلة التثقيفية التوعوية والتي تتضمن أفلام وثائقية تؤرخ دور النساء في العشر سنوات الماضية من خلال تسليط الضوء على النساء في مراحل الصراع والنزاع المسلح ودورهن في تحقيق المصالحة وفض النزاعات بالبلاد".

 

 

وعن مشاركتها في تدريبات مشروع إنصاف أوضحت مدير مكتب التدريب والتطوير والجودة في مركز البحوث الهندسية وتقنية الطاقة بجامعة بنغازي المهندسة نسرين الرعيض "ساعدني المشروع في عملية اكتساب مهارات جديدة تسهل علي وضع الخطط والاستراتيجيات في عملي واتخاذ القرارات الصحيحة من خلال التخطيط الصحيح".

وأضافت "مشروع إنصاف كان فرصة لتعزيز قدراتنا وتبادل المعلومات فيما بيننا فقد استهدف المرأة في كافة المؤسسات الحكومية، لتمكينها من اتخاذ القرارات ودعم دورها في النشاطات السياسية المختلفة".

 

 

وترى مدير إدارة المرأة والطفل بالمجلس القومي للمرأة بالمنطقة الشرقية عند الفايدي، أن "التخطيط الاستراتيجي هو إحدى جلسات مشروع إنصاف ويعد من أهم مقومات الإدارة الحديثة والناجحة بالمؤسسات العامة والخاصة في ليبيا".

وأوضحت أن المشروع ساعدها في الإلمام بالطرق العلمية لإعداد المشروعات المختلفة والتخطيط لها، ووضع الخطط طويلة وقصيرة المدى، بالإضافة لطرق وآليات الاستفادة من نقاط الضعف والقوة في أي مشروع.

وقالت "المشروع استهدف عدد كبير من النساء في شرق ليبيا وجنوبها وغربها، حيث شاركت فيه مجموعة متنوعة من النساء منهن القيادات المهتمات بالمرأة، ونساء تقلدن مناصب في شؤون المرأة في الحكومة الليبية، بالإضافة لباحثات وخبيرات في مختلف المجالات".