أناهيد قصبيان: مخططات الإبادة الجماعية قائمة منذ التاريخ وحتى الآن

بالتزامن مع الذكرى الـ 107 للإبادة الجماعية للأرمن، دعت عضو لجنة لم شمل وتنظيم الشعب الأرمني في مجلس المجتمع الأرمني في شمال وشرق سوريا، أناهيد قصبيان، المجتمع الدولي لفتح ملف تحقيق حول الإبادة الجماعية للأرمن ومحاسبة الدولة التركية.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ في الحروب التي تجري بشكل منظم في الشرق الأوسط والعالم أجمع، تنال كل الشعوب والكيانات نصيبها من القتل وقطع الرؤوس والخطف والتعذيب وتدمير هويتها ووجودها.

في أوائل القرن العشرين، خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) بدأت حركة تحرير الأرمن داخل حدود الإمبراطورية العثمانية. في الرابع والعشرين من نيسان/أبريل عام 1915، أصدرت الدولة العثمانية أمراً بنفي الأرمن، وحدثت مجزرة قتل فيها ما بين مليون ونصف المليون أرمني، وفقاً لمصادر مختلفة. وقتل عشرات الآلاف من الأرمن في العقدين اللذين سبقا هذه المجزرة.

تحدثت عضو لجنة لم شمل وتنظيم الشعب الأرمني في مجلس المجتمع الأرمني في شمال وشرق سوريا أناهيد قصبيان، حول الإبادة الجماعية ضد المجتمع الأرمني وشددت على ضرورة محاسبة الدولة التركية على جرائمها.

 

"تم التخطيط لسياسة مشتركة ضد الشعب الأرمني"

وقالت أناهيد قصبيان أن مجزرة الشعب الأرمني تمت على ثلاث مراحل، "في الحروب التي جرت في الشرق الأوسط بشكل خاص وفي العالم بشكل عام، تنال جميع المكونات نصيبها من الإبادة والمجازر والتهجير والخطف والتعذيب والاعتقال، وما زالت هذه المجازر مستمرة. تعرض الشعب الأرمني خلال الحرب العالمية الأولى لمجزرة نفذتها الدولة العثمانية على ثلاث مراحل بهدف تقويض هوية وحضارة الشعب الأرمني. في المرحلة الأولى، تقرر استهداف الفلاسفة والسياسيين والعلماء والشعراء الأرمن، أي عقول المجتمع الأرمني. تم اعتقال حوالي 250 شخصاً وحوكموا في ذلك الوقت. المرحلة الثانية كانت تنفيذ مذبحة سيفو. لماذا عرفت هذه المذبحة بـ "سيفو" أو "السيف"؟ لأنهم في هذه الحرب قتلوا ليس بالسلاح والقنابل والطائرات بل بالسيوف والأسلحة الحادة. تم قطع رؤوس الأطفال بالسيف، وبقرت بطون الأمهات الحوامل وقتلن مع أجنتهن. في المرحلة الثالثة، تم ترحيل وإبادة الأرمن المتبقين. هرب الأرمن والآشوريون والسوريون إلى العراق بعد مجزرة سيفو للاستنجاد بتلك الدول وإعادة بناء أنفسهم ونسيان آلام المجزرة. لكن في منطقة سيميل الواقعة بين العراق وإيران، واجه الفارين من المجازر والذين لجأوا إلى العراق مجزرة جديدة عام 1933. كان المسيحيون يأملون في أن تحميهم العراق من العثمانيين، ولكن هنا تم التخطيط لسياسة مشتركة ضدهم".

 

"خطة الإبادة الجماعية مستمرة"

وأوضحت أناهيد قصبيان أن مذبحة سيفو استهدفت جميع المكونات "مذبحة سيفو لم تكن ضد الأرمن فقط، بل كانت ضد الأشوريين والسريان والإيزيديين، يمكن القول أن مخططات إبادة الشعوب على يد الدولة التركية لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا. فالدولة توسع جغرافيتها على حساب دماء الشعوب، ولا تعترف بأي حق من حقوق الإنسان. الحرب التي تحدث في يومنا الراهن، يمكننا القول أنها الحرب العالمية الثالثة، يتم شنها أيضاً وفقاً لخطة الإبادة الجماعية للشعب. يواصل الاحتلال التركي خططه القائمة على الإبادة الجماعية بهجماتها على شمال وشرق سوريا سعياً لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة وتدمير تاريخ وهوية الشعوب. أجداد الآشوريون والسريان والأرمن والكلدان الذين عايشوا تلك الفترة ولم يبقى منهم سوى القليل على قيد الحياة في يومنا الراهن، لم ينسوا لحظات الإبادة الجماعية ويخبرون أحفادهم بحقيقة عداء العثمانيين وحلفائهم. يتذكرون ويتحدثون عن أصعب اللحظات، بحسب الجدات فإن الشعب الأرمني والسرياني كانوا يتوجهون إلى الكنيسة المقدسة لحماية أنفسهم لكن كان يتم إحراقهم مع كنائسهم".

 

"يجب محاسبة الدولة التركية"

وأدانت أناهيد قصبيان الصمت الدولي في ختام حديثها "ندين الصمت الدولي حيال جرائم الدولة التركية. صمتهم يعني مشاركتهم في المجازر. نحن باسم المجتمع الأرمني، سنرد على هذه المخططات ومجازر الإبادة من خلال الحفاظ على هويتنا، وتنظيم الشعب الأرمني. ندعو المجتمع الدولي ومنظمة حقوق الإنسان إلى فتح ملف حول الإبادة الجماعية للأرمن والمطالبة بمحاسبة الدولة التركية".

 

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/23-04-2022-heseke-komkujiya-ermeniyan%20%281%29.mp4