'أن تكون كردياً وأن تكوني امرأة هذه أعذار لمزيد من القمع في إيران'
أكدت فرميسك رضائي أن النساء هن حاملات العلم ورائدات انتفاضة "jin jiyan azadî" وأن هذه الانتفاضة بالتأكيد لن تنتصر دون مراعاة حقوق المرأة ومطالبها.
مركز الأخبار ـ مضى نحو سبعة أشهر على الانتفاضة الثورية لشعب إيران والشعب الكردي ومازالت المرأة رائدة فيها، وعلى الرغم من استمرار انتفاضة "jin jiyan azadî"، لم تشرك الأحزاب في إيران المرأة في مراكز صنع القرار والاستجابة لمطالبهن.
حول انتفاضة المرأة في شرق كردستان وإيران، وعدم الاستجابة لمطالبهن وإشراكهن في مواقع صنع القرار، كان لوكالتنا حوار مع عضو فريق قيادة منظمة خبات النسائية فرميسك رضائي.
هل سلطت انتفاضة "jin jiyan azadî" الضوء على قضيتين رئيسيتين هما الجنس والجنسية؟
إن القضية هنا هي قضية القمع المزدوج. وأن كلمة المرأة الكردية نفسها يمكن أن تحتوي على إجابة لسؤالك في رأيي، رغبات المرأة الكردية كاملة ويمكن أن تشمل جميع رغبات المجتمع، في إيران أن تكون كردياً وأن تكوني امرأة هي أعذار لمزيد من القمع. لقد رأينا أنه خلال الأربعين سنة الماضية، جاءت معظم الانتفاضات والاحتجاجات من الدول المضطهدة، وخاصة كردستان، والفرق الكبير الذي حول الانتفاضة الأخيرة إلى ثورة وانتفاضة "jin jiyan azadî" هو حضور النساء الكبير ليس فقط في إيران، ولكن أيضاً في الشرق الأوسط والعالم والمجتمع الدولي.
أي نوع من التغيير تريده النساء؟ هل كما يدعي البعض أن رغبتهم الوحيدة هي معارضة الحجاب الإجباري، أم أنهن تفكرن في تغييرات سياسية وقانونية وثقافية أساسية؟
كما ترون لأن المرأة هي حاملة الراية وقائدة هذه الثورة، دون مراعاة حقوق المرأة ومطالبها، فإن هذه الثورة لن تنتصر، ولا ينبغي أن نقلل من رغبات النساء، يجب أن يكون للمرأة دور في السياسة، ويجب أن تحصل على حقوق متساوية، ويجب وضع قوانين مختلفة تشمل حقوق المرأة من الحد الأدنى إلى الحد الأقصى، وأود أن أذكر القضايا التي نوقشت كثيراً في الأشهر القليلة الماضية، وهي قضية حرية ارتداء الملابس. أنا شخصياً أوافق على طلب النساء هذا بنسبة 100٪، لأنه في رأيي إذا تعلمت الفتاة أن تصرخ من أجل حقها وهو حرية الملابس، والحصول على حقها، فستتمكن بلا شك من الحصول على حقها من المجتمع الأبوي في المستقبل. لهذا السبب، لا يمكن للرجل الذي يتمتع دائماً بحرية ارتداء الملابس، وأن يتحكم بحرية المرأة في ارتداء الملابس ويعتبرها أقل شأناً.
وأن هذه الانتفاضة أصبحت ثورة بسبب وجود المرأة. لكن إذا أردنا التحدث بشكل أكثر وضوحاً عن مستقبل ومكانة المرأة، فأنا لست متفائلة جداً بشأن مستقبل المرأة وحتى مع التغييرات السياسية الأساسية في كل من إيران وكردستان، وأعتقد أنه من غير المرجح أن يتغير المجتمع الأبوي بشكل كبير وبأعجوبة. لكن النقطة التي يجب ملاحظتها في المستقبل هي أن نساء الجيل الجديد لا تملن ولا تقهرن، وهذه الثورة ومستقبلها ستصبح تجربة لحكومات المستقبل، ومن المؤكد أن الحركة النسائية لا تعرف الكلل ولن نستسلم حتى نحصل على حقوقنا.
برأيكم، سواء أدت هذه الانتفاضة إلى تغيير النظام أم لا، وفي حال حدوث تغييرات سياسية جذرية ناتجة عن هذه الثورة، كيف ترين مستقبل المرأة؟
قضية كردستان واضحة ولديها روح قتالية كبيرة لا تقتصر على ثورة جينا فقط بل كانت حاضرة باستمرار في ميدان القتال على مدى الأربعين سنة الماضية، ولكن فيما يتعلق بقضية بلوشستان وصل الفصل العنصري الأيديولوجي إلى ذروته ونشهد أنه لا تزال صراعات الشوارع مستمرة ويخرج الناس إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة، وعلى الرغم من وجود نساء بلوشيات نشيطات وشجاعات. للأسف النساء حاضرات وهن ضعيفات جداً في الاحتجاجات. وفي كردستان من خلال فهم الجندر والفصل العنصري الأيديولوجي، فإن جميع الطبقات حاضرة في الاحتجاجات، والنساء في كردستان ليسوا حاضرين فحسب، بل تمكن من أن تكن قادة النضالات والثورة ولعب دور القيادة، ومن خلال الحديث عن هذه القضايا، أردت أن أشير إلى أهمية دور القيادة والتي للأسف في أذربيجان كان افتقار خوزستان للقيادة، سواء في مجال المرأة أو في المجالات الأخرى واضحاً.
في الأشهر القليلة الماضية كانت كردستان وبلوشستان إحدى الركائز الأساسية للثورة، بينما لم تنضم أذربيجان وخوزستان بعد إلى هذه الثورة كما ينبغي. كيف تقيمون ذلك؟
يمكن للتحالف القائم على الإيمان بالتعددية السياسية ومراعاة الديمقراطية وقبول الاختلافات القومية والدينية أن يؤدي إلى تضامن نحدد فيه بديل النظام الإيراني. وللأسف في هذه المرحلة، نشهد أنه لم يتم تشكيل تحالف ذي مصداقية بين المعارضة الإيرانية والكردية كما ينبغي، وربما وكل ما نراه هو من مجموعات تفتقر إلى القدرة على إظهار تحالف شامل العوائق كلها بسبب المصالح الحزبية والجماعية ولا تؤخذ في الاعتبار المصالح الوطنية. وفي بعض الأحيان، كان لغياب الإيمان بالتعددية السياسية وضعف الديمقراطية آثار مدمرة على أداء معارضة النظام.
يتحدث معظم الناس والمنظمات المدنية وأحزاب المعارضة عن ضرورة تشكيل تحالف شامل ومتنوع للتغلب على نظام الجمهورية الإسلامية. ما هو موقف منظمتكم من مثل هذا التحالف؟
في رأيي، الميثاق هو أحد متطلبات النضال في هذا الوقت. أنا شخصياً أنظر إلى هذه القضية نظرة إيجابية لأننا تجاوزنا مرحلة النظام في إيران، والآن ينعكس الذكاء السياسي العالي والوعي لدى المجتمع في هذه المواثيق. وتنعكس مطالب الشعب والمجتمع بشكل أكثر تماسكاً وشفافية. في هذه المواثيق، خطت المنظمات خطوة إلى الأمام وطالبت بمحاكمة رؤساء النظام. وكما ذكرت لقد تجاوزنا الآن مرحلة اللانظام، وفي رأيي المواثيق هي ضغط استراتيجي ومبادرة من الحركات والتنظيمات السياسية التي تجعل رغبات الشعب أكثر تماسكاً وتحديثاً وتنقلها للخارج.
في هذه الأيام هناك انتقادات جدية للأحزاب الكلاسيكية في كردستان، التي لا يوجد فيها نساء في المستويات العليا من قيادتها ما رأيك بهذا؟
قضية عدم وجود المرأة في قيادة الأحزاب السياسية ليست قضية حديثة، نشهد ذلك في مركز تعاون أحزاب كردستان إيران، والذي يتكون من حزبين، كوملة وحزب ديمقراطي، في اجتماعات ومؤتمرات وندوات، نشهد حضواً ضئيلاً للمرأة، وعلى الرغم من حقيقة أن هذه القضية قد تم انتقادها عدة مرات، إلا أن هذه العملية استمرت دائماً ولم يتم إعطاء المرأة الأهمية التي ينبغي لها. التركيز على وجود المرأة في هذه المرحلة من الزمن يعود إلى ثورة جينا التي انطلقت بشعار "jin jiyan azadî"، وازداد الحضور النشط للمرأة في كردستان وإيران بشكل ملحوظ.
وأود أن أشير إلى مسألة مهمة. كان حزب كوملة من أوائل الأحزاب التي مهدت الطريق لوجود المرأة في الساحات السياسية، ولهذا السبب كان من المتوقع أن يكون حضور المرأة في هذا الحزب على الأقل أكثر انتشاراً وفعالية من الأحزاب الأخرى. ولكن للأسف شهدنا مع دخول النساء مجال النضال والسياسة بفاصل متأخر عن الأحزاب الكردستانية الأخرى، لكنهن تحتلن نسبة عالية 30% من قيادة الحزب، ففي كل الأحزاب يكون وجود المرأة ومشاركتها السياسية أقل وضوحاً وظهوراً، ويجب أن تجد المرأة طريقة للوصول إلى أقصى تواجد لها.