أمينة بكر: الإدارة الذاتية ليست لتقسيم سوريا إنما الحل الوحيد والأمثل للأزمة

قالت نائبة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الفرات أمينة بكر إن النظام السوري يسعى عبر تصريحاته التي تستهدف الإدارة الذاتية لزرع الفتن بين مكونات المنطقة والنيل من مكتسباتها الهادفة لخلق السلام والأمان والمساواة بين كافة مكونات شمال شرق سوريا وسوريا عموماً

نورشان عبدي
كوباني ـ .
لا يلوح في الأفق أي حل سياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها 11 في ظل تعنت النظام وعدم قبوله بقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، والقاضي بوقف إطلاق النار والتوصل لتسوية سياسية للوضع في سوريا.
ورداً على التصريحات التي تتهم الإدارة الذاتية الديمقراطية بالسعي للانفصال أكدت أمينة بكر أن الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية ليستا لتقسيم سوريا، إنما هما الحل والنموذج الأمثل للأزمة التي تعصف بالبلاد.     
وأشارت إلى الأزمة التي تخنق سوريا على جميع الأصعدة "مر أكثر من عشر سنوات على الأزمة السورية، ويعيش أهلها أزمات اقتصادية واجتماعية، وقتل ودمار، في ظل عدم وجود أي حل سياسي في الأفق القريب، على الرغم من الاجتماعات التي تعقد كالآستانة وجنيف، وسوتشي وغيرها". 
وتابعت "لا يوجد حتى الآن أي تعديل يذكر على الدستور السوري، يضمن حقوق جميع مكونات سوريا على اختلاف لغاتهم ومذاهبهم وأعراقهم، فسوريا عرفت بالجمهورية العربية السورية بطليعة حزب البعث أي ليس لأي شعب آخر حقوق وحريات، فقد تم تجريد آلاف الكرد من حقوقهم كمواطنين".
في حين ثورة روج آفا التي اندلعت في الـ 19 من تموز/يوليو 2012، كانت الملاذ الآمن للشعوب للتحرر من قيود العبودية والاضطهاد والظلم، والحديث لـ أمينة بكر "ثورة روج آفا باتساع رقعتها في شمال وشرق سوريا فتحت الآفاق لكافة المكونات للعيش على أساس التعايش المشترك بكل حرية وعدالة، هذا المشروع الديمقراطي هو صمام الأمان للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والنموذج الذي يجب أن يكون قدوة ليس في سوريا فقط إنما في الشرق الأوسط عموماً". 
وأكملت "ثورة 19 تموز منذ انطلاقتها من قلعة المقاومة كوباني وانتشارها في كافة المدن، حققت الكثير من المنجزات على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية وغيرها، من خلال الإدارة الذاتية يقوم الشعب بإدارة شؤونهم بأنفسهم، وهذه الإدارة هي نتاج مقاومة وثورة الشعوب وتضحيات الآلاف من الشهداء". 
وأشارت إلى المؤتمرات والاجتماعات بين الدول العظمى والتي لم تعطي شيئاً للسوريين "مساعي آستانة وجنيف وغيرها بائت بالفشل، لأن الحل بيد السوريين وعلى الأرض السورية، ليس لأحد الحق في تقرير مصير هذا الشعب، فالدول تبحث وراء مصالحها وأطماعها وليس عن الحل". 
وأكدت أمينة بكر أن شعوب المنطقة وجدوا أنفسهم وحقوقهم وحريتهم ضمن مشروع الأمة الديمقراطية، والمرأة أيضاً فُتحت أمامها الآفاق لتكون الطليعية في قيادة مجتمعها ونفسها، مشيرةً إلى أن مشروع الأمة الديمقراطية في القرن الواحد والعشرين البديل للنظام الرأسمالي. 
وعن الهجمات التي تشن على الإدارة الذاتية، تقول "النظام السوري يهاجم الإدارة الذاتية للقضاء على مكتسباتها وإنجازاتها، ويحاول خلق البلبلة وإثارة الفتن وتوجيه الاتهامات الباطلة، لكن وحدة الشعوب وتلاحمها مع إدارتهم تثبت أن الإدارة هي تجربة فريدة من نوعها وهي الحل الوحيد للأزمة السورية".
وأضافت "الإدارة هي من تحمي الحدود السورية والعالم يشهد على ذلك، في عام 2014 لولا المقاومة البطولية في كوباني لسيطر داعش على منطقة الشرق الأوسط برمتها، فهذه الإدارة حمت الإنسانية جمعاء من خطر وإرهاب داعش".
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أنهت وجود داعش في مناطق شمال وشرق سوريا، ودمرت حلم التنظيم الإرهابي عندما طردته من مدينة الرقة عام 2017 والتي كان قد اتخذها عاصمة له، لتقضي القوات على التنظيم بشكل نهائي من معقله الأخير في الباغوز في آذار/مارس 2019. 
ويحاول النظام السوري العودة بسوريا إلى ما قبل عام 2011 "يتطلب من النظام السوري بعد عشر سنوات من ظلم واعتقالات ونزوح، وحروب وقتل العودة لطريق الصواب، عليهم الاعتراف بأن لكل مكون الحق في العيش بسلام داخل سوريا".
وفندت مزاعم النظام بكونه الأحق باستعادة الأراضي ضارباً بعرض الحائط التضحيات الجسام لكافة المكونات بشمال وشرق سوريا "منذ اليوم الأول لثورتنا وحتى الآن، النظام لا يكترث لوضع الشعب ولا يستجيب لدعوات الإدارة الذاتية لحل الأزمة، ليعيش الشعب السوري بكافة أطيافه في ظل نظام ديمقراطي وعادل، من خلال بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية". 
واستنكرت نائبة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الفرات أمينة بكر عدم السعي لتحرير المناطق المحتلة من قبل تركيا، والتغاضي عن التغيير الديمغرافي الذي تحدثه تركيا في المناطق التي احتلتها، وبالمقابل يوجه الاتهامات للإدارة الذاتية، "النظام مصر على ذهنيته الشوفينية البعثية التي تنادي بالعلم واللغة والهوية الواحدة، ونحن أيضاً لن نتراجع عن مبادئنا، ولن نقبل الرجوع إلى ما قبل 2011، فالوقت وقت الحرية والكرامة".