الترشح للانتخابات الرئاسية في ليبيا ما بين المعوقات وصعوبة قيادة المرحلة
اثنان فقط من النساء من أصل 98 مترشحاً للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها ليبيا خلال الأيام القادمة أي بنسبة 1,96 % من إجمالي المترشحين، وتعد الانتخابات الرئاسية هي الأولى في ليبيا
ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، فمنذ استقلالها عام 1951، لم تشهد ولو مرة واحدة انتخابات رئاسية.
هذا يجعل المنافسة قوية بين الأطراف المتنازعة من أجل الفوز بكل الطرق، ورغم القوة التنافسية بين المترشحين للرئاسة، إلا أن هناك امرأتان فقط كانتا من الشجاعة بمكان بحيث أرادتا خوض هذه الانتخابات، وهما ليلى بن خليفة 46 عاماً، وهنيدة المهدي 39 عاماً.
وترى بعض النساء أن هذا العدد مقبول ويدعم المرأة ويشجعها لخوض الانتخابات الرئاسية مستقبلاً، فيما ترى أخريات أن العدد لا يذكر وليس مشجعاً مقابل المجهود التي كانت تبذله المرأة في التوعية بالانتخابات ودعمها لانطلاقها في وقتها حيث تقول الإعلامية والناشطة السياسية نورية الشريف "حين نتحدث عن ضعف ترشح المرأة للانتخابات الرئاسية فلا نقول بسبب قلة الخبرة للمرأة أو عدم قدرتها على تسيير دفة البلاد ولكن، في ظل الانقسامات السياسية والنزاعات القائمة في ليبيا أرى أن فرصتها معدومة في الفوز".
وأضافت "الوضع القائم لا يسمح بتواجد المرأة على الساحة من أجل قيادة الدولة في مثل هذه الأوضاع، كما أنه على مدى تاريخ ليبيا لا توجد امرأة تولت رئاسة ليبيا، فما بالك في أول انتخابات ستجرى كأول مرة في تاريخ بلادنا، إضافة إلى البيئة المحيطة والعوامل الاجتماعية ربما كانت سبباً في عدم الترشح للرئاسة، إضافة وهذا من وجهة نظري أن الوقت لم يحن بعد لتولي المرأة أو ترشح المرأة للرئاسة. ربما ستكون لها فرصة في الاستحقاقات التي ستحدث بعد أربع سنوات بحسب اتفاقية جنيف".
يعتبر الاستحقاق الانتخابي من أساسيات التغيير لدى المرأة إذا ما شاركت فيه بقوة، مثلما فعلت عندما كانت تعمل بجد من أجل السير بالعملية الانتخابية بشكل سهل ويسير فشاركت في الإعداد للمراقبة على الانتخابات، ونشطت كسفيرة للتوعية والتسجيل، وأعلنت ترشحها للانتخابات البرلمانية ولكن ما رأيناه أن عدد المتقدمات قليل جداً مقارنة بالنشاط الذي كانت تقوم به المرأة في مجال التوعية والترشيد بأهمية الانتخابات.
وتشير نورية الشريف إلى أن الأسباب غير واضحة إلى الآن، بالرغم من أن التقدم للترشح هو فرصة للمرأة للمطالبة بحقوقها، ومن أجل احداث التغيير على الساحة البرلمانية.
وتؤكد أن قدرة المرأة على التغيير كبيرة جداً لأنها قادرة على العطاء وتحمل المسؤولية، كما تشير إلى أن تقدم المرأة للمقاعد العامة في البرلمان شيء جيد وايجابي ويعتبر خطوة شجاعة لها لأنها تنافس على مقاعد الرجال بصفة عامة.
من جانبها تقول الناشطة في مجال حقوق المرأة صالحة الحسوني بأن حضور النساء لا بأس به سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، كخطوة أولى في انتخابات رسمية لليبيا، فالمرأة تستطيع التواجد في جميع المجالات وهي قادرة على العطاء وستكون فرصها في الفوز في الانتخابات جيدة.
وتشاركنا رئيس منظمة ليبيا السلام الدولية للمرأة سلوى الماجري رأيها قائلة "تعتبر انتخابات 24 ديسمبر منعطف خطير في مستقبل ليبيا مقارنة بالانتخابات الماضية ففي هذه الانتخابات والترشح كانت المرأة متفائلة حتى أنها قررت الترشح للانتخابات الرئاسية، ولكن هناك معوقات كثيرة واجهتها أثناء الترشح خاصة لبعض النساء اللاتي كان لديهن طموح صادق بخدمة بلادهن وتقديم الأفضل"، مبينةً أن "أول هذه المعوقات هو ضعف التسجيل للناخبين فعلى الرغم من حملات التوعية التي قامت بها النساء من أجل التوعية بأهمية التسجيل في الانتخابات وكانت على نطاق واسع إلا أنه وللأسف الأغلبية لم تسجل ومع العلم هناك من أكد تسجيله ثم بعد ذلك وجدناه لم يسجل وهذا يؤثر على دعم المرأة خاصة من المحيطين بها الذين ساندوها ثم تخلوا عنها بعدم التسجيل، وهذا ترتب عليه ظهور معوقة عدم وجود من يزكي المرأة في الترشح لأن أغلبهم لم يسجلوا في الانتخابات أساساً".
وتضيف سلوى الماجري أن القبلية والجهوية كانت من أكثر المعوقات التي واجهت المرأة فهي طاغية ومسيطرة على المترشحين الرجال ولكن المرأة حظوظها في ذلك معدومة، "نحن بالتأكيد لسنا ضد القبيلة ولكن لابد أن نركز على من يستحق ليحظى بالأصوات وليس عن طريق القبيلة ودعمها".
وتشير إلى أن أكثر المعوقات صعوبة هي المادية والمبالغ الكبيرة التي تدفع لمحرر الحقوق من أجل التزكيات "وصلت المبالغ إلى 5000 ديناراً، فلماذا هذا التكالب على المال فنحن في مرحلة حرجة ولابد من تنازل الجميع عن بعض الأشياء التي يرونها مهمة من أجل أن نسير بالبلاد لبر الأمان".
وتختم سلوى الماجري كلامها بالتأكيد "نحن نعول على بناتنا فالمرأة الليبية قوية، رغم كل الظروف ونتمنى أن تستقر ليبيا، ويستقر أبنائها، وسنناضل ونكسب القضية".