'الثورة تعتمد على إرادة الشعب وقوته المتأصلة'

شددت عضو اللجنة الدبلوماسية لجمعية المرأة الحرة في شرق كردستان (كجار) روزرين كمانجار، على ضرورة وحدة الشعب وخاصةً النساء في إيران وشرق كردستان للتخلص من القمع ونيل الحرية.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ الاحتجاجات النسائية التي بدأت في إيران، كانت المرأة رائدة فيها والشعار الأساسي لها "Jin jiyan azadî" لذلك بات دور المنظمات النسائية أكثر إلحاحاً.

قيمت عضو اللجنة الدبلوماسية لجمعية المرأة الحرة في شرق كردستان (كجار) روزرين كمانجار، الانتفاضة في شرق كردستان وإيران، من مختلف الجوانب، وقالت إن "هذه الانتفاضة تسمى ثورة وهذه الثورة تسمى ثورة Jin jiyan azadî، هذا الأمر يعني أنه قد حدث تغيير في الذهنية والثقافة يشمل المجتمع بأكمله، وهذا التغيير كان بفضل النساء اللواتي كن طليعيات للثورة خلال العام الماضي".

وعن هدف الثورة وأسباب اندلاعها، أوضحت أنه "في بداية الثورة، تم الحديث عن أسباب القيام بها، ومن المهم أن نسأل عن الثورة لأننا بعد ذلك نستطيع تقديم الحلول الصحيحة لها، وقد توصل المجتمع إلى نتيجة مفادها أنه بعد تحرير المرأة يمكن أن نتحدث عن حرية المجتمع بأكمله. خلال هذا العام، نشطت المرأة والمجتمع معاً واستمرت نضالاتهما"، مضيفةً "خلال العام الماضي، لم يتم حل قضايا المرأة وأصبح الوضع أكثر تعقيداً وتزايدت القيود والهجمات ضد النساء والفتيات".

 

"الحكومة تقمع الفئة الشابة التي قالت "لا" بشكل حاسم"

وأعلنت روزرين كمانجار، في معرض تأكيدها على أنشطة الحكومة الإيرانية ضد المرأة والثورة، أنه "خلال الأشهر الـ 11 الماضية، لم يتوقف حكم الدكتاتور في إيران عن قمع المرأة ولو للحظة واحدة وهاجم الطلاب منذ البداية حاصروا الجامعات والمدارس والقرى والمدن وهاجموها بطرق مختلفة، وبلغت الاعتقالات ذروتها".

وأضافت "الطلاب الذين كانوا يبحثون عن الحقيقة بكل معانيها، تم اعتقالهم وتعذيبهم، وهاجمت الحكومة مدارس البنات بالمواد الكيميائية وقامت بتسميمهن نتيجة تحدي هذه الفئة التي قالت للحكومة "لا" بشكل حاسم، وأظهرت أنها تسير نحو هدفها بكل طاقتها، ولكن الحكومة لم تنجح في قمع تلك الفئة الشابة لذلك وسعت عمليات الإعدام لبث الرعب في قلوب الأهالي وجعل المجتمع يتراجع، ولكن في العام الماضي، رأينا أن الأهالي لم يخافوا بل زادت معارضتهم ونزلوا إلى الشوارع للانتقام من الحكومة".

 

"هذه الثورة تعتمد على إرادة الشعب الفطرية وقوته"

واعتبرت الضغط على أمهات الضحايا بمثابة خوف الحكومة من الثورة "عندما لم تحصل الحكومة على نتائج من عمليات الإعدام، قامت بالاعتقال والضغط على أمهات ضحايا الثورة اللواتي لم تبكين بل رقصن عند قبور أبنائهن وكانت هذه الرقصة نوع من النضال ودعوة للنضال ولمواصلة الثورة، وقلن للمجتمع (لن نبكي لأنكم ستنتقمون لأبنائنا). اعتمدت هذه الثورة على إرادة الشعب الفطرية وقوته".

وأعلنت أن موقف المرأة ومقاومتها أحد الأسباب المهمة لولادة الثورة "نضالات المرأة ومقاومتها تعني أن هذه الانتفاضة تفوح منها رائحة الثورة، وهي هادفة، ومصحوبة بالأمل لبناء المستقبل، وكانت القضية واضحة وشفافة ووحدة الشعب في جميع المدن ومن كافة المكونات، فالوحدة هي القضية الوحيدة التي يمكنها أن تجعل الحكومة تتراجع، كما أصبح السجن مكاناً للنضال والمقاومة وكلما زاد اعتقالهم، زادت المقاومة، وأظهرت النساء أنهن تقاتلن في أسوأ الظروف وفي أسوأ السجون".

وتحدثت روزرين كمانجار عن سلبيات ومعوقات الثورة، قائلة "القضية هي قضية مقاومة المرأة وتقدمها، ولكن الحكومة زادت من القيود على النساء والفتيات، كما أن بعض المعارضين خارج البلاد الذين أرادوا إعطاء اتجاه معين لهذه الثورة وأرادوا إخراجها عن معناها الحقيقي، لأن ألمها لم يكن ألم الشعب"، مضيفةً "رغم أن المجتمع يمكن أن يحقق نتائج أفضل بالوحدة والتقارب، إلا أن الثورة مستمرة والمجتمع مستمر بديناميكية وتغيير الاستراتيجيات".

 

توسيع نطاق النضال

وشددت على وحدة النساء لمواصلة النضال "خلال العام الماضي، نفذت جمعيتنا أنشطة من أجل تمكين النساء من مواصلة نضالهن. بقي أقل من شهر على ذكرى الثورة، لكن الاعتقالات بدأت لأن الحكومة تخاف من قوة الشعب وتريد اعتقالهم حتى لا يحتجوا، بينما الشعب يدعوا إلى عدم إخماد لهيب الثورة وتوسيع نطاق النضال".

وأكدت على جهود المرأة لتحقيق مطالبها "شهدت النساء العديد من القيود وقتلت ما بين 70 إلى 80 امرأة في جميع مدن إيران لأنهن طالبن بحقوقهن، وبعض المحتجين/ات فقدوا أعينهم، مما يعني أن الحكومة هاجمتهم جسدياً وعقلياً، لذلك يجب علينا أن نعمل بشكل أكثر تنظيماً وأن نكون صوت النساء اللواتي قتلن في سبيل تحرير المرأة في البلاد، وعلى النساء أن تحاولن الوصول إلى أهدافهن بأنفسهن، وهذا النضال مهم جداً".

 

"الثورة لم تكن خافية على أحد"

وعن أهمية الثورة واتساعها على المستوى العالمي، أشارت روزرين كمانجار إلى أنه "خلال العام الماضي، جرت العديد من الأنشطة في الغرب والشرق الأوسط، وخاصة في إيران، ولم تكن الثورة خافية على أحد وأظهرت لجميع نساء العالم أن نساء إيران تتصرفن بوعي. انبثقت كجار من قلب هذا المجتمع وترتبط أنشطتها بنساء شرق كردستان وإيران. خلال هذا العام، أقيمت اجتماعات وندوات مختلفة لتكون صوت المرأة في إيران، وتم اتخاذ خطوات حتى نتمكن من تنفيذ أنشطتنا المتعلقة بالتعليم والوحدة وغيرها".

وأضافت "بمناسبة ذكرى الثورة، أقيمت العديد من الأنشطة في أوروبا؛ كالمؤتمرات والمسيرات وغيرها، والتي تهدف إلى تحقيق أهدافنا كنساء خارج إيران. وعلى مستوى الشرق الأوسط، كنا على اتصال مع نساء من مختلف البلدان العربية وأفغانستان".