'التهديدات والهجمات التركية على المنطقة محاولة لإعادة إحياء داعش'

بعد تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش يشن الاحتلال التركي هجماته عليها، مما أدى إلى نزوح المدنيين، وتخريب ممتلكاتهم.

نورشان عبدي  

كوباني ـ أوضحت الرئاسة المشتركة لمجلس مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا ليلى أحمد أن التهديدات والاعتداءات التركية على المنطقة تهدف لزعزعة الأمن، وعرقلة العمل على إكمال مسودة العقد الاجتماعي التي ستكون الحل الأمثل للأزمة السورية.

هدد الرئيس التركي أردوغان باحتلال كل من منبج وتل رفعت، وبدأت قواته باستهداف مقاطعة الشهباء وريف ناحية شرا وبلدة عين عيسى وريف كوباني، بالأسلحة الثقيلة، كما أنه ومنذ أيام يقصف كلاً من تل تمر، وزركان.

 

أهداف تركيا المتعددة

حول القصف وتداعياته على المنطقة قالت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة كوباني بإقليم الفرات ليلى أحمد أن الهجمات التركية لم تتوقف على المنطقة منذ عام 2014، إضافةً لتقديم الاحتلال التركي الدعم للمرتزقة وداعش خلال السنوات الماضية، معتبرةً أن ما تقوم به تركيا اليوم هو ما كانت تفعله بأدواتها في المنطقة، وأن الحرب انتقلت من الوكيل إلى الأصيل.

وبينت أن الاحتلال التركي يعمل على بث الذعر بقلوب المدنيين وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة "تركيا تعمل على إرهاب المنطقة، وتخويف السكان، كذلك تمارس حرباً متعددة الأوجه اقتصادية وإنسانية من خلال إغلاق المعابر، وقطع مياه نهر الفرات"، موضحةً أن تركيا تستخدم جميع الوسائل لمحاربة المنطقة، والقضاء على المشروع الديمقراطي فيها.

من أهداف تركيا الرئيسية هي التوسع نحو دول الجوار وهذا ما تعمل عليه مغتنمة أي فرصة لذلك، حيث استغلت الحرب في سوريا لتبدأ بدعم المعارضة الموالية بشكل كامل لها كما تؤكد ليلى أحمد، والتي أشارت أيضاً إلى أن الاحتلال التركي يعمل على دعم الإرهاب من خلال دعمه للجماعات التي تمارس الانتهاكات بحق شعوب المناطق المحتلة، ومنها ما هو مدرج على لائحة الإرهاب الدولي.  

 

جميع مكتسباتنا هي نتاج تضحياتنا

تؤثر الهجمات بشكل سلبي على إنجازات مناطق شمال وشرق سوريا وخطط التطوير فيها، حيث تؤكد ليلى أحمد أن تركيا تسعى لإفشال مشروع الأمة الديمقراطية في المنطقة، إضافةً لإحباط تشريع العقد الاجتماعي الذي يتم العمل عليه في الوقت الراهن، مشيرةً إلى أهميته في إيجاد حل للأزمة السورية.

وأضافت "زاد الاحتلال التركي من وتيرة هجماته على المنطقة، لإحباط العمل على مسودة العقد الاجتماعي، التي ستكون ركيزة أساسية للحل الشامل للأزمة السورية، حيث يمكن من خلال تطبيقه الوصول لسوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية".

ونددت بسياسات الدولة التركية واصفةً إياها بـ "الدولة المعتدية والمتسلطة"، مؤكدةً أن "تركيا ترفض وجود مشروع ديمقراطي بالقرب منها وتحاربه من خلال دعم المرتزقة ونشرهم على الحدود".

 

التغيير الديمغرافي أزمة الحاضر وحرب المستقبل

كما أشارت ليلى أحمد إلى مشروع تركيا المسمى بـ "المنطقة الآمنة"، وإعادة نحو مليون لاجئ سوري في تركيا إلى مستوطنات تم إنشاؤها بدعم من دول عربية "تحاول تركيا خلق فتنة تخدم سياساتها التوسعية على المدى القريب والبعيد، من خلال سلب أراضي أهالي المناطق المحتلة وإجبار اللاجئين في تركيا على السكن فيها".

وذكّرت بهجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا في كل من عفرين ورأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، إضافةً لمناطق الباب وجرابلس وكيف تدمرت الحياة فيها، "تمارس تركيا ومرتزقها الانتهاكات بحق الأهالي من خطف وقتل واعتداءات، ومنطقتها الآمنة التي تنوي فرضها علينا ليست آمنة بقدر ماهي قنبلة موقوتة ستؤدي لتدمير المنطقة".   

وفي ختام حديثها أكدت ليلى أحمد على رفض شعوب المنطقة للمخططات التركية "نحن كسكان مناطق شمال وشرق سوريا نرى بأن الرد الأنسب على الهجمات والاعتداءات والتهديدات التركية هو التكاتف لحماية مكتسباتنا، ولن نسمح بإعادة سيناريو تل أبيض وعفرين ورأس العين مرة أخرى، ونحن كشعوب المنطقة مصرين على استكمال مسودة العقد الاجتماعي والتي ستكون أول خطوة لمستقبل الشعب السوري وليس فقط لشعوب مناطقنا".