القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية تطالب بإنشاء محكمة دولية لمرتزقة داعش

أشادت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نوروز أحمد بالنتائج الإيجابية التي حققتها حملة "الإنسانية والأمن" بمرحلتها الثانية، موضحة أنه تم اعتقال العديد من خلايا داعش في مخيم الهول.

الحسكة ـ طالبت عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نوروز أحمد بضرورة إعادة الدول لرعاياها المتواجدين في المخيم، مؤكدة على ضرورة إنشاء محكمة دولية لمحاسبة تلك المرتزقة.

يعد مخيم الهول بشمال وشرق سوريا أحد أخطر المخيمات في العالم، ويشكل أشبال الخلافة ونساء الحسبة في المخيم تهديداً على الجميع ويرتكبون جرائم لا إنسانية. لذا أطلقت قوى الأمن الداخلي، بدعم من وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية، المرحلة الثانية من حملة "الإنسانية والأمن" ضد خلايا مرتزقة داعش في 25 آب/أغسطس الماضي، والتي استمرت لـ 24 يوماً، وانتهت بنتائج جيدة.

نوروز أحمد، عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، قيمت لوكالتنا نتائج حملة الإنسانية والأمن وما هو المطلوب بعد ذلك، وما هي مسؤولية التحالف الدولي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

حول أهمية بدء المرحلة الثانية من حملة "الإنسانية والأمن" في مخيم الهول بشمال وشرق سوريا تقول نوروز أحمد "حدثت العديد من جرائم القتل والاختطاف خارج مخيم الهول. كما أن الهجوم الذي وقع في بداية العام في سجن الصناعة في غويران كان له ارتباط وعلاقة مع داخل مخيم الهول. في ذلك الوقت كان لدى مرتزقة داعش خطة للهروب مع جميع عائلاتهم من المخيم. لذلك كان لدينا خطة لضمان السلام داخل المخيم وإنهاء مخاوف المهاجرين واللاجئين الحاليين من خلايا داعش وكذلك اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، لذا بدأنا المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن".

وأوضحت "من خلال هذه الحملة سنكون قادرين على طرح نظام جديد في مخيم الهول، والذي سيعزز الإجراءات الأمنية ويمكّننا من التحرك بسهولة أكبر"، مشيرةً إلى أنه "على هذه الأسس كانت الاستعدادات لمثل هذه الحملة الواسعة تتم منذ فترة طويلة، لكن تهديدات وهجمات الاحتلال التركي وهجوم داعش على سجن الصناعة في غويران أخر إطلاق الحملة".

 

"اعتقال أكثر النساء نشاطاً ضمن مرتزقة داعش"

وقالت نوروز أحمد أنهم واجهوا العديد من الصعوبات خلال الحملة، لكن بتعاون قواتهم والتحالف الدولي تمكنوا من تحقيق نتائج إيجابية "واجهتنا العديد من المخاطر والصعوبات، واستشهد اثنان من رفاقنا لضمان الأمن في هذا المخيم. وفي الوقت نفسه، تم مصادرة العديد من المعدات العسكرية وردم الأنفاق والمخابئ التي تستخدمها الخلايا. الأشخاص الذين تم اعتقالهم من قبل قواتنا، كان لديهم علاقات مع خارج المخيم وهم حالياً قيد التحقيق، وبعض الموقوفين من النساء تم استخدامهن لربط العلاقات بين داخل وخارج المخيم. كن تعلمن على إنشاء وتربية الأطفال على أفكار داعش المتطرفة، وهذه أسوأ وأخطر جريمة كانت تجري في المخيم. وفي نفس الوقت، هناك نساء لعبن الدور الأكثر فاعلية ضمن مرتزقة داعش. ولدينا اعترافات لهؤلاء النساء. الخيام الفارغة التي استخدمت كمراكز والمنازل المبنية داخل الخيام استخدمت كتحصينات ضد قواتنا. وبالتعاون مع الأهالي داخل المخيم أزلناها ودمرناها جميعاً".

 

"إنقاذ امرأتين إيزيديتين"

لفتت نوروز أحمد الانتباه إلى النساء الإيزيديات اللواتي كن يخشين التحدث والقول إنهن إيزيديات خوفاً من نساء داعش "لا تزال هناك إيزيديات مختبئات ومفقودات في مخيم الهول. واجبنا الأساسي هو إنقاذ جميع الإيزيديات، نعم لقد تمكنا من إنقاذ امرأتين، والنساء اللواتي تم إنقاذهن لم تجرؤن على الكشف عن هويتهن والقول إنهن إيزيديات. فالممارسات ضد النساء الأخريات اللواتي كن مقيدات بالسلاسل هي أيضاً غير إنسانية ولا زالت تحقيقاتنا حول هذه القضايا مستمرة. لقد تم تحقيق نتائج إيجابية خلال الحملة، لكن هذا لا يكفي لغض النظر عن خطر داعش في مخيم الهول".

وأشارت نوروز أحمد إلى أنه بالرغم من الجهود التي قدموها خلال المرحلة الأولى من الحملة إلا أن المخيم شهد العديد من حالات القتل "اتخذنا العديد من الإجراءات الأمنية وسنتخذ العديد من الخطوات اللازمة، لكن العمل الأمني والعسكري ليس كافياً. يجب تغيير العقليات والذهنيات المغروسة داخلهن، يستغل داعش والجماعات المتطرفة المخيمات لينظم نفسه هناك. بالتهديد يدفع الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات للخضوع لأفكارهم. لهذا السبب نحتاج إلى جهد ونضال مشترك. يتواجد في المخيم أشخاص من 60 دولة ، معظمهم من النساء والأطفال، تركوا في مثل هذه الظروف السيئة التي لا يوجد لها مثيل في العالم كله. فترك خلايا داعش الخطرين في مثل هذا المكان يشكل أكبر خطر على مناطقنا وعلى دول الجوار والعالم أجمع".

وعن العائلات المتواجدة في المخيم تقول "العديد من العوائل فروا من العراق بسبب هجمات داعش وكذلك السوريين بسبب الحرب، وجزء منهم كانوا ضمن داعش. قسم آخر مهاجرون من عائلات أجنبية جاءوا إلى مخيم الهول. جميعهم مختلطون مع بعضهم البعض، لذلك هناك خطر جسيم للغاية. إن تجمع أشخاص من 60 دولة ليس بالأمر البسيط. داعش ليس مجرد منظمة صغيرة. لقد اكتسب داعش بالفعل القوة من اختلاط أشخاص من مختلف الدول وهذا يمكنه من إعلان خلافته مرة أخرى. لقد قمنا بالكثير من الجهود مع حكومة العراق لاستقبال مواطنيها لكنها لم تفعل شيء حيال ذلك. كما تلتزم الدول العالمية الصمت حيال ذلك الخطر الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع".

 

"يتم بناء جيل خطير"

وأوضحت نوروز أحمد إنه يتم بناء جيل خطير "يتم بناء جيل جديد من داعش، سيكون هذا الجيل أخطر جيل في العالم. وهذا يشكل خطراً على بلدانهم أيضاً. رسالتنا من هذه الحملة كانت أننا يمكن أن نحصل على نتائج إيجابية، لكن هذا لا يكفي، نحن بحاجة إلى دعم القوات العسكرية وبحاجة إلى دعم المخيمات. خلال الفترة الماضية، وأثناء الهجوم على سجن الصناعة بشكل خاص، فإن الكثير من الوثائق التي تم الحصول عليها أظهرت العلاقة بين داعش وتركيا. وتتعلق بكيفية تهريب عائلاتهم وكيفية نقلهم إلى تركيا، وأين سيستقرون وكيف سيتم توجيههم من تركيا. وفي الوقت نفسه، كان للخلايا أيضاً علاقات مع العراق، من خلالها يحصلون على الأسلحة والذخيرة لتنفيذ الهجمات، الهاربون من هذه المعسكرات يتوجهون مرة أخرى للعراق وتركيا. يستخدمون الهواتف بشكل سري لتلقي الأوامر والتعليمات وتنظيم صفوفهم، كل هذا واضح في الوثائق التي حصلنا عليها".

 

"على التحالف الدولي والمجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ المزيد من الإجراءات"

وعن دور التحالف الدولي تقول نوروز أحمد أن العمليات ضد داعش وحدها لا تكفي لحل مشكلة مخيم الهول، "كان هناك خطر، ذكرناه مرات عديدة، لكنهم لم يهتموا. فعندما جاء التحالف الدولي إلى مخيم الهول ورأى بأم عينه الأفكار التي يُربى الأطفال وينشؤون عليها، عرفوا حجم الخطر الحقيقي الذي يواجه المخيم، لكن هذا غير كافٍ، فعلى التحالف الدولي والمجتمع الدولي بشكل عام والأمم المتحدة والعديد من المؤسسات والمنظمات العمل بشكل مكثف واتخاذ المزيد من الإجراءات للقضاء على الخطر الذي يواجه العالم أجمع".

 

"حل مثل هذه المشكلة المعقدة يتطلب وجود محكمة دولية"

وأكدت نوروز أحمد على أهمية إنشاء محكمة دولية "هناك العديد من المرتزقة في مخيم الهول ارتكبوا جرائم، لذلك هناك حاجة لتعاون دوليومشترك. إن الأمر يتطلب تشكيل محكمة دولية، تساهم فيها الدول التي لديها رعايا بين هؤلاء المرتزقة. لكن العديد من الدول تلتزم الصمت حيال ذلك. وكأنهم يقولون؛ لقد طردناهم من بلادنا، أو يقولون إنهم الآن خارج البلاد ولا علاقة لنا بهم. أو أن الجرائم التي ارتكبوها لم ترتكب هنا وعندما يعودون إلى بلدهم لن يُنظر إليهم على أنهم مجرمون. فحل هذه المعضلة لا يتم إلا من خلال محاكم دولية".