النزاعات والأزمات في الشرق الأوسط خطر يهدد العالم

المشهد الحالي في الشرق الأوسط أصبح بحاجة لتدخل دولي على مستوى كبير وواسع، فما يحدث من حروب وصراعات سيربك التجارة العالمية، لذلك يجب الاحتكام نظرياً لمعايير حقوق الإنسان الدولية.

أسماء فتحي 
القاهرة ـ
تلقي الأزمات والتوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بظلالها على عدة أصعدة من العالم وعلى رأسها الاقتصادي، ومسألة الكيل بمكيالين في المعايير والمبادئ الحقوقية يهدد النهج الحقوقي والأفكار والمبادئ العالمية.  
خريطة الصراعات والحروب في الشرق الأوسط تزداد يوماً تلو الآخر، ولا تكاد الشعوب تلتقط أنفاسها حتى تفاجأ بمشهد دامي آخر ينال من طاقات التحمل لديها، وما يحدث مربك على صعيد أوسع فسبق وعانى العالم بعد حرب العراق وهو يواجه خطر وتهديد قريب بعد تلك الأحداث.
ويظن المجتمع الغربي أنه بمعزل عما يحدث، إلا أن تلك النظرة قاصرة إلى حد بعيد فدول العالم ككل مترابطة وأية حرب أو صراع تداعياتها ستؤثر على الجميع، ومسألة الكيل بمكيالين في المعايير والمبادئ الحقوقية يهدد النهج الحقوقي والأفكار والمبادئ ويجعل الكثير يرونها أدوات غربية مدعاة فقط من أجل السيطرة والهيمنة على مقدرات الشعوب، وهو أمر يحتاج لمراجعة كلية خاصة بعدما فرضت حرب غزة هذا النوع من النقاش على موائد المجتمع المدني الحقوقي في جميع أرجاء العالم.
قالت عضو مجلس النواب والمجلس القومي للمرأة سناء السعيد إن "الحدث الأبرز مؤخراً في العالم هو الحرب المستمرة في غزة إلى جانب الأزمات التي يعانيها الشرق الأوسط، وفي حال لم يتم وضع حد لها ومعالجتها ستحدث حالة من الارباك في العالم ككل"، مضيفةً أن "المشهد بات مقلق للغاية فهناك حرب في فلسطين ونزاع في السودان وأزمة في سوريا ولبنان والأردن، جميعها كوارث حقيقية فالشعوب فيها تعاني من تأثيراتها وتدفع ضريبتها".
وأكدت أن ما حدث في اليمن وتأثيره على السفن البحرية وواقع ذلك أيضاً على قناة السويس يتطلب التفكير في توابع الأحداث الراهنة، فالعالم متكامل يتأثر ويرتبك حينما تقع في أجزاء منه حروب وصراعات، وأمن الشرق الأوسط جزء من أمن العالمي والوضع يحتاج لتهدئة قبل تفاقمه، معتبرةً أن "الوضع الحالي يحتاج لتدخل لوقفه خاصة ما يحدث من انتهاكات وقتل بحق النساء والأطفال في غزة".
وأضافت أن "استمرار الوضع على هذا النحو سيزيد من حجم ظاهرة هجرة ونزوح المدنيين الفارين، وأن كان العالم الغربي يظن أنه بمعزل عن ذلك فهذا أمر لا علاقة له بالواقع فقد سبق وتأثر بحرب العراق وما ترتب عليها من ظهور لمرتزقة داعش وما حدث في ليبيا والعراق أثر في مستقبل العالم ككل، لذلك على العالم الغربي ألا يكيل بمكيالين فذلك لن يضر الشرق الأوسط وحده أو الدول التي تعاني من عدم استقرار وحروب منفردة".
وعن القوانين والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان التي يترنم بها المجتمع الدولي قالت سناء السعيد "يتحدثون عن حقوق الإنسان ولا تتم ترجمة ذلك في أي موقف دولي حاسم وواضح بل يتم التحايل عليه والهروب بدعم المعتدين ومغتصبي الأرض، وعلى دول الجوار دور كبير في التعامل مع ما يحدث لخلق تكتل قوي في الشرق الأوسط ولتوحيد الجهود". 
ولفتت إلى أن العنصر الأضعف في الحروب والأزمات هي المرأة "إذا نظرنا للحرب القائمة في غزة سنجد أن أكبر نسبة قتل حدثت في صفوف النساء ثم الأطفال، وعادة ما تتصدرن مشاهد الانتهاكات أو الاعتقالات وكذلك القتل وهو أمر واضح في الشهد الحالي".
وعن دور النساء وتأثيرهن على الوضع الراهن قالت إن "تكاتف الجهود عادة ما يكون له تأثير بدرجة كبيرة، وأن المواقف التي ظهرت خلال حرب غزة أكبر مثال ففي مصر المجتمع المدني وأمانات المرأة في الأحزاب والمؤسسات النسوية انتفضت لدعم المدنيين"، معتبرةً أن التكاتف النسوي لدعم القابعات تحت وطأة الحروب والصراعات أمر ضروري لرفض الممارسات التي تنال من حقوق النساء.
وأكدت سناء السعيد في ختام حديثها أن المخرج على المستوى المحلي يتطلب تهدئة الوضع وتحقيق الاستقرار بشكل عام وخلال ووقت النزاع والحرب يحتاج لدعم ومؤازرة دولية، لافتةً إلى أنها كعضو في المجلس القومي للمرأة لاحظت أهمية الدعم المقدم للفلسطينيات والسودانيات والسوريات في مصر وتأثيره عليهن وكيف له أن يخلق حالة مؤثرة في ظل ما يتعرضن له من أزمات.