المشاركة السياسية للنساء في ليبيا خطوة إيجابية نحو تعزيز المساواة

على الرغم من فشل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة في الالتزام بتعهده السابق بمنح 30% من المناصب للنساء في حكومته، إلا أن منحه 15% فقط منها تمثل خطوة هامة نحو إشراك المرأة في العمليات السياسية.

هندية العشيبي

ليبيا ـ في مبادرة اعتبرت خطوة جيدة نحو تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية في ليبيا، عين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة خمسة نساء في حقائب وزارية من بين 35 حقيبة.

من بين النساء الخمس اللواتي عينهن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة في حقائب وزارية، استلمت المحامية والناشطة السياسية نجلاء المنقوش حقيبة سيادية تمثلت في وزارة الخارجية، استطاعت من خلالها أن تجدد العلاقات الدولية للبلاد مع باقي دول العالم عقب سنوات من الانقطاع بسبب الحروب والأزمات السياسية.

وهذه المشاركة وإن كانت ضئيلة إلا أنها تمثل خطوة هامة نحو إشراك المرأة في العمليات السياسية رفيعة المستوى في البلاد، فللمرأة دور فعال في بناء المجتمعات، وإحداث التغير اللازم لتطورها وبناءها، ولكن هذا الدور غالباً ما ينحصر في المؤسسات الخدمية أو تلك الخاصة بالمرأة والفئات الهشة.

وحول دور المرأة في تشكيل الحكومات، أوضحت رئيس مركز "وشم" لدراسات المرأة عبير أمنينة لوكالتنا أنه لا يوجد دور للمرأة الليبية في تشكيل الحكومات، أو صنع القرار بشكل واضح، في السلطة التنفيذية أو التشريعية أو ضمن تشكيلة الحكومات المتعاقبة منذ اندلاع الثورة.

وأضافت أنه حتى وجود النساء الكبيرات أو المستشارات في المؤسسات المختلفة في ليبيا ضعيفة جداً، فلم نلحظ أي مظهر من مظاهر إشراك المرأة أو إدماجها في عملية صنع القرار، من قبل النساء ذوات السلطة أو صانعات القرار في البلاد.

وشددت عبير أمنينة على دور المجتمع المدني ومنظماته في إصلاح المنظومة القانونية في البلاد، التي تضمن مشاركة أكبر للمرأة في المؤسسات العامة، أو في السلطات التنفيذية والتشريعية بقوة القانون.

من جانبها اعتبرت رئيسة منظمة "ميراس" للتنمية السياسية، بسمة الورفلي أن المرأة قادرة على المشاركة بشكل كبير في تشكيل الحكومات الليبية، والنهوض بالحكومة اقتصادياً، من خلال تعزيز دورها السياسي والاجتماعي في شتى المجالات، والمشاركة في سن القوانين التي تعمل على إبراز دور المرأة بشكل أكبر.

وقالت أنه "من ضمن العوامل التي تساعد المرأة على إبراز دورها، امتلاك القدرات والمهارات الكافية لتكن قادرة على التغلب على التحديات التي تواجهها كـ امرأة، بالإضافة إلى أن تكون مدركة وواعية بدورها في بناء البلاد في شتى المجالات، وليس تلك المتخصصة بالمرأة فقط".

وحول مشاركة المرأة في الحكومات السابقة أكدت بسمة الورفلي، أن دور المرأة انحصر في الجانب الاجتماعي فقط، أو ذلك الجانب المتعلق بالفئات الهشة، الأمر الذي قلل من قدراتها، داعيةً الليبيات للمشاركة في صنع القرار من خلال إبراز دورهن بشكل قوي خلال وجودهن في السلطات التنفيذية والتشريعية، وأن ينفذن المهام المنوطة بهن بشكل فعال، لأجل تحقيق نجاحات من خلال المناصب السيادية التي تتقلدنها.

وتحدثت عن دور المجتمع المدني في تعزيز وجود المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد، وقالت "للمجتمع المدني دور كبير في التوعية بأهمية مشاركة النساء في صنع القرار، وأيضاً مشاركتها سياسياً على نطاق واسع"، موضحةً أن المجتمع المدني قادر على تقديم المقترحات لسن القوانين التي تساعد على توفير فرص أكبر للمرأة في المؤسسات المختلفة، بالإضافة لقدرته على قيادة حملات مناصرة للتعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار.

 

 

وأكدت الإعلامية الليبية نسمة الشريف على دور المرأة الكبير في إحداث تغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية في البلاد، ولكن على المجتمع المدني لعب دور في تثقيف المرأة الأقل حظاً من التعليم، في توعيتها اقتصادياً وسياسياً، وحثها على المشاركة في العمليات السياسية.

وأوضحت أن المرأة الليبية قادرة الآن على المشاركة في التنمية الاقتصادية للبلاد من خلال فتح مشروعات اقتصادية صغيرة ومتوسطة تساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية، وخاصة في مدينة بنغازي التي نلاحظ فيها عدد كبير من المراكز والشركات والمشروعات التي تديرها النساء.