المرأة اليمنية ... تهميش وإقصاء من مراكز صنع القرار

رغم أن العمل في القطاع السياسي مهم لتطوير وتنمية المجتمعات، ومشاركة المرأة عامل أساسي فيه، إلا أنه في اليمن تقصى النساء من المشاركة في العملية السياسية وصنع القرار

رانيا عبد الله

اليمن ـ رغم أن العمل في القطاع السياسي مهم لتطوير وتنمية المجتمعات، ومشاركة المرأة عامل أساسي فيه، إلا أنه في اليمن تقصى النساء من المشاركة في العملية السياسية وصنع القرار، بالرغم من النجاحات التي حققتها في عدة مجالات، فما هي الأسباب وكيف تنظر النساء لأهمية مشاركتهن في السياسة؟

تقول الصحفية وداد البدوي أنه "في اليمن يعتقد الرجال أن السياسة مقتصرة عليهم، وأن المرأة لا تفهم بالسياسة"، مضيفة "الرجل اليمني ينظر لأي امرأة بأي دولة أجنبية تعمل في السياسة بانبهار، لكنه ينتقص من المرأة اليمنية وينظر لها بسوء عندما تعمل في السياسة وهذا جعل كثير من النساء يتراجعن وأثر بشكل كبير على وجودهن في مراكز صنع القرار".

وأوضحت "وجود النساء في السياسة يعني وجود نصف المجتمع ووجود الفئة الأكبر والعاملة في المجتمع بشكل عام، كما أن حضور النساء في مراكز صنع القرار وفي الجانب التنموي والعملي هو انعكاس اقتصادي على البلد، وعلى وجود النساء في العملية الاقتصادية، وبالتالي سنظل شعب غير تنموي إذا لم تُشرك النساء بالشكل المناسب، لذا لابد أن تُمكن النساء في مواقع صنع القرار، وفي العملية السياسية".

وبالنسبة لتشكيل المرأة في البرلمان اليمني سابقاً قالت "قبل الصراع الحاصل كانت هناك امرأة واحدة مقابل 300 رجل في البرلمان وهذا غير منصف وغير قانوني"، وترى وداد البدوي أن النساء لعبن دور كبير في البرلمان بالدفع ببعض المرشحين، ومن خلال تواجدهن في لجان البرلمان.

من جهتها ترى رئيسة منظمة سياق للشباب والتنمية أماني الجوباني أن السياسة هي كل مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والخدمية.

وأضافت "أي بلد يحترم حقوق الإنسان وحقوق المرأة ويعترف بجميع الفئات المجتمعية سيسمح للنساء بالمشاركة السياسية، فالمرأة مكون أساسي ومهم في المجتمع، ويجب أن تحظى ببناء القدرات في الجانب السياسي لتصبح قادرة على الخوض في مجال السياسة وتتاح لها الفرصة لممارسة سياسة مبنية على قدرات حقيقية للنساء وليس تمثيل شكلي".

وأوضحت أن "البرلمان هو القبة التشريعية الواسعة لأي دولة ديمقراطية، والتشريعات التي تصدر ليست خاصة بشريحة معينة وإنما بالمجتمع بشكل كامل بما فيهم النساء، وإذا كانت التشريعات دون مشاركة النساء فأنها تشريعات مفرغة ولا تلبي احتياجات النساء ولا تلبي احتياجهن على مستوى المجتمع".

وأشارت إلى أن النساء في اليمن غير متواجدات في السياسة أو البرلمان "حالياً تبذل جهود كبيرة من النساء للمشاركة السياسية، وبرغم هذه الجهود الكبيرة إلا أن النتائج غير مرضية، كما أن الصراع الدائر في البلد قضى على أي مشاركة خاصة بالجانب السياسي للنساء".

 

 

وترى الناشطة الحقوقية والمجتمعية صباح فرحان أن الوضع الراهن والصراع في البلد خلق الكثير من المشاكل والتمزق بعدة جوانب ومنها الجانب السياسي.

وتقول صباح فرحان "أن المرأة تغيبت عن الجانب السياسي بسبب القيود التي فرضت عليها، بينما تواجدت وبرزت في العديد من الأنشطة المجتمعية والإنسانية، فالمرأة هي التي بادرت قبل الرجل بالأعمال الإنسانية في ظل الحرب والصراع الذي يعيشه اليمن منذ سنوات وكانت سبباً في انقاذ الكثير من الأسر".

وبحسب صباح فرحان فأن المرأة اليمنية مهمشة في المشاركة السياسية ومراكز صنع القرار وتهميشها يأتي أولاً من الأحزاب السياسية، "لا ننكر وجود نساء في الأحزاب، لكن يتم تهميشهن من الحزب نفسه، ولا يسمح لهن بتقلد المناصب القيادية أو النزول كمرشحات عن الحزب وينظر لهن بنظرة دونية".

وأكدت صباح فرحان على أن تشكيل الحكومة الجديدة التي لا تضم إي امرأة، دليل واضح على تهميش وتجاهل دورها.