الحرب الخاصة... سياسة تنتهجها الدول الرأسمالية ضد الشعوب
مساعي حثيثة لهيئة الشباب والرياضة في التصدي ومجابهة الحرب الخاصة التي تمارس على الفئة الشابة من خلال القيام بحملات توعية لتلبية احتياجات الشبيبة.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ أكدت الرئاسة المشتركة في هيئة الشباب والرياضة بإقليم شمال وشرق سوريا على استمرارهم في إعطاء التدريبات والقيام بالحملات التوعوية والزيارات للتصدي للحرب الخاصة التي تمارس تجاه الفئة الشابة بهدف ضرب مكتسبات الثورة وقيم المجتمع.
باتت الحرب الخاصة من أهم الوسائل وأخطر الحروب التي تنتهجها الأطراف المتنازعة والتي تسعى للنيل من إرادة وقيم المجتمعات، بعد أن باتت الحرب بالأسلحة وسيلة قديمة ولا تحقق مساعي وغاية الدول الرأسمالية، فلجأت إلى ممارسة هذه السياسية لتحقيق مصالحها وسهولة السيطرة على المجتمع من خلال إفراغه من محتواه وإبعاده عن قيمه وسلب إرادته سواء من خلال نشر المواد المخدرة أو التشجيع على الهجرة والدعارة إضافة إلى زرع عادات دخيلة في عقول الأفراد ونشرها وجعلها شيء أساسي.
ومنذ بدأ الأزمة السورية وقيام ثورة روج آفا من خلال انتهاج شعوب المنطقة الخط الثالث هناك العديد من الهجمات التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها الحرب الخاصة التي تأتي في إطار ضرب المكتسبات التي تحققت وقيم المجتمع، في الجهة المقابلة لهذه السياسة تعمل هيئة الشباب والرياضة في مجابهة هذه الحرب وتوعية الفئة الشابة بها.
وأشارت الرئاسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة بإقليم شمال وشرق سوريا هيفا بكر "يومياً تشهد مناطقنا هجمات واعتداءات من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، وخلال هذه الانتهاكات يقع العديد من المدنيين ضحايا إلى جانب تضرر البنى التحتية منها المؤسسات التي يعمل به أبناء المنطقة ومدارس الشبيبة والطلبة، من خلال هذه الممارسات الممنهجة تحاول خلق حالة فوضى ورعب في قلوب المدنيين من خلال الاستهدافات اليومية بالمسيرات".
ونوهت أنه "إلى جانب الحروب التي تعيشها المنطقة هناك حرب خاصة يتم ممارستها على شعوب المنطقة خاصة الفئة الشابة التي تحاول إفراغ عقولهم وزرع الأفكار التي تخدم مصالحها وتوجيههم إلى الطرق الخاطئة البعيدة عن أخلاقيات وعادات وتقاليد المجتمع، تأتي كل هذه في إطار النيل من مكتسبات الثورة التي تحققت بإطلاق مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان وانتهجته شعوب المنطقة بكافة مكوناتها، من جانب أخر رغم كافة هذه الانتهاكات نرى ردة فعل شعوب المنطقة ورفضهم ووعيهم لهذه السياسيات".
وتابعت هيفا بكر أن "المشروع الذي طُبق في إقليم شمال وشرق سوريا وانتشر في كافة أرجاء العالم وبات من المشاريع الأمثل لحل القضايا وخلق حالة من العدل والمساواة في المنطقة، الدولة التركي أو حكومة دمشق وكافة الجهات التي لا يروق لها المكتسبات التي تحققت في المنطقة، تحاول إبعاد الشبيبة عن جوهرها ومجتمعهم للتأثير عليها، تسعى هذه الجهات لجعل الفئة الشابة أداة لتحقيق مصالحها و إبعادها عن حقيقتها كالمغريات التي يحاولون الترويج لها من خلال العديد من الوسائل على رأسها ظاهرة هجرة الشباب إلى خارج البلاد، وإظهار أوروبا على أنها المكان الأفضل للشبيبة، وإظهار البلاد على أنها ليست صالحة للحياة".
إلى جانب ما سبقت أضافت "الهجرة ليست الإغراء الوحيد فهناك العديد من الجهات التي تنشر المواد المخدرة بين الفئة الشابة على وجه التحديد لتسيرها في الطرق الخاطئة وجعلها مجموعة من الأشخاص الفارغين تماماً وليس هناك شيء أهم من المواد المخدرة بحياتهم، تأتي هذه السياسة بحكم أن شبيبة المنطقة من الرياديين في ثورة روج آفا قاوموا وسعوا لتحقيق الحرية، فكل هذا لا يروق للدول المعادية لنظام الأمة الديمقراطية، لذلك نرى هكذا سياسة تُنتهج بحق الشبيبة في المنطقة".
كما لفتت هيفا بكر إلى أن "الفئة الشابة من الفئات التي يمكن أن تتأثر سريعاً بالمحيط وتصبح أداة إذ لم تمتلك الوعي الكافي لذا شاهدنا في الآونة الأخيرة ظهور العديد من شبكات التجسس في المنطقة بقيادة أبناء المنطقة، لذلك بات بإمكاننا القول إن الدول الرأسمالية تسعى لاضطهاد الفئة الشابة بأنه إما أن تبقوا في بلادكم وتكون أداة وجنود لتحقيق مصالحنا أو أن تهاجروا خارج البلاد بحجة الوضع الاقتصادي الصعب الذي أصبح نقطة ضعف الفئة الشابة".
وعن دور هيئة الشباب والرياضة قالت "يقع على عاتقنا تدريب وتوعية الفئة الشابة حول هذه السياسة التي تمارس ضدهم، ليكونوا يقظين تجاه الحرب الخاصة التي تحاول ضرب مكتسبات المنطقة، فمن أهم مبادئنا أن نحمي هذه الفئة لذلك حاولنا بالعديد من الوسائل توعية هذه الفئة سواء بالتدريبات الرياضية والفكرية والسياسية لتعبئة أوقات فراغ هذه الفئة بالأشياء المفيدة للتصدي لسياسة الحرب الخاصة ونحاول تلبية احتياجاتهم وتحقيق أهدافهم من خلال فتح المجال أمامهم وتطوير أفكارهم ومعرفتهم لحقيقة ما يدور حولهم".
اختتمت هيفا بكر حديثها بالقول "لن نستسلم سنبقى مستمرين في حماية هذه الفئة وتدريبها والتصدي لكافة السياسات والعمل على المشاريع التي تخدم أبناء المنطقة وتجسد فكر القائد عبد الله أوجلان، وزرع روح الثورية في حياتهم، كما سيكون لدينا العديد من الحملات والتدريبات والزيارات للتوعية بمخاطر المخدرات وزواج القصر والهجرة وكافة الأمور السلبية والعادات الدخيلة للمجتمع".