شيرين محمد 

قامشلو - ، ومقاومة الشعب ستكون رادع لأي هجوم من قبل تركيا.

بدأت الثورة السورية في 15 آذار/مارس عام 2011، وبعد عشر سنوات من اندلاعها، والتي تبعتها حرب دامية ونزوح لقرابة نصف السكان، ما يزال مصير البلاد معلقاً، أما جهود إعادة الإعمار فلم تحقق أي تقدم، فملايين السوريين لم يعودوا حتى اليوم إلى منازلهم عقب أزمة اللجوء. 

كما تعاني العديد من مناطق شمال وشرق سوريا من تصعيد الهجمات التركية التي تطال المدنيين بشكل مستمر، ومع ذلك لم يتم اتخاذ أي مواقف أو اجراءات لوقف هذه الهجمات حتى الآن.

حول ذلك قالت لوكالتنا العضو بمجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي لوزلين بكر "مر على الأزمة السورية أكثر من 10 أعوام هذا وقت كافٍ لسقوط الأقنعة وظهور الوجوه الحقيقية للعديد من الدول الرأسمالية".

وأشارت إلى أنه "منذ بداية الأزمة السورية كان التدخل التركي واضحاً بحكم الجغرافية". أما عن التدخل المباشر والعلني قالت إنه "ظهر واضحاً جداً عام 2018 بعد القضاء عسكرياً على داعش، بدأت تركيا باجتياح الأراضي السورية بنفسها، فالمعطيات جميعها تدل على أن تركيا استخدمت داعش كأداة لها في المنطقة توجهها كما تريد". 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت القضاء على داعش في آذار/مارس عام 2019، بعد نحو ستة أشهر من آخر عملياتها في دير الزور بالباغوز.   

عن المرحلة التي دخلت بها المنطقة بعد القضاء على داعش بينت لوزلين بكر "بعد القضاء على داعش عسكرياً من قبل قسد بدأت مرحلة جديدة في سوريا هذه المرحلة نستطيع أن نسميها بمرحلة سقوط الأقنعة، حصل ذلك بداية بعفرين عندما شنت تركيا عمليتها العسكرية مستخدمة المرتزقة لاحتلالها".  

وعن أهمية عفرين والغاية من الهجوم عليها بينت أن "عفرين كانت عبارة عن نموذج العيش الديمقراطي فضمنها تعيش مختلف مكونات شمال وشرق سوريا، كما أنها كانت ملجأ لآلاف النازحين من الداخل السوري الهاربين من الحرب وظلم الجماعات المرتزقة، ولكن ما حصل أن هذا المشروع لم يَرُق لدولة الاحتلال التركي فكان التدخل لتحقيق مصالحها".

 

استهداف الشعب الكردي

وأشارت لوزلين بكر إلى الانتهاكات التي شهدتها العديد من المدن التي احتلتها تركيا حيث بدأت عمليات التهجير القسري بالإضافة الى التغيير الديمغرافي، "تركز تركيا على استهداف الشعب الكردي، الذي ينظم نفسه بنفسه منطلقاً من مبدأ أخوة الشعوب، بمشروع الأمة الديمقراطية الذي يضم كافة المكونات".  مبينةً أن تركيا تحاول بكافة الوسائل والسبل إشعال حرب طائفية بين مكونات شمال وشرق سوريا، إضافة للدعاية الإعلامية باتهام مشروع الإدارة الذاتية بإفشال الثورة مؤكدةً أن "مشروعنا مشروع سوري يسعى لتحقيق الديمقراطية والتعايش السلمي".

وترى لوزلين بكر أن الشعب السوري ومنذ مئات السنين يعيش على أساس التعايش المشترك ولكن ذهنية السلطة الحاكمة هي السبب في خلق المشاكل والحروب والتفرقة بين الشعوب والأديان والأعراق "لم يحصل الشعب الكردي على حقوقه كما ارتكبت بحقه أبشع المجازر من قبل النظام السوري".

 

"تركيا تحارب المشاريع الديمقراطية"

وقالت روزلين بكر إن مشروع الإدارة الذاتية ديمقراطي يسعى للتعايش بسلام وأخوة الشعوب، "تركيا تحارب الديمقراطية أينما وجدت حتى في الداخل التركي هنالك قمع شعبي كبير، فحزب العدالة والتنمية يمارس سياسة ممنهجة داخل تركيا، وليصرف الأنظار عما يجري في الداخل يخلق مشاكل مع الدول المجاورة، أو يضغط على الخارج". مبينةً أن حزب العدالة والتنمية يتذرع بحماية الأمن القومي ليضغط على البرلمان من أجل أخذ الموافقة للتدخل بدول الجوار.

وانتقدت روزلين بكر الذرائع التي تتخذها تركيا لتجاوز حدودها في حين لم تتحرك عندما كان داعش على وشك السيطرة على المنطقة بشكل كامل "في فترة سيطرة داعش لم تلقي تركيا أي تصريح حول ذلك ولم تقل بأن هنالك خطر على أمنها القومي وهذا يؤكد التقارير الدولية التي أشارت إلى العلاقة والدعم التركي المقدم لداعش سواء كان في سوريا أو العراق".  

واعتبرت أن التحركات التركية تهدف للقضاء على الهوية الكردية "تاريخ الحكومة التركية حافل بالمجازر ضد الشعب الكردي وجميع الشعوب، لا يستطيع أحد أن ينكر هذا، الدولة التركية تريد زج المكون العربي في حرب خاسرة من خلال الشعارات الدينية والوطنية الزائفة". 

 

"أي هجوم ستقابله مقاومة شعبية"

عن التهديدات الأخيرة التي أطلقتها تركيا لاحتلال المزيد من أراضِ شمال وشرق سوريا اعتبرت روزلين بكر أنه "بعد فشل تركيا بمساعي عملية عسكرية جديدة في المنطقة، عملت في الآونة الأخيرة على تكثيف التصريحات على وسائل الإعلام التركية التي تقول بان هنالك خطط لاجتياح مناطق شمال وشرق سوريا".

وعن موقف شعوب شمال وشرق سوريا تجاه الهجوم قالت إن "أي عملية تركية ستواجه بمقاومة ورد شعبي، كذلك لدينا قوة عسكرية موجودة على الأرض ومشروع ديمقراطي سنحافظ عليه، فمهما كانت قوة الإرهاب بحقنا وحتى إن كان مصيرنا الاستشهاد سنبقى نقاوم. لا أحد يقبل الاحتلال تحت أي ذريعة".

وأضافت "شعبنا في شمال وشرق سوريا قاوم بشكل كبير أمام جميع الهجمات التي طالت أرضنا كما في عفرين ورأس العين وتل أبيض والعديد من المناطق الأخرى وقرار حماية مكتسبات الثورة كان قرار الشعب"، موضحةً "لا زلنا نتعرض للحرب الخاصة من قبل الدولة التركية بشكل مستمر".

 

"تحرير الأراضي المحتلة بداية الحل السوري"

وأكدت روزلين بكر أن حل الأزمة السورية يكمن في ثبات الترابط بين مكونات الشعب السوري "نحن كشعب سوري مع أي حل يؤدي إلى خلاص الشعب السوري، وعودة المهجرين قسراً في الداخل التركي إلى سوريا".

واعتبرت أن تحرير الأراضي المحتلة يجب أن يناقش قبل مسألة عودة اللاجئين "قبل فترة كان هنالك اجتماع بين النظام وروسيا حول عودة اللاجئين، لكننا نعتقد أنه كان يجب أن يتم الحوار حول استرجاع الأراضي المحتلة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها". مشددةً أنه على الأطراف الدولية التي تريد حل الأزمة السورية تحرير الأراضي المحتلة، والحوار بعدها على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية. 

وفي ختام حديثها أكدت عضو مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي روزلين بكر أن مشروع الأمة الديمقراطية ليس منفصل عن سوريا "مشروعنا ديمقراطي واضح يسعى للربط بين جميع المكونات كما أن حصول الكرد على حقوقهم سيفتح المجال أمام حل جميع المشاكل في الأجزاء الأخرى لكردستان وهذا غير موافق لمصلحة الدولة التركية".