'الهجمات التركية الأخيرة محاولة لضم مناطق جديدة'

تلعب تركيا ومنذ بداية الأزمة السورية دوراً مشبوهاً في دعم الفصائل المرتزقة، وكذلك تهاجم إقليم كردستان ضمن خططها التوسعية

ليلى محمد

قامشلو ـ أوضحت عضوات من الأحزاب السياسية والمؤسسات النسائية بشمال وشرق سوريا أن الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان تهدف إلى القضاء على مشروع الأمة الديمقراطية، واحتلال مناطق من الإقليم وضمها إلى أراضيها.   

بدأ الاحتلال التركي بتاريخ 17 نيسان/أبريل الجاري بشن عملية عسكرية على مناطق زاب وافشين ومتينا بمناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان، وجاءت هذه الهجمات عقب زيارة البارزاني إلى تركيا قبل ثلاثة أيام من ذلك.

في هذا السياق قالت المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية لينا بركات "نشهد اليوم ما تقوم به تركيا من هجمات وحشية واعتداءات على مناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان، وما نلاحظه أن تركيا ومنذ بداية الأزمة السورية وهي تلعب دوراً مشبوهاً في دعم الفصائل المرتزقة، إذ قامت بعدة هجمات لاحتلال مناطق من الشمال السوري وشمال وشرق سوريا، واليوم أيضاً تقوم بهذه الحملة لاحتلال مناطق أخرى في إقليم كردستان".

وأضافت "ما يلفت النظر هو الصمت الدولي تجاه ما يقوم به الاحتلال التركي، فتركيا تدعي بأنها تحارب فصائل إرهابية علماً أن قوات الدفاع الشعبي حمت المنطقة من مرتزقة داعش، وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع فتحت تركيا أراضيها لمعسكرات تدريب مرتزقة داعش، وكانت نقطة استقطاب لهؤلاء الإرهابيين، واليوم بذريعة الدفاع عن الأمن القومي التركي تطلق هذه الحملات التي تحاول من خلالها ضم العديد من الأراضي سواء كانت من سوريا أو من إقليم كردستان".  

وأشارت إلى احتلال تركيا عدة مناطق "استطاعت تركيا أن تحتل مناطق من أرمينيا، فتركيا تريد التوسع وتحقيق الحلم العثماني وتطبيق الميثاق الملي، ويبدو أن هناك صمت وتخاذل دولي تجاه شعوب المنطقة من أجل أن تقوم تركيا بهذا الدور الذي يبدو مرسوم لها مسبقاً تحت مرأى ومسمع العالم أجمع دون أن يتحرك ضمير للعالم".

وعن تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا قالت لينا بركات "يجب أن يكون هناك موقف واحد من هذه الهجمات، ولكن يبدو أن المصالح لبعض الأحزاب الكردية بما فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني غلبت على المصالح الاستراتيجية والوطنية، فعندما يأتي الطوفان سيأخذ الجميع، ولن يبقي أحد، وعندما يكون أخي مهدداً أنا أيضاً أعتبر نفسي مهددة، السكوت اليوم عما تقوم به تركيا في مناطق الدفاع المشروع لن يجدي نفعاً للأحزاب التي تحتمي بذريعة أن تركيا تقوم بالدفاع عن نفسها، فسوف يأتي يوم وتقوم به بمهاجمة هذه الأحزاب أيضاً ولن تستثني أحد لأن مشروعها التوسعي واضح".

وفي ختام حديثها ناشدت لينا بركات العالم أجمع بالوقوف ضد الأهداف التركية "يجب إيقاف تركيا عما تقوم به، ويجب أن يكون هناك محاسبة لها على ما تقوم به لأن الهجمات التي تشنها واستخدامها للكيماوي ضد مناطق الدفاع المشروع هي تحدي واضح للعالم وانتهاك صارخ لجميع الأعراف والمواثيق والعهود الدولية، نأمل من العالم أن يقف مع شعوب تلك المناطق فتركيا على مدار سنوات عديدة تقوم بدورها المشبوه في المنطقة لمصلحتها الخاصة ومصلحة بعض القوى الدولية والإقليمية".

ومن جهتها أوضحت الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي زهرة سمعو أن "الاحتلال التركي يسعى من خلال الهجمات التي يشنها على مناطق الدفاع المشروع إلى القضاء على فكر حركة التحرر الكردستاني"، مشيرةً إلى أن هذه الهجمات تزامنت مع قيام مسرور البرزاني بزيارة إلى أنقرة "اتضح أن هناك اتفاقيات مبيتة لشن حملات جديدة على مناطق الدفاع المشروع للقضاء من مشروع الأمة الديمقراطية الذي ينادي بالمساواة والعدالة لكافة شعوب الشرق الأوسط".

وأكدت أن "قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة ـ ستار هم من لعبوا الدور الأكبر في حماية مناطق إقليم كردستان وخاصة قضاء شنكال من مرتزقة داعش وتهديدات الاحتلال التركي"، مضيفةً أن "على جميع الدول المتواطئة مع الاحتلال التركي بما فيها الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني أن يعلموا بأنهم لن يصلوا إلى مرادهم".

واختتمت زهرة سمعو حديثها بالتأكيد على أن "في هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها نطالب من كافة القوى والاحزاب الكردية والكردستانية بتوحيد رؤيتهم السياسية، لأنه بوحدة الصف الكردي سنتمكن من إيقاف انتهاكات الاحتلال التركي التي يرتكبها بحق الشعب الكردي".