'الاتفاقيات بين النظام السوري والاحتلال التركي تهدد مناطق شمال وشرق سوريا'

دعت مشيرة ملا رشيد النظام السوري لإعادة النظر في سياسته ونهجه في مواجهة الأزمة وفتح باب الحوار مع الشعب والتشارك مع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا للوصول لحلول جذرية للأزمة السورية.

روبارين بكر

الشهباء ـ قالت عضو المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم عفرين بشمال وشرق سوريا أن القوى والفصائل المتصارعة في سوريا، تتاجر بالأراضي السورية، مؤكدةً أن نقل المرتزقة إلى المناطق المحاذية لمناطق شمال وشرق سوريا كان مخطط له، بهدف تهديد المنطقة بشكل مستمر.

في السنوات الأخيرة من الأزمة السورية عاود النظام السوري فرض سيطرته على العديد من المحافظات، وفي معظم المناطق تمت تسويات واتفاقيات لخروج الفصائل المرتزقة ونقلها إلى إدلب، وجرابلس، والباب وإعزاز ومقاطعة عفرين ومدينتي تل أبيض/كري سبي ورأس العين/سري كانيه أي المناطق الي تحتلها تركيا، بالقرب من مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية.

كيف نفذت عمليات التسوية في المحافظات والمناطق السورية بين النظام السوري والاحتلال التركي، وما هو المقابل وإلى ماذا تسعى كل جهة؟  

حول هذه التساؤلات أجابتنا عضو المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم عفرين مشيرة ملا رشيد. التي أكدت أن احتلال تركيا لعدة مناطق والانتهاكات التي يرتكبها المرتزقة تصب في مصلحة تركيا والنظام في نفس الوقت، حيث حرفت الثورة عن مسارها.  

وبينت أن موقف شعوب شمال وشرق سوريا في بدايات الأزمة كان واضح "الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا ومنذ بداية الحرب رفضت أن تكون خاضعة لأي طرف، واختارت أن تكون الطرف الثالث والأمثل لحل الأزمة".

وشددت على أن النظام السوري والأطراف المتدخلة في شؤون الأزمة السورية لا تسعى في الواقع لإحداث أي تغير إيجابي أو وضع حلول جذرية للأزمة، "بانحراف الثورة عن مسارها تعمقت الأزمة، وأدى هذا لتشرد وهجرة الملايين من الشعب السوري والذي ما زال يعاني حتى هذه اللحظة".

ونوهت إلى أن "الدول المتدخلة في الأزمة السورية من روسيا، وأمريكا، وإيران وتركيا تعقد اجتماعات موسعة وكثيرة منذ السنوات الأولى وحتى اليوم من عمر الأزمة من سوتشي، آستانا وجنيف إلا أن هذه الاجتماعات زادت من تصعيد وتيرة الهجمات والأزمة في المنطقة". 

وأضافت أن "القوى والفصائل المتدخلة في الأزمة السورية تتاجر بالأراضي السورية، من جرابلس، لإدلب وعفرين"، مؤكدةً أن تجميع الفصائل المرتزقة من كافة المحافظات السورية حول مناطق شمال وشرق سوريا يهدف لزعزعة الأمن في مناطق شمال وشرق سوريا، وعودة النظام إليها.

وعادت مشيرة ملا رشيد في حديثها للسنوات الأخيرة من الأزمة السورية وعمليات المقايضة التي نفذت بين النظام السوري والاحتلال التركي وفصائله المرتزقة في جرابلس مقابل المناطق التي تتمركز فيها الفصائل المسلحة حول العاصمة دمشق، ومناطق في ريف حلب مقابل الباب، وعفرين كان لها صفقة واتفاقيات عدة منها الغوطة للنظام السوري مقابل تسليم عفرين لتركيا وفصائلها.

وربطت سياسة النظام السوري والدولة التركية ببعضهما "ما يمارس من انتهاكات وجرائم يومية في المناطق المحتلة ليست من الفصائل المسلحة إنما باتفاقيات مدروسة من تحت الطاولات في اجتماعات تعقد باسم حل الأزمة".

ورأت أن الاستقرار والأمان المنتشر في مناطق شمال وشرق سوريا ووحدة شعوب المنطقة تهدد عرش الدولة السورية ونظامها الذي وصفته بـ "الشوفيني، والسلطوي والرأسمالي"، وتهدد سياسة الدولة التركية التي قالت إنها "قمعية وانتهازية"، وقالت إن "هذا ما يدفعهما لشن هجماتهما والاتفاق سوياً للقضاء على الإدارة والإرادة في شمال وشرق سوريا عبر سياسة الهجمات، والحصار والتجويع".

وفي ختام حديثها دعت عضو المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم عفرين مشيرة ملا رشيد النظام السوري بإعادة النظر لسياسته ونهجه في مواجهة الأزمة السورية وعدم الاعتماد على تدخل القوى والدول الخارجية في الأوضاع السورية، وفتح باب الحوار مع الشعب السوري، والتشارك مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا للوصول لحلول جذرية للأزمة.