'الأنفال مجزرة كبيرة لن نسمح بتكرارها'
في الفترة الواقعة بين عامي 1986 ـ 1989، ارتكب نظام صدام حسين في العراق مجازر بحق الشعب الكردي في إقليم كردستان
برجم جودي
كوباني ـ في الفترة الواقعة بين عامي 1986 ـ 1989، ارتكب نظام صدام حسين في العراق مجازر بحق الشعب الكردي في إقليم كردستان. ونتيجة لذلك، قُتل أكثر من 180 ألف شخص، ودُمرت قرابة 500 قرية ونزح أكثر من مليون شخص. لقد مرت عقود على المجزرة لكن هذا الألم ما زال حياً في قلوب كل الشعب الكردي.
الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في إقليم الفرات عائشة أفندي، تحدثت حول المجزرة وتطرقت إلى الأوضاع الحالية المعاشة في إقليم كردستان.
"الأنفال مجزرة بحق الكرد"
حول المجازر الجماعية التي تعرض لها الكرد قالت عائشة أفندي "على مدى مئات السنين، كانت القوى المهيمنة متحالفة ومتفقة ضد الشعب الكردي. ومؤخراً ومع بدء الأزمة السورية تجددت هذه الاتفاقيات والتحالفات، حيث تحاول دول الجوار والقوى الدولية تغيير خارطة كردستان وفق مصالحها. لقد حدثت العشرات من الانتفاضات والثورات في تاريخ الشعب الكردي ولكن جميعها فشلت، وتعرض الشعب الكردي لمئات المجازر. لم تكن مجرد مجازر صغير، بل يمكن القول إنها كانت مجازر جماعية قتل فيها الآلاف من أبناء الشعب الكردي. ففي مجزرة الأنفال، قتل أكثر من 180 ألف كردي. لقد تم تنفيذ المجزرة بعدة أشكال، من بينها الإعدامات واستخدام الأسلحة الكيماوية، والنهب والتدمير واغتصاب النساء والتهجير. وهناك مئات الأمثلة على مثل هذه المجزرة يمكن الاستشهاد بها، وكلها كانت تهدف إلى إبادة الكرد".
"يحاولون إعادة تاريخهم الدموي"
كما تطرقت عائشة أفندي إلى المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، وقالت "أطلق صدام حسين على حملته ضد الكرد اسم الأنفال تيمناً بسورة الأنفال المذكورة في القرآن. نحن نرى في وقتنا أيضاً كيف أن مرتزقة داعش توجهوا نحو المناطق التي يعيش فيها الكرد وشنوا هجماتهم تحت نفس الذريعة. إنهم يحاولون إعادة إحياء تاريخهم الدموي، والقضاء على الشعب الكردي. وللأسف ينجر الحزب الديمقراطي الكردستاني لهذه المخططات، وهذا الأمر يتم عن قصد وبشكل مخطط، حيث أن قوى دولية ومن بينها الدولة التركية تسعى إلى إبادة الكرد على يد بعضهم البعض".
"يسعون إلى إبادة الكرد على أيدي بعضهم البعض"
وتطرقت عائشة أفندي، إلى الأوضاع الأخيرة في إقليم كردستان، "دور وتأثير الدولة التركية في إقليم كردستان واضح جداً. الدولة التركية أفلست على كل الجبهات. ولكي يتمكن أردوغان من الحفاظ على سلطته في الانتخابات، فإنه بدأ بتنفيذ مخطط خطير وقذر جداً في الإقليم. الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني شنا هجوماً كبيراً على أراضي إقليم كردستان ومقاتلي حركة الحرية الكردستانية. الدولة التركية تخوض حرب إبادة من جميع الجهات. الجبال التي تقصفها تركيا يومياً يعيش فيها أبنائنا. تلك الجبال هي التي ترعرع فيها أبنائنا وهي التي حمتهم، وحققوا فيها النصر، وأثبتوا وجود الشعب الكردي. لذلك يجب ألا تفرح الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني والقوات الأخرى، فمن غير الممكن إعادة ارتكاب نفس المجازر أو أن يعيد التاريخ نفسه. ثورتنا التي تتصاعد بطليعة القائد عبد الله أوجلان، لا يمكن أن تخمد أو تنهار. نحن نعزز ونرسخ هذه الثورة وندافع عنها يوماً بعد يوم
بدماء أبنائنا. سوف نواصل المقاومة طالما بقينا على قيد الحياة. والمقاومة حياة".