'الآن وبعد ثماني سنوات تواجه كوباني هجوماً آخر'

قالت عضو مجلس الإدارة المحلية والبيئية لإقليم الفرات سميرة محمد علي، أن داعش هُزم أمام المقاومة في كوباني بشمال وشرق سوريا، وتغيرت التوازنات الدولية وانقلبت الخطط، لكن بعد 8 سنوات تواجه كوباني مرة أخرى هجمات الدولة التركية.

برجم جودي

كوباني ـ في الخامس عشر من أيلول/سبتمبر شن مرتزقة داعش هجوماً عنيفاً على مدينة كوباني. كان العالم وخاصة الدولة التركية تنتظر انتصار داعش في كوباني. بعد 134 يوماً من الحرب المستمرة، تحدى مقاتلو وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وأهالي ومحبي كوباني آراء المجتمع الدولي والدولة التركية وانتصروا.

الانتصار الذي انطلق من مدينة كوباني امتد جذوره إلى جميع مناطق شمال وشرق سوريا. إلى أن تم الإعلان عن الهزيمة الجغرافية لمرتزقة داعش في الثالث والعشرين من آذار/مارس عام 2019، بهذه الخطوة اشتدت تهديدات وهجمات الدولة التركية على كوباني ومناطق شمال وشرق سوريا. خاصة في الذكرى الثامنة لتحرير كوباني، حيث تهدد الدولة التركية باجتياح المدينة.

 

"كل الخطط فشلت في كوباني"

عن الانتصار الذي تحقق في كوباني تقول مديرة مكتب المرأة في الإدارة المحلية ومجلس البيئة لمنطقة الفرات سميرة محمد علي "الهجوم على كوباني كان مدبراً وكان هدفه تدمير ونهب المناطق الكردية. وخاصة بعد ثورة 19 تموز حيث تمتعت روج آفا بالإدارة والحكم الذاتي في جميع المجالات. لذلك كان هذا الهجوم ضد هذا الحكم الذاتي في المستوى الأول. كوباني منطقة كردية، لها هوية سياسية واجتماعية. وهي منطقة حدودية جارة للدولة التركية، ومن المعروف أن الهجوم على المدينة كان من تخطيط الدولة التركية. حيث حاول أردوغان احتلال المناطق الكردية من خلال داعش. قاومت كوباني تلك الهجمات وقضت على خلافة داعش وغيرت التوازنات الدولية وقلبت الخطط. كان النصر نصيب الشعب الكردي الذي يقاتل من أجل أرضه وهويته ووجوده منذ سنوات".

 

"الهجمات تستند إلى اتفاقيات سوتشي وأستانا"

وحول أهمية كوباني في المجال السياسي والاتفاقيات الدولية أكدت "كوباني تمثل الهوية الكردية الحقيقية، لذلك هناك جهود متواصلة للقضاء على هذه الإنجازات. وعلى هذا الأساس بعد تحرير المدينة وحتى اليوم لم تتوقف التهديدات والاعتداءات على كوباني وشمال وشرق سوريا بشكل عام. وفي هذه الهجمات هناك اتفاقيات إقليمية ودولية لتدمير هذه الأرض وأساس مشروع الأمة الديمقراطية الكردية المتمثل في الإدارة الذاتية. صحيح أن هذه المخططات والمؤامرات لم تصل إلى هدفها، لكن الدولة التركية لم تتوقف بعد وتحاول تحقيق هدفها في كل فرصة. وهذه الخطط تعتمد على اجتماعات سوتشي وأستانا حيث توجد اتفاقيات واضحة بين تركيا وروسيا وإيران. وقد تغيرت أنماط وطرق هجوم الدولة التركية في هذه السنوات، خاصة أننا الآن نواجه تهديداً جديداً. ولكن في أساس كل الهجمات يتم تنفيذ تحالفات سوتشي وأستانا. تستخدم الدولة التركية اللاجئين وانتخاباتها لتحقيق نصر سياسي. كما أن الأجندة والعلاقات بين تركيا وحكومة دمشق تقوم على نفس الأساس".

 

"هناك جوانب سياسية وأمنية في التهديد الذي تتعرض له كوباني"

ولفتت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت قد أعلنت عن احتمال قيام الاحتلال التركي بهجوم جديد على شمال وشرق سوريا في شباط/فبراير المقبل، وتعتبر كوباني من ضمن خطة الهجوم "المهم في هذه الاتفاقيات هو موقف قوات سوريا الديمقراطية. فنحن نرى أن تلك القوات قد شاركت بقوة كبيرة في هذه التوازنات الدولية، وتصدر بيانات ورسائل سياسية بناء على ذلك. بيان قوات سوريا الديمقراطية ينص على احتمال هجوم الدولة التركية في شباط على كوباني وشمال وشرق سوريا، ومن المهم تحليل جوانبه السياسية والدبلوماسية والأمنية. إنها ذكرى تحرير كوباني، وكذلك موعد اقتراب انتخابات الدولة التركية وهناك تقارب يجري بين تركيا والنظام السوري. وهذا الإعلان تحذير سياسي وعسكري للمجتمع الدولي وقوات التحالف. وفي هذه المرحلة لدينا تدابير سياسية وأمنية وتنظيمية، إلخ. أي أننا أعددنا أنفسنا لجميع المواقف والأوضاع".

 

"كوباني هوية للكرد ولشعوب العالم"

وقالت سميرة علي في ختام حديثها "كوباني خط أحمر للمجتمع الدولي، عندما نقول إن كوباني هي هوية الشعب الكردي، فهي في الوقت نفسه أصبحت هوية الشعوب التواقة والمحبة للحرية. ولهذا السبب لا يستطيع الاحتلال التركي القيام بهجوم بري، لأنها ستواجه مقاومة غير مسبوقة ومواقف دولية. وقد نظمنا أنفسنا وفق كل الأخطار والتحذيرات الحالية، وهنا يتواجد شعب أختار خط المقاومة".