إعلاميات: يجب أن تكون أقلامنا سلاح لحماية مكتسبات الثورة والسلم الأهلي

منذ بداية الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا لعب الإعلام دوراً محورياً في إيصال صوت وحقيقة الثورة للعالم بأكمله، وعمل على نشر السلم الأهلي وأخوة الشعوب في المنطقة، وكذلك رفع الوعي المجتمعي.

شيرين محمد

قامشلو ـ أكدت إعلاميات مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، أن للإعلام المحلي دوراً محورياً في كشف الحقائق ونقل الصورة الواقعية بعيداً عن التضليل، مع التركيز على حماية التعايش السلمي بين مكونات المنطقة.

بينما تتصاعد الهجمات الطائفية والعنصرية عبر وسائل التواصل الافتراضية التي تستهدف النسيج الاجتماعي، يواصل الإعلاميين الوطنيين جهودهم لمواجهة هذه الحملات عبر نشر الوعي وكشف حقيقة الشائعات من خلال توثيق التكاتف بين مختلف المكونات السورية.

 

"ننقل الصورة الحقيقية"

قالت الإعلامية ومقدمة برامج فضائية "روج آفا" إيفا حسي، عن دور الإعلام في إقليم شمال وشرق سوريا في كشف الحقائق، "الإعلام في مناطقنا ينقل الصورة الحقيقية من الميدان، اعتماداً على شهادات ومصادر موثوقة، ويقوم بكشف حملات التضليل التي تستهدف المنطقة والتعايش السلمي فيها".

وبينت أنه "نعمل دوماً على رصد الأخبار الكاذبة والشائعات والرد عليها بالأدلة، ونبث رسائل إيجابية تدعو إلى التعايش، إلى جانب نشر التوعية بكيفية التمييز بين الحقيقة والمعلومة المزيفة، ونحرص على إعطاء مساحة متساوية لجميع المكونات الموجودة في المنطقة، وإنتاج برامج تعكس التنوع الثقافي الموجود في المنطقة للتأكيد على مشروع الآمة الديمقراطية والتنوع في المنطقة".

ولفتت إلى أنه "في وقت سابق أشاد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري بدور الإعلام في إقليم شمال وشرق سوريا، وايصاله صوت الحقيقة للعالم ورفع صوت الضحايا الذين ارتكبت بحقهم أبشع الجرائم من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام في الحكومة الانتقالية"، مبينة أنه "من المهم السير على نهج الحقيقة وإيصال صوت المجتمعات لأن الإعلام هو قلم المجتمعات وصوتها، ورسالتنا هي أن الإعلام في إقليم شمال وشرق سوريا سيبقى نزيهاً، ومدافعاً عن قيم التعايش السلمي بين المكونات".

 

"توثيق الثورة كان مهماً"

ومن جهتها قالت الصحفية في جريدة روناهي فريدة عمر أنه "إذا أردنا التنويه إلى دور الإعلام في المنطقة، لا بد من التطرق بداية إلى ما حققته ثورة روج آفا حتى اليوم، حيث أن المنطقة حققت تغييرات جذرية على كافة الأصعدة، بما في ذلك ما حققته المرأة، فهذه الإنجازات وخاصة التي حققتها النساء، كان لا بد من تعريف العالم بها، إلى جانب المقاومة الشعبية العظيمة في المنطقة، وهنا كان يقع على عاتق كل العاملين في المجال الإعلامي توثيق الخطوات والثورة لحظة بلحظة"، مضيفة "في سبيل إظهار هذه الحقيقة فقدنا العشرات من زملائنا في العمل الصحفي، الذين كانوا يسارعون لتوثيق الأحداث ونشرها، ليكونوا صوت لثورتهم".

وأكدت أن ثورة روج آفا واجهت الكثير من الصعوبات، منها الهجمات المباشرة على المنطقة والتي بدورها شكلت عائقاً أمام تطوير المنطقة والوصول إلى الحرية "استهدفت المنطقة بالحرب الخاصة على كل الفئات الموجودة في المجتمع منذ البداية وحتى هذه الحظة، كما أننا لا زلنا نتعرض للحرب الخاصة والهجمات الإعلامية والإلكترونية، التي هي أداة الأنظمة المستبدة، كما أن المرأة من أبرز الفئات المستهدفة والهدف هو استمرار تهميشهاً، والتصدي لكل ذلك من المهام الأساسية لمؤسساتنا الإعلامية أي أن واجبنا هو توثيق كل شيء وخاصةً العقبات التي وقفت أمام تطور المجتمع وسير الثورة نحو النجاح الكامل".

وشددت على الدور المهم للإعلام في ثورة 19 تموز "للإعلام دور كبير في كتابة ثورة روج آفا وتوثيقها، لأن الثورة لم تكن عسكرية فقط، بل ثورة فكرية غيرت المجتمع وطورته".

 

"سنكون أقلام الشعوب الحرة"

وترى فريدة عمر أن الوضع في سوريا تدهور بشكل كبير "لا بد من الإشارة إلى الانتهاكات التي تشهدها سوريا والحرب الأهلية، الطائفية، والفتنة والحرب الخاصة التي تستهدف السلم الأهلي، فالفتنة هي جزء من الأجندات التي تعمل لصالح بعض الأنظمة".

وترى أن هذه المؤامرة "تستهدف مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، والتعايش المشترك وكل المكتسبات التي حققتها المنطقة ونضال الشعب السوري بشكل عام، بالمقابل تخوض وسائل الإعلام الحرة في الآونة الأخيرة مقاومة كبيرة في نشر أخوة الشعوب وزرع الوعي المجتمعي وإفشال المخططات التي تستهدف المجتمع وتسعى لتفكيكه كما أن الإعلام سعى ويسعى لصد جميع المخططات والأساليب الممنهجة وخاصة التي تستهدف المرأة وأخوة الشعوب".

وختمت فريدة عمر حديثها بالتأكيد على حساسية المرحلة التي يمر بها السلم الأهلي في سوريا ولذلك "يقع على عاتق الإعلام إظهار الحقيقة مجدداً وإفشال المخططات التي تكون لصالح الأنظمة الرأسمالية والفاشية، التي تسعى لتفكيك المجتمعات وبسط سيطرتها عليها، لذا نجدد عهدنا في أن نكون صوت الحقيقة وأن تكون أقلامنا سلاح لحماية مكتسبات الثورة والمجتمع".