'الأحزاب التي لا يوجد فيها نساء هي أحزاب ناقصة'

بعد ثورة شباط/ فبراير عام 2011 في ليبيا نشطت الأحزاب وبدأت تنتعش حركة ظهورها من جديد، وازدادت نشاطاً وحيوية فترة الاستعداد للانتخابات التي كان من المفترض إجرائها 24 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ بدأت المرأة المهتمة بالمجال السياسي تكسر بطريقة أو بأخرى الصورة النمطية المتعارف عليها للمرأة فلم تعد تقبل أن يتم حصرها في لجان المرأة أو الأمومة والطفولة، أو حتى وزارة الشؤون الاجتماعية، بل تسعى جاهدة لتحقيق مزيداً من المكاسب بتوليها لجان وإدارات أخرى غير المعتاد عليها، لتتمكن من خلالها من إبراز قدرتها على الأبداع والتغيير.

أكدت مدير إدارة التدريب وخدمة المجتمع بحزب ليبيا الكرامة فتحية منفور علي الأمين على أن دور النساء مهم جداً، لأن المرأة لديها، قابلية لاستقبال واستيعاب الجميع، ولابد أن يكون لها دور أساسي في بناء الأحزاب خاصة عندما تخرج من الصورة النمطية التي رسمها لها المجتمع، وتتولى إدارة كإدارة التدريب وخدمة المجتمع أو إدارة الموارد البشرية المعنية بتثقيف وإدارة أعضاء الحزب بثقافة الأحزاب التي تعد نشاط سياسي جديد في ليبيا.

 

إثراء ثقافة الأحزاب

وأشارت إلى إن المرأة باستطاعتها أيضاً إثراء ثقافة الأحزاب وخلق الحوار فيما بينها، وذلك بتدريب العاملين فيها، على آلية وبناء فرق عمل داخل الحزب، ونأمل أنها تستطيع فيما بعد النزول للمجتمع كخدمة له، فالحزب لديه دور مهم جداً، في تقديم هذه الخدمة، فتقدم برامج تدريبية، تستطيع من خلالها استقطاب الشباب لهم دور فاعل وواعي، وضمهم للحزب وتأطير هذا العمل وتدريبهم على العمل السياسي، والإداري والبرلماني، حيث أنه وفي يوم من الأيام عندما تكون هناك انتخابات، نستطيع الدفع بمجموعة من الشباب لديه القدرة على اثبات حضوره في أي من المجالات المتواجد بها.

وأكدت على أهمية قيام المرأة بدورها في المجتمع على الوجه الأكمل، وأن تملأ المكان الذي تتواجد به بقدرتها ومعرفتها، ومؤهلاتها العلمية، وتستمر في العمل ولا تنزوي مهما واجهت عراقيل، وتجعل هذه العراقيل كسلم تصعد عليه، بدلاً من انسحابها والاعتراف بضعفها، ويجب عليها أن تكون مؤمنة بقوتها من خلال ما تقدمه، فالأحزاب التي لا يتوجد بها نساء، هي أحزاب ناقصة، لأن المجتمع يقوم على جناحين امرأة ورجل، فبالتأكيد لن ينجح حزب بجناح واحد.

 

الكفاءة هي ما تجعل الفرد ينجح

وعن كيفية كسر المرأة للصورة النمطية التي وضعها بها المجتمع قالت "لست مقتنعة بأن تؤطر المرأة في الوزارات مثل الشؤون الاجتماعية أو شؤون المرأة، فلا فرق بين الجنسين، فالمرأة كفوءة، وبإمكانها تأدية دورها في أي مكان، ولابد أن نخرج من التأطير المتعارف عليه، "امرأة، رجل"، فالكفاءة هي ما تجعل الفرد ينجح".

وأوضحت أن أغلب النجاحات التي نراها الآن في التعليم أو الجامعات هي للمرأة، وربما هناك بعض النساء، تقمن بإبعاد أنفسهن، وتنزوين وتردن أن تبقين دائماً أن تكون تحت مظلة رجل.

 

ليس حكراً عليها وظائف الشؤون الاجتماعية

وأوضحت أن المرأة خاضت كل مجالات الحياة فهناك ضابطات في الجيش، ونحن نفتخر بهن، وتقدن الطائرات، ومتفوقات في المجال الصحي، وفي القانون والهندسة، وليس حكراً عليها وظائف الشؤون الاجتماعية، أو الأمومة والطفولة، فهذا تفكير قديم يجب الخروج منه.

وأكدت على أن إدارة الحزب رحبت بتوليها لإدارة التدريب وخدمة المجتمع "في البداية عرضوا علي تولي مكتب المرأة في الحزب، ولكن أخبرتهم أن تخصصي موارد بشرية، وأنا أفضل المساهمة في بناء هذا الحزب، وتطوير كوادره، وإدارته، واستقطاب عناصر جيدة، من شباب المجتمع، وهنا سيكون دوري أكثر فاعلية من تولي مكتب المرأة".

وعن كيفية مساهمة المرأة في نشر ثقافة الأحزاب في المجتمع قالت "لا يقتصر دورها على مجرد التواجد في الحزب كشكل فقط، فمن واقع عملي حالياً أسعى لاستقطاب شابات، وعادة ما أقوم بدعم العناصر الشابة سواءً أكانوا رجال أو نساء، ونقوم بتكليفهم بمهام داخل الحزب، ومن الممكن العمل على صقل شخصيته للمشاركة في الانتخابات القادمة، ونحن نرحب كثيراً بالعنصر النسائي، خاصة أولئك اللواتي تمتلكن الرغبة في التعلم وتطوير أنفسهن، وهذه مهمتنا كإدارة تدريب".

 

تدعم المرأة من خلال استقطابها

وأوضحت أنها مازالت عضو جديد في الحزب فهي لم تتطلع بعد على نسبة النساء المتواجدات به، ولكنها تعمل على ذلك من أجل الانطلاق في الدورات التدريبية، وستكون الأولى حول التخطيط الاستراتيجي، لأنها مهمة جداً في بناء الأحزاب، ثم دورة بناء الفريق، وهناك ندوة حول ثقافة الأحزاب ستقام قريباً، مشيرةً إلى أنه يمكن للأحزاب أن تدعم النساء من خلال استقطابهن، وتدريبهن وتأهليهن، خاصة الشابات، فتقوم بوضع قدمهن على أول السلم في مجال السياسة.

وأكدت فتحية منفور علي الأمين على أنها أرادت من خلال انتسابها للحزب أن تقدم خدمة للبلاد "هدفي الأساسي هو خدمة بلادي، وأحاول أن أضع بصمة، وأقدم عناصر جيدة، للوظائف السيادية والوظائف القيادية، والتركيز على بناء الإنسان من جديد، فنحن بحاجة لتوعية هؤلاء الأشخاص ومدهم بمهارات سلوكية، وأن ننمي فيهم حب الأرض".