الإدارة الذاتية حقيقة إرادة الشعوب والحياة الديمقراطية المشتركة

أكدت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات أمينة بكر بأن مشروع الإدارة الذاتية انبثق من الأزمة السورية كنموذج جديد يدير شعبه ومناطقه

نورشان عبدي 
كوباني- ويدافع بشكل مشترك عن الحياة الديمقراطية وتم قبوله كبديل للأنظمة الاستبدادية بجميع أنحاء العالم.
لقد غير أهالي شمال وشرق سوريا مصيرهم من خلال تأسيس نظام إدارة ذاتية لهم بعيدة عن الأنظمة الاستبدادية وأنظمة الدول القومية وتم انتخاب إدارة تقودهم نحو الحرية والمجتمع الديمقراطي والمساواة بين الشعوب التي تقطن في مناطق شمال وشرق سوريا.
كما وخلفت الإدارة الذاتية الديمقراطية وراءها 8 سنوات شهدت تغيرات وتحولات جذرية واستطاعت تأمين حياة آمنة، حرة، متساوية وديمقراطية لشعب شمال وشرق سوريا على مر السنين، نحاج مشروع الإدارة الذاتية أكد للعالم أجمع أن هذا النموذج هو الحل للأزمة التي تمر بها سوريا.
وبمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية قالت نائبة المجلس التنفيذي لإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا أمينة بكر " كما نعلم أنه ينتظرنا يومين مهمين بالنسبة لشعوب شمال وشرق سوريا، يوم تأسيس الإدارة الذاتية وفي الوقت ذاته يوم انتصار كوباني على مرتزقة داعش التي هاجمت المدينة في عام 2014، وباسم الإدارة الذاتية نبارك هذه المناسبات على كافة الشعوب التي تقاوم من أجل الحرية، والنساء اللواتي تناضلن من أجل تحقيق الحرية ونبارك لجميع الشهداء.
وتابعت أمينة بكر" منذ بداية انطلاقة شرارة ثورة 19 تموز/ يوليو من المدينة التاريخية كوباني استطاعت جميع الشعوب وبخطوة فريدة من نوعها وللمرة الأولى بأن تلعب دورها الريادي على كافة الأصعدة ضمن الثورة وكانوا أصحاب حق وتاريخ, إنطلاقة ثورة بهذا الشكل كانت الأولى من نوعها في تاريخ الشرق الأوسط وفي القرن الواحد والعشرين فقد كانت نهضه الثورة بعيدة عن المصالح السياسية والشخصية والمصالح السلطوية, وكانت تأسيس الإدارة الذاتية من أهم منجزات هذه الثورة في عام 2014 والتي قامت على أساس المحافظة على مبادئ كافة المكونات المتعايشة في ظل الإدارة الذاتية".
انطلقت الثورة في غرب كردستان في الـ 19 تموز / يوليو 2012 من مدينة كوباني لتحرير المجتمع من النظام القومي ، وبعيداً عن عقلية النظام البعثي والمعارضة السورية، ففي 21 من كانون الثاني/ يناير 2014  تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة ، وفي 27 من كانون الثاني/ يناير تم الإعلان عن تأسيس الإدارة الذاتية في مقاطعة كوباني.
أضافت أمينة بكر " تأسست الإدارة الذاتية بإرادة الشعب وعلى مبادئ الشعب من أجل إدارة نفسه بنفسه وخاصة في ظل الأزمة التي كان يمر بها الشعب السوري من  قتل ومجازر وحروب بالإضافة إلى النزوح الذي شمل كافة المناطق والمحافظات في سوريا، كما أن الأجندات الخارجية عملت من أجل مصالحها الهادفة لاحتلال سوريا وتقسيمها, ونتيجة لذلك فقد راح ضحية هذه المصالح الآلاف من الشعب السوري منهم النساء والأطفال, وحتى يومنا هذا لم يستطيع أحد إيجاد حل لهذه الأزمة ولن يستطيع أحد حل الأزمة السورية غير الشعب السوري وهذا كان رأينا منذ بداية ثورة 19 تموز وحتى اليوم وسيتم الحل على يد الشعوب التي تقطن على هذه الأرض من كرد وعرب وأرمن، سريان وأشوريين فقط الشعوب التي تعيش على الأرض السورية هي من تتحمل مسؤولية حل الأزمة السورية ولهم الحق بلعب دورهم الأساسي لكننا نجد عكس ذلك تماماً بأن الاجندة الخارجية بطرقها الاستبدادية والرأسمالية هي من تتلاعب بسوريا وبمصير الشعب السوري".
 
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أساس الحياة الديمقراطية المتساوية 
وأضافت أمينة بكر "مع تأسيس الإدارة الذاتية وكونها تجربة جديدة في قرن الـ 21 والتي طرحت من قبل فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان من أجل شعوب شرق الأوسط كافة لكي تستطيع الشعوب العيش تحت سقف الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب, ومن أجل ذلك تعتبر الإدارة الذاتية وبالرغم من الإمكانيات  الضئيلة خطوة تاريخية".
وتمكنت كافة الشعوب والمكونات المتعايشة في شمال وشرق سوريا إبراز دورهم ضمن الإدارة بثقافتهم ولغتهم وذلك في ظل الأمة الديمقراطية.
وأشارت أمينة بكر "في البداية كانت الإدارة على شكل ثلاث مقاطعات كوباني, الجزيرة وعفرين ومن ثم شملت شمال وشرق سوريا، واستطاع أبناء المنطقة بهزيمة مرتزقة داعش في آخر معاقلها الباغوز، على ترسيخ الإدارة على أرض الواقع وفي كافة المحافل الحياتية, العسكرية ،السياسية، الاجتماعية والدبلوماسية".
وبينت أمينة بكر "اعتقد الاحتلال التركي أنه بتقسيم مناطقنا واحتلال المدن كعفرين, تل أبيض/ كري سبي، جرابلس، رأس العين/سري كانيه، الباب، وإعزاز، بأنهم سيتمكنون من إفشال الإدارة ولكن على العكس تماماً، خطت الإدارة خطوات جدية نحو التقدم والانتصار وأثبتت دورها وجدارتها وهذا ما ساهم وسيساهم بالاعتراف بها بشكل رسمي على المستوى الدولي والعالمي".
وفي نهاية حديثها قالت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات في شمال وشرق سوريا أمينة بكر "نناشد جميع الشعوب المطالبة بالحرية والمؤسسات الإنسانية والقوات الضامنة المتواجدة هنا بأن تتحمل مسؤوليتها والقيام بواجبها الإنساني حيال الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا ويجب على النساء في جميع أنحاء العالم الاستمرار بالمقاومة والنضال لأن انتصار الإدارة الذاتية يعتبر انتصاراً للمرأة بكونها تسعى لحماية حقوق المرأة وهويتها".
ترتكز الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا على نظام الكومينات والمجالس ونظمت الإدارة نفسها في جميع مجالات الحياة على شكل مجالس وفروع ومكاتب وبالإضافة إلى العديد من المكاتب والهيئات التابعة للإدارة الذاتية. 
 
https://www.youtube.com/watch?v=9jz8hcoEP9s