'الإدارة الذاتية المشروع الأمثل للتعايش المشترك وضمان لحقوق المرأة'

أكدت عضوات المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا، أن مشروع الإدارة الذاتية هو المشروع الأمثل للتعايش المشترك ضمن التعددية، وضمان لحقوق المرأة

دلال رمضان 
كوباني ـ واحترام لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها ضمن التعددية واللامركزية.
بعد الأزمة السورية والتي بدأت عام 2012 وانتشرت في معظم المدن السورية، واتخذت مناطق شمال وشرق سوريا خاصةً الكردية على عاتقها قيادة الثورة مع جميع المكونات الأخرى العربية، الآشورية، السريانية، الأرمنية، الشركسية والتركمانية، لبناء نظام ديمقراطي يشارك فيها جميع المكونات والأطياف المتواجدة، نظام تعددي لامركزي، وبهذا انطلقت ثورة 19 تموز/يونيو والتي كانت شرارتها الأولى من مدينة المقاومة كوباني عام 2012. 
وفي الذكرى السنوية الأولى لثورة 19 تموز/يونيو، تم طرح مشروع الإدارة المرحلية للمنطقة، والذي لاقى ترحيباً من كافة الشرائح والمؤسسات والأحزاب السياسية، وعلى هذا الأساس اتفق مجلس شعب روج آفا والمجلس الوطني الكردي في سوريا على تبني المشروع والعمل من أجل تنفيذه، ووقع المجلسان في الثامن من أيلول/سبتمبر 2013 على 9 بنود للسير بالمشروع ، ليتم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية رسمياً في ثلاث مقاطعات، مقاطعة الجزيرة في 21 كانون الثاني/يناير 2014، وتبعتها مقاطعتا عفرين وكوباني بإعلان إداراتها الذاتية في الشهر ذاته، والتي تعتبر من أهم الخطوات التاريخية في ثورة روج آفا.
ويصادف 27 كانون الثاني/يناير الذكرى الثامنة لتأسيس الإدارة الذاتية في مقاطعة كوباني، وفي ذكراها السنوية الأولى تم الاحتفاء بتحرير المدينة من مرتزقة داعش 2015.
وأوضحت الرئاسة المشتركة لمكتب الشؤون الإدارية في إقليم الفرات أمينة حسي لوكالتنا، أن مشروع الإدارة الذاتية كان الحل الأمثل للأزمة السورية والتي بدأت منذ قرابة عشر أعوام "الإدارة الذاتية حافظت على جميع مكونات وشعوب مناطق شمال وشرق سوريا وسوريا عامةً من خلال مشروعها الديمقراطي ومشاركة جميع مكوناتها في الحياة الإدارية، بعد أن تركهم النظام السوري عرضة للإرهاب وشرد الآلاف منهم"، مشيرةً إلى أن "الإدارة الذاتية تعرضت للعديد من الهجمات الشرسة الداخلية والخارجية سواء من قبل النظام السوري أو الدولة التركية وحلفائها منذ بداية تأسيسها، إلا أنها صمدت في وجه جميع المخططات التي تسعى إلى تفكيكها والقضاء على مشروعها الديمقراطي".
 وأشارت إلى أن مشروع الإدارة الذاتية الذي مازال قائماً إلى الآن يعود "إلى نجاحها الدائم وإيمان شعوب المنطقة بأن الإدارة الذاتية هو المخرج الوحيد نحو الحل السياسي، والذي يضمن حقوق كافة المكونات وفق رؤية لا مركزية تعددية".
وبينت دور الإدارة الذاتية الديمقراطية في إبراز دور المرأة المهم في الحياة الاجتماعية والسياسية من خلال إشراكها في جميع المجالات "بجهود الإدارة الذاتية استطاعت المرأة ومن كافة مكونات شعوب شمال وشرق سوريا المشاركة في جميع نواحي الحياة ومنها السياسية على خلاف واقعها في ظل حكم النظام السوري الذي عمل على اتباع سياسية إقصاء المرأة وتهميش دورها بذريعة بعض العادات والتقاليد البالية والذي وقف عائقاً أمام تقدمها"، مؤكدةً أن المرأة استطاعت اثبات قدراتها في ظل الإدارة الذاتية "استطاعت المرأة الوصول إلى مراكز صنع القرار من خلال نظام الرئاسة المشتركة الذي عمل تغيير نظرة المجتمع للمرأة".
ولفتت إلى أن المرأة لعبت دوراً ريادياً في إصلاح المجتمع "استطاعت المرأة ومنذ تأسيس الإدارة الذاتية التخلص من الذهنية الذكورية التي حكم المرأة والمجتمع، وبات من المعروف بأن نجاح مشروع الإدارة الذاتية يكمن في الدرجة الأولى في تحرير المرأة وإشراكها في كافة المجالات حتى السياسية والعسكرية منها"، مبينةً أن نسبة مشاركة المرأة في الإدارة الذاتية ومشروعها بلغت 50%، وظهر دورها الواضح والملموس من خلال تأثيرها على نساء العالم أجمع لاتخاذ نموذج الإدارة الذاتية في العمل الإداري وخاصةً على مستوى الشرق الأوسط.
وفي ختام حديثها قالت أمينة حسي "اتمنى أن يكون عام 2022 مكللاً بالنجاحات على مستوى جميع المجالات وان تتجه سورية نحو حل سياسي ديمقراطي عن طريق الحوار السوري ـ السوري لإرضاء كافة مكونات الشعب السوري، وأن يكون مشروع الإدرار الذاتية مشروعاً ناجحاً ويحقق الأمن والاستقرار للمنطقة ويعمها السلام". 
ومن جهتها قالت عضوة المجلس التنفيذي في إقليم الفرات مزكين علي أن "مشروع الإدارة الذاتية هو المشروع الذي نادى به القائد عبد الله أوجلان لضمان أخوة الشعوب ومشاركة كافة مكونات شمال وشرق سوريا فيه، وضمن حقوق كافة المكونات وفي مقدمتها المرأة التي بشكل فعال في جميع المجالات بعدما كانت حياتها محصورة بتربية الأبناء وإدارة الأسرة".
وعن الصعوبات التي واجهتهم في العمل منذ تأسيس الإدارة الذاتية أوضحت أن "مشروع الإدارة الذاتية في بداية تأسيسه تعرض إلى العديد من الصعوبات والعوائق لأنه كان مشروع جديد ويطرح لأول مرة في المنطقة وخاصةً في المجال الإداري من حيث الرئاسة المشتركة والذي كان نظاماً جديد تشارك المرأة في إدارته واتخاذ القرار لأول مرة، وهذا دليل على مدى نجاح مشروع الإدارة الذاتية". 
فيما قالت الرئاسة المشتركة لمكتب المنظمات الإنسانية بيريفان عيسى "يصادف 27 كانون الثاني/يناير ذكرى تأسيس الإدارة الذاتية والذي بدأنا العمل فيه بعد تحرير مدينة كوباني من مرتزقة داعش عام 2015"، مشيرةً إلى أن مشروع الإدارة الذاتية تحضن جميع المكونات وهو مشروع إنساني لخدمة شعوب شمال وشرق سوريا ولضمان حقوقها وأمن المنطقة واستقرارها "مشروع الإدارة الذاتية لفت انتباه العديد من الدول وتكون محط الأنظار".
وأشارت إلى أن الاحتلال التركي يخشى مشروع الإدارة الذاتية "الاحتلال التركي يخشى من مشروعنا الديمقراطي الذي ينادى بالمساواة والعدالة الاجتماعية لأنها دولة قوموية ذو العلم الواحد واللغة الواحدة وتخشى من الدول والمناطق التي تسعى إلى تطبيق الديمقراطية ومشاركة المكونات في الحياة السياسية والاجتماعية"، لافتةً إلى أن الهجمات اليومية التي تتعرض لها مناطق شمال وشرق سوريا من قبل الدولة التركية ومرتزقتها ومحاولة احتلال مناطق أخرى والسيطرة على جغرافية المنطقة واستعمارها مرة أخرى تستهدف الإدارة الذاتية، موضحةً أن "الإدارة الذاتية هدفها حماية مكونات المنطقة وضمان حقوقها والدفاع عن أرضها والوقوف في وجه جميع المخططات التي تسعى إلى تفريق الشعب السوري وتشريدها ودمار سوريا".
 وفي ختام حديثها قالت بيريفان عيسى "أصبحت المرأة مستقلة خاصة في المجال الاقتصادي ويعود الفضل للإدارة الذاتية التي فتحت جميع المجالات أمام النساء"، ودعت جميع مكونات شعوب شمال وشرق سوريا إلى التكاتف والوقوف إلى جانب إدارتهم ومساندتها في وجه جميع الهجمات التي تتعرض لها، لأنها الحل الوحيد لضمان حريتهم واستقلالهم، وفق ما أوضحته بيريفان عيسى.