الإدارة الذاتية الديمقراطية... نظام بديل والحل الأمثل للأزمة السورية

نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية المستند إلى مشروع الأمة الديمقراطية سيكون الحل والنظام البديل للنظام الاستبدادية الذي بنى نفسه بإقصاء المكونات وطمس الهويات.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ شهدت سوريا خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر، العديد من التطورات والأحداث المتسارعة التي سرعان ما تم استيعابها من قبل شعوب المنطقة والعالم بدءاً من هجوم ما تسمى بـ "هيئة تحرير الشام" ومرتزقة الاحتلال التركي على مدينة حلب ومن ثم حماة وحمص وصولاً إلى الشام لتعلن عن إسقاط نظام بشار الأسد.

استغل الاحتلال التركي ومرتزقته هذه الأحداث والتغيرات المتسارعة في سوريا ليوسع هجماته على مناطق تل رفعت والشهباء واحتلالهما، كما طالت هجماته مناطق إقليم شمال وشرق سوريا منها مقاطعة منبج التي باتت تعاني الأمرين بعد دخول المرتزقة إليها خاصة بعد قرار قوات سوريا الديمقراطية بانسحاب قوات مجلس منبج العسكري في إطار حماية المدنيين من الهجمات خلال المعارك الطاحنة.

 

الأراضي السورية باتت ساحة للصراعات والمصالح الدولية

وحول الأوضاع والتطورات الأخيرة في الساحة السورية، أشارت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي بالإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا أفين سويد، إلى "الأوضاع في سوريا خاصة بعد ما يسمى ربيع الشعوب، فسوريا كان لها وضع جيوستراتيجي حيث كان هناك تدخلات خارجية بها ومراهنتهم بأن النظام الأسد سيسقط مباشرة، لكن ما ظهر على أرض الواقع أن هذه المراهنات كانت خاطئة فالأزمة السورية تعمقت وطالت على مدى أعوام، فالدول التي تدخلت في سوريا وأخذت مكان لها ظهرت بعد القوى العالمية على أرض منطقة الشرق الأوسط بعد إن لم يكن لها دور في هذه المنطقة".

وتابعت "وضع سوريا مختلف الآن عن باقي الدول، فالنظام السوري خلال الأعوام التي مضت لو استمع للشعب واعطاهم حقوقهم ولم يقصي أدوار المكونات كان بإمكانه أن يحل الأزمة العالقة، لكن كما قيمنا سابقاً الأوضاع في سوريا فالنظام السوري لم يكن صاحب إرادة لوضع الحلول للأزمة".

ولفتت إلى أنه "بدورنا كإدارة ذاتية في السنوات الماضية كان لنا سياسة واضحة في إقليم شمال وشرق سوريا لنعيش بسلام ومن خلال النقاشات نصل إلى الحلول المناسبة دون إقصاء أي مكون في المنطقة، حيث تم تحرير كل من منبج والرقة والطبقة ودير الزور من داعش وتم بناء إدارة ذاتية تخدم الشعوب، لكن اليوم وبسبب الهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته الأخيرة أضحى العديد من الأهالي مهجرين من منازلهم وتحاول الدول الإقليمية إبعادهم عن الحوار السوري السوري، فاليوم يقال سني علوي كردي عربي كل هذا يشير إلى مدى تعمق الأزمة السورية، فكافة المكونات والأقليات باتت تخشى على نفسها عما سيحدث لهم".

 

التطورات الأخيرة في سوريا وسقوط نظام الأسد

وأضافت "هذه الأحداث الأخيرة التي تظهر في الآونة الأخيرة هي أيضاً نزاعات، فسوريا باتت مقسمة وأصبح الشعب متفكك بين مكون وآخر، إلى جانب المعاناة التي يعيشها من فقر وتغيير ديمغرافي وتهجير قسري، فالحكومة الانتقالية التي أعلنت في دمشق كان تغيير أحدث صدمة لدى الشارع السوري وكافة العالم من هذا الانتقال السريع، كما أن الدول التي دعمت حكومة دمشق السابقة خلال 14 عاماً انسحبت بشكل فوري خلال أيام قليلة من حلب مروراً بحماة وحمص وصولاً إلى العاصمة دمشق لتعلن عن سقوط نظام الأسد، الأمر الذي أثار تساؤلات لدى الشعب السوري حول ما يحصل وكيف حدث كل هذا خلال أيام قليلة؟".

وحول الهجمات البربرية لمرتزقة الاحتلال التركي على مدينة الشهباء وتل رفعت وتهجير الآلاف من الأهالي قسراً من تلك المناطق خوفاً من ارتكاب مجازر بحقهم، قالت أفين سويد "في عام 2018 شاهد العالم بأسره المقاومة البطولية التي أبداها أهالي عفرين ضد الاحتلال التي دامت 58 يوماً أمام الهجمات التركية، كما تضامن معهم الأهالي في إقليم شمال وشرق سوريا، إلى جانب القوات المتشكلة من كافة المكونات التي توجهت إلى عفرين، وبعد احتلال المدينة بقي الشعب في مخيمات المقاومة بمدينة الشهباء في سبيل العودة لمدينتهم بعد تحريرها".

 

استقبال أهالي عفرين والشهباء وتل رفعت مثال على التكاتف الشعبي

بعد أن شنت مرتزقة الاحتلال التركي هجومها على مدينة تل رفعت والشهباء أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قام مجلس الشهباء وعفرين باتخاذ قرار لحماية الأهالي في تلك المناطق بنقلهم إلى المناطق الآمنة في إقليم شمال وشرق سوريا من خلال التعاون مع الإدارة الذاتية والأهالي الذين قدموا كل ما في وسعهم لتلبية احتياجات الوافدين.

وبينت أفين سويد أن الوافدين من تلك المناطق استقروا في كل من مدينة الطبقة والرقة والحسكة، مضيفةً "يروي الوافدين ما قاسوه من قتل واغتصاب وخطف وتهديد من قبل المرتزقة، لذلك كان قرار إخراجهم من تلك المناطق صائباً لحمايتهم، فهم بحسب ما أكدوه لا يستطيعون العيش تحت راية المرتزقة".

وفي 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، شن مرتزقة الاحتلال التركي هجوماً على مدينة منبج لاحتلالها، وحول ذلك قالت إن "الهجوم على منبج أيضاً كان نتيجة استغلال الاحتلال التركي ومرتزقتها للفوضى التي تشهدها سوريا، مما أتاح المجال أمامها لاحتلال المزيد من المناطق وارتكاب المجازر، وامتد الهجوم إلى سد تشرين وجسر قراقوزاق وعين عيسى وتل تمر وعلى كوباني أيضاً، ولمواجهة الهجمات كان هناك تنظيم من قبل الشعب".

وحول واقع المرأة في ظل كل هذه الأحداث والضرورة لبناء جبهة نسائية موحدة لمواجهة كافة الهجمات، أشارت إلى أن "الأحداث الأخيرة المتسارعة في سوريا جعلت كافة الأنظار تتوجه إلى دمشق، وطرح العديد من الأسئلة مثل، كيف سيكون واقع سوريا مستقبلاً؟، هل سيكون هناك تمثيل لكافة المكونات؟، وهل سيكون هناك مكان للمرأة في سوريا الجديدة؟، فالصراعات الأخيرة تضررت منها المرأة بالدرجة الأولى وهذا ما شاهدناه في منبج من خطف وقتل النساء بهدف كسر إرادتهن، فالنساء السوريات وخاصة في إقليم شمال وشرق سوريا قدمن تضحيات عديدة حتى نصبح ما نحن عليه اليوم".