13 عاماً على ثورة 17 فبراير... إلى أين وصلت المرأة الليبية؟

أكدت الناشطة والمدربة في بناء السلام وفض النزاعات وفاء هدية الشريف أن المرأة الليبية تعاني الانتقاص من حقوقها بعد أن قامت بثورة كانت العنصر الأبرز فيها، كما أنه لا يوجد تمثيل حقيقي يلبي طموحات النساء.

هندية العشيبي

بنغازي ـ لعبت النساء في الثورة الليبية دوراً بارزاً من خلال مشاركتهن في المسيرات التي خرجت عام 2011، بالإضافة لعملهن الجاد خلال السنوات التالية للثورة من أجل الحصول على حقوقهن في كافة المجالات، لكن الحكومات المتعاقبة لم تحقق طموحاتهن في تعزيز وجودهن السياسي والاقتصادي وتمكينهن من الانخراط بشكل أكبر.

تقول الناشطة والمدربة في بناء السلام وفض النزاعات وفاء هدية الشريف إن "النساء تواجدن بأعداد كبيرة في المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات خلال ثورة فبراير، ووجودهن دفع الرجال للاستمرار في الاحتجاجات، إلا أن المرأة الليبية على غرار باقي النساء في دول المنطقة تعاني الانتقاص من حقوقها وإبعادها عن الكثير من المجالات منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال الـ 13 عاماً للثورة، فلا يوجد حتى اليوم تمثيل حقيقي يلبي طموحات النساء وينال استحسانهن".

وعن المكاسب التي حققتها النساء عقب ثورة 17 فبراير أكدت أن "المرأة نجحت بشكل كبير في مجال العمل المدني على عكس الحكومي، فقد تولت نشاطات المنظمات والمؤسسات المدنية، وحظيت بفرصة لتعريف النساء بحقوقهن وتمكينهن سياسياً واقتصادياً لإثبات وجودهن، واليوم المجتمع المدني في ليبيا تقوده النساء وتؤثرن فيه بشكل فعال". مضيفةً "مشاركة النساء ضعيفة في جلسات الحوار الوطني الداعية لتوحيد الجهود وحقن الدماء بين القبائل والمدن والمناطق المختلفة، والتي لازالت تعقد بين الحين والآخر".

وعن مشاركة المرأة في عمليات السلام أكدت أن هذه العمليات تكون أكثر نجاحاً واستدامة إذا شاركت فيها النساء، مستشهدة بدورهن في فض النزاعات المسلحة التي وقعت في الجنوب الليبي "النساء مدركات لأهمية وجودهن ودورهن في عمليات السلام بالبلاد، لذلك بات من الضروري انطلاق مبادرات سلام بجهود نسوية".

وتطرقت وفاء هدية الشريف للاعتداءات التي تعرضت لها النساء عقب الثورة خاصة في فترة سيطرة الجماعات المتطرفة على البلاد، "نلاحظ انخفاض شعور النساء بالأمان نتيجة سيطرة المتطرفين وكان ذلك واضحاً في مرحلة البناء وتأسيس الحكومات، وعن نفسي أمر بلحظات كثيرة أفقد فيها شعور الأمان خلال عملي في بناء السلام وفض النزاعات".

وفي ختام حديثها نوهت لضرورة صياغة قوانين "حقيقية" لحماية النساء وتعزيز شعور الأمان لديهن، "يحب أن تتضمن هذه القوانين عقوبات رادعة وصارمة تحد من الاعتداءات المتكررة على النساء، سواء من الأسرة أو المجتمع أو حتى مجال العمل".