المرأة في خط الدفاع الأول لمواجهة الأمراض الموسمية
من الكومينات والمراكز الصحية إلى المنازل والأرياف، نساء إقليم شمال وشرق سوريا تقدن جهود التوعية الصحية، وتكسرن دائرة الخوف والشائعات.
أسماء محمد
قامشلو ـ في ظل الانتشار الواسع للأمراض الموسمية، وما يرافقه من مخاوف وشائعات، تبرز المرأة كعنصر محوري في إيصال المعلومة الصحية الدقيقة، ونشر ثقافة الوقاية، وتعزيز الطمأنينة داخل الأسرة والمجتمع، من خلال مشاركتها الفاعلة في الحملات والمبادرات التوعوية التي تشهدها مدن وأرياف إقليم شمال وشرق سوريا.
وتلعب المرأة دوراً أساسياً في بناء الوعي الصحي المجتمعي، مستندةً إلى حضورها المؤثر داخل الأسرة، وقدرتها على التواصل المباشر مع الأهالي، إضافةً إلى مشاركتها الواسعة في المؤسسات الصحية والمبادرات الميدانية.
وفي إقليم شمال وشرق سوريا، تتصدر النساء جهود التوعية الصحية من خلال تنظيم جلسات ومحاضرات في الكومينات والمراكز الصحية، واستهداف المدن والأرياف على حد سواء، بهدف نشر ثقافة الوقاية، وتشجيع مراجعة المراكز الصحية عند ظهور الأعراض الأولى، ولا سيما في أوقات انتشار الأمراض الموسمية.
وحول ذلك تؤكد إدارية مشفى الشعب في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا ميساء مطر أن دور المرأة في المجتمع لا يمكن حصره بزمن أو مجال معين، بل أن حضورها فاعل وأساسي في مختلف الميادين، لما تحمله من مسؤوليات مباشرة في حماية الأسرة وصحة المجتمع.
وأوضحت أن المرأة عنصر رئيسي في نشر التوعية بمختلف القضايا، ولا سيما القضايا الصحية، حيث تلعب دوراً محورياً في إيصال المعلومة الصحيحة وتعزيز السلوكيات الوقائية "هذا الدور يكتسب أهمية مضاعفة في ظل الظروف الصحية الراهنة، مع الانتشار الواسع للأمراض، فالمرأة تشكل خط الدفاع الأول داخل المنزل، من خلال توعية أطفالها وأفراد أسرتها بطرق الوقاية، ومتابعة حالتهم الصحية، وتشجيعهم على الالتزام بالإرشادات الطبية، واللجوء إلى المراكز الصحية فور ظهور الأعراض الأولى، ما يساهم في الحد من تفاقم الحالات المرضية وتقليل المخاطر".
ولفتت إلى أن دور العاملات ضمن هيئات ومؤسسات الصحة لا يقتصر على العمل الإداري أو الطبي داخل المشافي والمراكز الصحية، بل يمتد ليشمل المشاركة الفاعلة في الحملات والمبادرات التوعوية، التي يتم تنظيمها بشكل دوري في المدن والأرياف على حد سواء "هذه النشاطات تشمل جولات ميدانية ومحاضرات ودورات توعوية، يتم من خلالها التواصل المباشر مع الأهالي، وشرح سبل الوقاية والحماية من الأمراض، بأسلوب مبسّط وقريب من المجتمع".
جلسات صحية ميدانية
وأكدت ميساء مطر أن كوادر هيئة الصحة، ومن ضمنهم عدد كبير من النساء، انتشروا في مختلف المراكز الصحية، لتعزيز الوعي المجتمعي، والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الأهالي، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، ولا سيما الأطفال وكبار السن، إضافة إلى سكان المناطق الريفية، الذين يحتاجون إلى دعم توعوي وصحي أكبر.
وفيما يتعلق بجلسات التوعية الصحية أوضحت إدارية مشفى الشعب أن الكوادر الصحية ولا سيما العاملات في المجال الصحي، ينفذون جلسات توعوية ميدانية من خلال الانتشار في الكومينات والأحياء السكنية، إضافةً إلى المراكز الصحية "هذه الجلسات تنظم داخل الكومينات، وبذلك يكون التواصل مباشر مع الأهالي".
وجلسات التوعية كما بينت تتناول شرح طرق الوقاية، والإجراءات الصحية الواجب اتباعها في هذه المرحلة، إلى جانب توضيح الأساليب السليمة للتعامل مع الأعراض الأولية للأمراض، وأهمية الالتزام بالإرشادات الطبية وعدم التهاون في مراجعة المراكز الصحية.
وهذه الجهود تهدف إلى "إيصال المعلومة الصحية الدقيقة إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، وتعزيز ثقافة الوقاية، والحد من انتشار الأمراض، من خلال رفع مستوى الوعي الصحي لدى الأهالي، بما يسهم في حماية الصحة العامة وتقليل المخاطر الصحية، ولا سيما في ظل الظروف الراهنة".
تغيرات مناخية حادة
وأشارت إلى أن الكريب مرض ينتشر بشكل طبيعي في هذه الفترة من العام "يعتبر مرضاً موسمياً وطبيعياً في مثل هذا الوقت من العام، لا سيما في منطقتنا التي تشهد تغيرات مناخية حادة بين الحرارة والبرودة، إلا أن الجسم قد لا يكون جاهزاً بعد للتكيف مع هذه التقلبات المناخية، ما يجعل انتقال المرض سريعاً بين الناس، بسبب التجمعات حيث يسهل انتقال العدوى، هذا الطابع الموسمي للمرض يجعل من الضروري تكثيف الجهود التوعوية والوقائية، لضمان الحد من انتشار الحالات وحماية صحة الأهالي".
وأوضحت ميساء مطر أن أسباب انتشار المرض لا تقتصر على طبيعة الفيروس الموسمي، بل تتعلق بشكل أساسي بالإهمال وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية "الانتقال السريع للفيروس يحدث عندما لا يتبع أسلوب الوقاية الصحيح، مثل عدم ارتداء الكمامات أو تعقيم اليدين، أو التجمعات الكثيرة في الأماكن العامة، وكذلك عند التعامل مع العطاس والسعال بطريقة غير صحيحة. هذا الأمر لا يقتصر على الأماكن العامة فحسب، بل يشمل أيضاً المنزل".
ولفتت إلى قرار تعليق الدوام المدرسي بالقول أن هيئة الصحة تتابع الوضع عن كثب لتخفيف الضغط وتقليل احتمالية انتشار المرض "هذه الإجراءات الوقائية تعد من أهم الوسائل لحماية الفئات الأكثر ضعفاً، خصوصاً الأطفال وكبار السن الذين لديهم مناعة أقل، وفي حالة ظهور أي أعراض، يجب فوراً استشارة طبيب مختص لتقديم الرعاية اللازمة وضمان سلامة الجميع".
ليس خطيراً
وشددت ميساء مطر على أن الانتشار السريع لا يعني بالضرورة خطورة غير معتادة "بعض الشائعات المنتشرة حول الوفيات أو الحالات الخطيرة قد لا تكون دقيقة، فالمراكز والمستشفيات تحت السيطرة، والوضع العام مستقر، والحملات والجلسات التوعوية والمحاضرات التي تنفذ في المراكز والكومينات تساهم بشكل كبير في توعية الأهالي، والحد من مخاوفهم وتعزيز فهمهم لطبيعة المرض، والطرق الصحيحة للتعامل معه، ما يساهم في تعزيز ثقافة الوقاية والاطمئنان داخل المجتمع"، مؤكدة أن التوعية تعد ركناً أساسياً في جميع المجالات.