يحركنَّ عجلات دراجاتهنَّ الهوائية نحو مستقبل أفضل للمرأة

انضمت عشرون فتاةً إلى فريق قيادة الدراجات، وعلى الرغم من أنها تجربة غير مألوفة في شمال وشرق سوريا

نورشان عبدي 
كوباني ـ ، تُحرك اليوم الشابات عجلات دراجاتهن نحو مستقبل تكون فيه المرأة أكثر حرية.
ترتبط المجتمعات في شمال وشرق سوريا بعادات وتقاليد قديمة، تقيد حرية النساء، وتمنعهن من المشاركة في العديد من المجالات، ومنها المجال الرياضي، فلا يحق للمرأة ركوب الدراجات الهوائية، واليوم المرأة الشابة تعمل على تغيير هذا الواقع.
تقول الإدارية في مكتب الألعاب الخاصة بالمرأة في مدينة كوباني ميديا محمد، عن تأسيس اتحاد المرأة الشابة فريقاً لقيادة الدراجات الهوائية للشابات، في الأول من شباط/فبراير 2021، "يُعد هذا الفريق الأول على مستوى إقليم الفرات، وعلى الرغم من أنها تجربة حديثة انضم إليه عشرون فتاةً ضمن مجموعتين، كل واحدة تضم عشرة فتيات، تتراوح أعمارهن بين الـ 15 و23 عاماً".
ويتدرب الفريق في كل يوم مدة ساعتين، إذ خُصص لكل مجموعة ساعة واحدة في مركز مدرسة تعليم القيادة التابعة لقسم المرور في المقاطعة "خضعت الفتيات لمدة شهر، لعدد من التمارين الرياضية الجسدية، ومن ثم تدربن على قيادة الدراجات لمدة 15 دقيقة".
وعن مشاركات الفريق منذ تأسيسه "نظمت إدارة الفريق في السابع من آذار/مارس هذا العام، بطولة للدراجات الهوائية، قطعت خلالها المشاركات مسافة 200 متر". 
ومع تأسيس الفريق تشجعت الشابات لركوب الدراجات الهوائية والحديث لميديا محمد عن الهدف منه، "هدفنا كان تحفيز الفتيات اللواتي يردن قيادة الدراجات الهوائية، ويحول ذلك دون خوفهنَّ من نظرة المجتمع والعادات والتقاليد". 
وظهر أول نموذج لدراجة مزودة بسلسلة في عام 1885، ومنذ ذلك الوقت طرأت العديد من التغيرات عليها حتى وصلت إلى شكلها الحالي، وتشير إلى أن اللاعبات في الفريق يقدنَّ دراجات متوسطة الحجم من النوع الجيد "من المهم أن تتناسب الدراجات مع أعمار اللاعبات ليتمكنَّ من التَّحكم بها، ونؤمنها لهنَّ بحسب إمكانياتنا المحدودة".
وتؤكد الإدارية في مكتب الألعاب الخاصة بالمرأة ميديا محمد، أنه يتم العمل على تشكيل فرق أخرى للنساء لقيادة الدراجات الهوائية، وسيتلقينَّ دروس يومية على القيادة في الأيام المقبلة. 
 
 
مرجان حاجي (15) عاماً، إحدى عضوات فريق الدراجات الهوائية، تصف تجربتها لنا "منذ ثلاث أشهر حققت حلم طفولتي، عبر انضمامي للفريق، وشجعتني في ذلك عائلتي، مما سهل الأمر عليَّ، فهنالك العديد من الفتيات اللواتي يقدنَّ الدراجات في الشَّوارع".
وتلقت التدريبات على القيادة بشكل يومي، وعن الصعوبات التي واجهتها تبين "عانيتُ من آلام في عضلات قدميَّ ومفاصلي، ولكنني الآن قادرة على ممارسة تدريبات الإحماء بسهولة والانتقال للقيادة مباشرةً".
وتواصل "سنُكمل تجوالنا على الدراجات الهوائية في المدينة، حتى يصبح الأمر طبيعياً، من أجل أن نتمكن كفتيات أن ننشر مبدأ المساواة بين المرأة والرجل ليس في القيادة فقط بل في كافة المجالات".
 
 
تليناز علي (15) عاماً، الحائزة على المرتبة الأولى في المسابقة التي نُظمت، تُعبر أنها كانت جزءاً من هذا الفريق، لأنها أحبت ذلك.
وتقول أن لركوب الدراجات الهوائية العديد من الفوائد كـ "خسارة الوزن، والحفاظ على البيئة، والصحة النفسية والجسدية".
وتضيف "كفريق ننظم جولات ترفيهية للاعبات، ونقود الدراجات في شوارع المدينة بشكل يومي، ونقطع مسافة تقارب الـ 2 كيلو متر في كل 15 دقيقة".
وتؤمن تليناز علي بضرورة العمل الدؤوب لتحقيق أحلامها، والمشاركة مع فريقها في المُسابقات والفعاليات، ليس فقط على مستوى مدينة كوباني، بل على نطاق أوسع.