شابات تطورن الألعاب الرياضية وتشكلن فرق نسائية

تسعى هيئة الشباب والرياضة في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا إلى تطوير ورفع مستوى الألعاب الرياضية، وتشكيل فرق نسوية قادرة على ممارسة كافة الألعاب والنشاطات الرياضية.

نورشان عبدي

كوباني ـ عملت المرأة في شمال وشرق سوريا منذ بداية انطلاقة ثورتها على توعية وتمكين ذاتها في كافة المحافل الحياتية كالرياضة حيث تحدت كل الظروف والعادات والتقاليد المجتمعية التي كانت تعارض انخراطها في هذا المجال.

تشارك الفرق النسائية في إقليم الفرات بمعظم الألعاب الرياضية منها كرة القدم والطائرة وكرة الطاولة وفرقة الدراجات الهوائية، وباتت هذه الفرق قادرة على اللعب على مستوى المقاطعة والإقليم وشمال وشرق سوريا وأيضاً على مستوى سوريا.

 

"بنضالها كسرت المرأة مفهوم العيب والحرام"

وفي سياق تطور الألعاب الرياضية النسوية في إقليم الفرات وبشكل خاص في مقاطعة كوباني تحدثت وكالتنا مع الرئيسة المشتركة لمجلس الرياضة في إقليم الفرات هوشين شمسي حول تطور دور المرأة في المجتمع والحياة قائلةً "نستطيع القول بأن النساء كن تعانين من التهميش في كافة مجالات الحياة منها السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الرياضة، فقد انحصر دورهن على العمل في المنزل وتربية الأطفال، هو أمر ليس بجديد فالنساء منذ آلاف السنين تعشن تحت وطأة ظلم الذهنية الأبوية والسلطوية".

وأكدت على أن النساء حرمن من أبسط حقوقهن وتم تهميش دورهن في ظل مفاهيم مجتمعية "في جميع المجتمعات دائماً المرأة هي من تعاني من قيود العادات والتقاليد والمفاهيم البالية التي تجعل من المجتمع رجعياً لا يملك الوعي الكافي من الناحية الفكرية، النساء ظُلمن وعانيين الكثير من مفهوم العيب والحرام، فالمجتمع يرى أن عمل المرأة خارج منزلها أو ممارستها للرياضة معيباً، هذه المفاهيم قيدت النساء وضيقت عليهن الخناق".

وعن دور ثورة المرأة في روج آفا، في منح النساء دورهن الحقيقي في المجتمع، توضح "بعد انطلاقة ثورة المرأة في روج آفا عام 2012 شهدت المنطقة تطورات ملحوظة في مجالات الحياة، ولأن النساء هن من بدأن هذه الثورة اندمجن بشكل أكبر في المجتمعات وطورن ذاتهن ومستوى وعيهن، بعد 10 أعوام من النضال والمقاومة التي أبدتها المرأة في شمال وشرق سوريا أحرزت العديد من المكتسبات في كافة النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والخدمية، منها انخراطها في مجال الرياضة".

وأشارت إلى أن نضال ومقاومة المرأة في ثورة روج آفا وكسرها لقيود المجتمع جعل منها مثالاً تحتذي به نساء الشرق الأوسط والعالم "استطاعت المرأة بنضالها ومقاومتها كسر القيود التي كانت تكبلها وحطمت المفاهيم التي حرمتها من ممارسة أبسط حقوقها ومواهبها، فقد كان من المعيب على المرأة أن تقود الدراجة الهوائية أو لعب كرة القدم أو ممارسة أي نوع آخر من الألعاب الرياضية".

وعن مخطط عمل مكتب الألعاب النسوية في إقليم الفرات توضح "نسعى في هيئة الشباب والرياضة إلى تشكيل فرق خاصة بالمرأة في كافة الألعاب والرياضات وبشكل خاص في التايكواندو وكرة الطارئة وغيرها لكي تستطيع اللاعبات المشاركة في كافة البطولات القادمة"، وأضافت "أوجه رسالة للشابات اللواتي تمتلكن مواهب خاصة بالرياضة بأن تقصدن مكتب الألعاب النسوية ضمن الهيئة من أجل تنمية مواهبهن وتطوريها بشكل جيد وأفضل، وألا تنال منهن العادات والتقاليد البالية، لكي نعمل معاً على تطوير مستوى المرأة في الرياضة".

 

"بانضمامي لبطولات الرياضة تحديت المجتمع"

وفي سياق مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية أوضحت لاعبة كرة الطاولة روهان أوسو البالغة من العمر 20 عاماً "عندما كنت في المدرسة لطالما أحببت كثيراً ممارسة مختلف أنواع الرياضات، وقد كنت أشارك في المباريات المدرسية لكرتي السلة والقدم، حبي وشغفي بالرياضة دفعاني إلى تطوير نفسي وموهبتي في مجال الرياضة، وحتى أثبت للجميع والمجتمع والعائلة بأن الرياضة لم تكن حكراً على الرجال والشبان فقط، بل إن الرياضة هي من حق المرأة أيضاً، فالمجتمع والتقاليد دائماً كانا يمنعانها من ممارسة حقوقها، فعندما كنا نحن الفتيات نعلب مع بقية الأطفال في الحي كان الكبار يقولون لنا من المعيب أن تلعب الفتيات أي نوع من الرياضات".

وأضافت "لكن حبي وشغفي لكرة الطاولة مدني بالشجاعة والقوة لكي أخرج من القالب المجتمعي، وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهتني لن أتراجع عن هدفي في ممارسة رياضتي المفضلة"، وعن رياضتها المفضلة تقول "بعد انضمامي للكثير من النوادي الرياضية اخترت تطوير وتمكين نفسي في لعبة كرة الطاولة، ونظراً لمحبتي وشغفي بها استطعت تحقيق الكثير من التقدم في هذه اللعبة خلال أربعة أعوام منذ بداية انطلاقتي، وأثبت أن المرأة قادرة على كسر القيود المفروضة عليها".

وأوضحت أنها شاركت في تدريبات مكثفة على مدى شهرين لصقل مهاراتها في لعبة كرة الطاولة، مشيرةً إلى أنها شاركت في العديد من البطولات وعلى مستويات مختلفة منها بطولات على مستوى الإقليم ومستوى شمال وشرق سوريا في لعبة كرة الطاولة "مشاركتي في هذه البطولات كانت تجربة جيدة بالنسبة لي، لكنني أثبتت أن إرادة المرأة أقوى من توقعاتهم السلبية، وشاركت ونجحت في هذه التجربة وكانت خطوة مهمة في طريقي الطويل الذي أسلكه في هذه اللعبة".

وفي ختام حديثها وجهت رسالة تشجيعية لشابات كوباني خصوصاً وشمال وشرق سوريا عموماً "يجب على كافة النساء والشابات أن تكسرن القيود المجتمعية، وأن تصقلن مواهبكن دون خوف أو تردد، حتى تستمر ثورتنا".