لأول مرة... مصرية تصل لنهائي بطولة العالم للمصارعة

تستعد بطلة المصارعة سمر حمزة للمشاركة في أولمبياد باريس لعام 2024، والحصول على الميدالية الأوليمبية.

نيرمين طارق

القاهرة ـ رغم الصعوبات والانتقادات التي واجهتها، قررت سمر حمزة ممارسة رياضة المصارعة، بعد أن بدأت مسيرتها الرياضية بلعب الكاراتيه، لرغبتها في الفوز بميدالية أولمبية.

قررت بطلة المصارعة سمر حمزة اعتزال اللعبة بعد أولمبياد طوكيو عام 2021، لعدم حصولها على الميدالية الأوليمبية التي كان ينتظرها الشعب المصري من بطلة نجحت في الحصول على العديد من الميداليات الدولية مثل الميدالية البرونزية في بطولة البحر المتوسط عام 2018.

إلا أنها تراجعت عن قرار الاعتزال وعادت بقوة بعد أولمبياد طوكيو لتفوز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم للمصارعة الحرة عن وزن 76 كيلو غرام عام 2021، كما أصبحت أول لاعبة مصرية تصل لنهائي بطولة العالم للمصارعة التي أقيمت في صربيا بعد فوزها على وصيفة بطلة العالم لعام 2021 الأستونية إيبي مايي، وحصولها على فضية تاريخية في إنجاز لم يتحقق من قبل.

وعن أحلامها وفوزها بالميدالية الفضية، تقول سمر حمزة البالغة من العمر 27 عاماً، أنها بدأت مسيرتها الرياضية بلعب الكاراتيه عندما كانت في الثالثة عشر من عمرها، ولكنها قررت الاتجاه للمصارعة عام 2013 بسبب رغبتها في الفوز بميدالية أولمبية، مشيرةً إلى أن رياضة الكاراتيه لم تكن من بين الرياضات التي تشترك في دورة الألعاب الأولمبية.

وأوضحت أنه لم يكن من السهل على أسرتها احترافها المصارعة التي تجعلها تسافر كثيراً خارج مصر فهي الابنة الوحيدة، ولكن والدتها شجعتها رغم أن ممارسة الرياضة تجعلها تقضي الكثير من الوقت في القاهرة بعيداً عن أسرتها في الإسكندرية.

وبينت أنها شاركت في العديد من البطولات الدولية، فقد مثلت مصر في أوليمبياد ريو ديو جانيرو عام 2016 وأولمبياد طوكيو عام 2021، كما أنها فازت بالميدالية الذهبية في بطولة الجائزة الكبرى للمصارعة والمركز الثالث في بطولة دانكلوف ببلغاريا.

وأشارت إلى أن الفتاة التي تمارس رياضة قتالية في الوطن العربي تتعرض للعديد من الانتقادات، ويرجع ذلك لغياب الوعي، لافتةً إلى أنها تسعى إلى إثبات أن الفتيات بإمكانهن ممارسة أي رياضة كانت، وترى أن تغيير نظرة المجتمع تجاه ممارسة الفتيات للمصارعة يتطلب إظهار إنجازات لاعبات المصارعة.

وترى أن المصارعة النسائية في مصر تفتقد الإمكانيات المطلوبة، فهي تتدرب بإمكانيات بسيطة جداً، كما أن الأسر المصرية مازالت تعارض رغبة الفتيات في ممارسة المصارعة نظراً لما تتعرضن له من انتقادات، وهو السبب في قلة عدد لاعبات المصارعة في مصر.

وحول قرار الاعتزال الذي اتخذته بعد أولمبياد طوكيو، أوضحت أنها تراجعت عن القرار نظراً لدعم زملائها الذين شجعوها كثيراً على العودة، كما إنها شعرت أنه بإمكانها تحقيق إنجاز تاريخي وهو ما حدث بوصولها للنهائي رغم الإمكانيات البسيطة المتاحة لها كلاعبة مصارعة مصرية، فلم يتوقع أحد وصولها للمباراة النهائية نظراً لوجود لاعبات من دول تتميز بالتفوق في المصارعة.

ولفتت إلى أنها تستعد حالياً للمشاركة في أولمبياد باريس لعام 2024، وهي تتدرب بشكل يومي وتحاول التركيز على تحقيق هدفها في الحصول على ميدالية أوليمبية في الدورة القادمة من خلال إعداد بدني يتضمن المشاركة في العديد من البطولات الدولية.

وعن الصعوبات التي واجهتها قالت أنها واجهت العديد من الصعوبات وكان أبرزها عندما قررت إنقاص وزنها من 82 كغم إلى 68 حتى تتمكن من المشاركة في دورة ألعاب البحر المتوسط، فلم يكن وزنها من ضمن الأوزان المدرجة في البطولة ونجحت في الفوز بالمدالية البرونزية في وزن جديد لم تعتاد عليه، كما يعد عدم وجود لاعبات للتدريب معها من ضمن المشاكل التي تواجهها على حد قولها.

وأكدت أن المصارعة منحتها العديد من الفرص الجيدة مثل تكوين صداقات مع لاعبات من دول أجنبية، ولكنها حرمتها من الكثير من الأشياء بسبب التدريب اليومي والسفر المستمر كعدم تمكنها من الالتحاق مباشرة بالجامعة بعد الثانوية العامة. وتطالب الفتيات بتجاهل المحبطين حتى تتمكن من الوصول لهدفهن.