لاعبات جزائريات عالميات توجن في الألعاب الأولمبية البارلمبية 2020

واجهت اللاعبات الجزائريات اللواتي شاركن في دورة الألعاب البارلمبية، تحديات كثيرة بين التدريب والمنافسة، لتحقيق أرقام قياسية والتتويج بالميداليات الأولى في رياضات مختلفة في أولمبياد طوكيو 2020

نجوى راهم
الجزائر ـ .
حققت اللاعبات من ذوي الاحتياجات الخاصة إنجازات رياضية في الألعاب البارالمبية 2020، فقد تمكن من الفوز بالميداليات الثلاث ذهبية وفضية وميداليتين برونزيتين.
 
شيرين عبد اللاوي 
تقول اللاعبة شيرين عبد اللاوي البالغة من العمر 23 عاماً، التي بدأت مسيرتها الرياضية في المدرسة لوكالتنا، أنها كانت شغوفة باللعب وركوب الخيل وسباقات الجري والنزال، وكانت تحلم بميدالية، أقصى أمنياتها أن يتعرف عليها الناس أو أن يذكروا اسمها، لكنها اليوم ترفع علم بلدها الجزائر عالياً "لم يكن سهلاً عليَّ الوصول إلى ما أنا عليه اليوم".
اختارت شيرين عبد اللاوي ممارسة رياضة الجيدو لتكون لاعبة محترفة في المنتخب الوطني "كنت شقية في الحي وموهوبة في ممارسة الرياضة وهو ما ساعدني على حفظ الحركات بسرعة وإعادة تطبيقها على مختلف التمرينات الرياضية، وهذا ما شجعني على تطوير قدراتي في الرياضة والجيدو". 
رغم إعاقتها البصرية إلا أن عزيمتها وإصرارها مكناها من تحقيق طموحها في الوصول إلى العالمية وتمثيل بلدها في المحافل الدولية، لتكون أصغر لاعبة جزائرية في بارالمبيات عام 2016 بمدينة ريو دي جانيرو في البرازيل وهي في السابعة عشرة من عمرها "كانت أول مشاركة بطولية لي، لم أكن أعرف شيئاً عن أهمية هذه الألعاب، ولكن كنت مؤمنة بقدراتي رغم الخوف والمسؤولية وقلة الخبرة، وحصلت آنذاك على الميدالية البرونزية كنت سعيدة جداً بتحقيق هذا الفوز".
دعم ومساندة أهل البطلة البارالمبية لها منذ بداية مسيرتها الرياضية كانت مصدر القوة والثقة التي تكتسبها شيرين عبد اللاوي رغم نظرة المجتمع النمطية لذوي الإعاقة، وعن ذلك تقول "الأهل هم الدرجة الأولى في كسب الثقة لأبنائهم سواء كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أم أصحاء، من أجل الاندماج داخل الأسرة والمجتمع، كما أن الإعاقة لم تكن ولن تكون سبب أو عائق في ممارستي وحبي للرياضة". 
رغم جائحة كورونا وتفاقم الأزمة الصحية في الجزائر ورغم صعوبة التحضيرات ونقص الإمكانيات وإلغاء كل الفعاليات الرياضية خارج البلاد، إلا أن هذه الظروف لم تثبط من إرادتها في الاستفادة من فرض الحجر المنزلي في فترة انتشار الوباء من جانب إيجابي في التحضير والتمرن للألعاب، حيث افتكت بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب البارالمبية 2020 في منافسات وزن 52 كلغ سيدات.
وقد عينت البطلة البارالمبية شيرين عبد اللاوي بعد حصولها على أول ميدالية ذهبية للجزائر، سفيرة النوايا الحسنة من قبل هيئة الأمم المتحدة لمدة سنة في الرابع عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، وعن ذلك تقول "شرف كبير لي أن أكون سفيرة النوايا الحسنة وسأستفيد منها للتعريف برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اتمنى من المجتمع أنه يقدر قيمة المرأة الجزائرية ويدعمها من أجل تمثيل الجزائر في الداخل والخارج".
 
مونيا قاسمي
لم تكن البطلة البارالمبية الجزائرية البالغة من العمر 31 عاماً، بعيدة من قائمة الأسماء المرشحة في ألعاب القوى في رمي الصولجان للسيدات في طوكيو، لكنها ورغم شح الإمكانيات والظروف الصعبة التي مرت بها أثناء التحضيرات والتدريبات للألعاب البارالمبية 2020، فقد فجرت مفاجأة في هذه الألعاب بفوزها بالميدالية البرونزية رفقة زميلاتها من اللاعبات من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
حصلت مونيا قاسمي التي بدأت اللعب وهي في السابعة عشرة من عمرها والتحقت بنادي "أوراس للتحدي" للمعاقات حركياً بولاية باتنة شرق الجزائر، على 8 ميداليات من مختلف المعادن، واحتلت المرتبة التاسعة في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2011، كما حصلت على المرتبة الثانية في دورة الألعاب البارالمبية الصيفية بلندن سنة 2012، لتتوالى بعد ذلك التتويجات بحصولها على الميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2015 في الدوحة، وبرونزية في مونديال بارا أولمبيك سنة 2019. 
تقول مونيا قاسمي وهي بطلة بارالمبياد عام 2020، أنها توجت بالميدالية البرونزية رغم إعاقتها، "كلما أعتلي منصات التتويج تغمرني فرحة عارمة وأنا أرى راية بلادي ترفرف عالياً، أنا سعيدة جداً بالتتويج في بارالمبيات طوكيو هذه السنة".
 
صفية جلال 
دخلت البارالمبية الجزائرية صفية جلال، التاريخ بعدما أصبحت أول لاعبة تحرز ميدالية ذهبية في منافسات رمي الجلة، محققةً مسافة إحدى عشر متر في ألعاب أولمبياد طوكيو 2020. 
وقالت صفية جلال "هذا التتويج لم يكن سهلاً، جاء بعد التهميش والإلغاء، سعيدة أنني رفعت راية بلدي في طوكيو 2020"، وعبرت بحرقة بالغة عن حجم المعاناة والتهميش الذي عاشته خلال فترة التدريبات، "لم أستفد من أي بطولات ولم أحظى بتدريبات كافية للتحضير للدورة البارالمبية، ولكن توفقت وحصلت على الميدالية، سأكون حاضرة دائماً في كل المحافل الدولية". 
وقد توجت صفية جلال بعدة ميداليات من مختلف المعادن منذ عام 2004 في دورة الألعاب البارالمبية الصيفية في أثينا وميدالية فضية في دورة 2012 بلندن في مسابقة رمي الرمح.
ويذكر أن بطلات الجزائر من ذوي الاحتياجات الخاصة تمكنَّ من تحقيق الفوز ونتائج مشرفة خلال فعاليات الدورة الـ 16 للألعاب البارلمبية في اليابان، حيث يوجد في رصيد الجزائر 12 ميدالية عالمية 4 ذهبيات و4 فضيات و4 برونزيات مكنتها من الحصول على المرتبة الأولى إفريقياً وعربياً، تليها تونس والمغرب، والمركز الـ 28 عالمياً.