'لا أعترف بالإعاقة بل بالنجاح والحياة'

رشا الشيخ ابنة المنطقة الشرقية وبطلة المنتخب الوطني للرياضات الخاصة "القوى البدنية" منذ عام ٢٠٠٠، لاعبة لا تعترف بالنقص وتتحدى المستحيل، تحدت إعاقتها الجسدية ونظرة المجتمع والمسافات بين مدينتها دير الزور ومدينة دمشق لتزين مسيرتها بالتتويج والفوز بالميداليات الذهبية

أماني المانع
دمشق ـ .
للتعرف على مسيرة البطلة العالمية رشا الشيخ البالغة من العمر 45 عاماً، الرياضية وإنجازاتها، كانت لوكالتنا وكالة أنباء المرأة معها الحوار التالي:
 
متى وكيف كانت انطلاقة التحدي عند رشا الشيخ؟
انطلاقتي الأولى كانت بعمر ٢٢ عاماً كانت من نادي العمال بدير الزور، حين عرض علي المدرب محمد عسكر  أن أتمرن في النادي حيث تتوفر ألعاب الرياضات الخاصة، فكان بالنسبة لي المشجع والداعم، وهناك سعدت بوجود رياضات خاصة بالمعاقين وهي تسعة ألعاب خاصة "كرة سلة، كرة الطائرة، بينبون، سباحة وغيرها"، فاخترت لعبة رفع الأثقال التي تندرج ضمن ألعاب القوى البدنية، كانت البداية مشجعة لأنني استطعت حمل 50 كيلو غراماً، وصادف في الوقت ذاته أن كان هناك انتقاء للمنتخب الوطني للرياضات الخاصة لكأس العالم في الإمارات، فخضعت لمجموعة اختبارات ونجحت بها، ثم انضممت إلى معسكر دمشق وتم تدريبي لأمثل سوريا في بطولة كأس العالم في الإمارات عام 2000، وحصلت حينها على الميدالية الذهبية.
 
كيف تمكنتِ من تطوير مهاراتك والتدرج بنجاحاتك؟
أولاً اعتمدت على الغذاء السليم والمتوازن ولعبت الكثير من تمارين التقوية، والتزمت التزاماً تاماً ببرنامج المدرب، كما ودعمت جسمي بالمكملات الغذائية والفيتامينات والبروتينات التي تعد من أهم الدعائم والضروريات، إلا أن تلك المكملات التي تقدم لنا من قبل الاتحاد الرياضي ليست بكافية، فقد تضاعف سعر هذه المكملات بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مما يشكل عبئاً مادياً كبيراً عليناً وعلى الاتحاد.
 
حدثينا عن البطولات المحلية والدولية التي شاركت بها
بعد حصولي على الميدالية الذهبية في كأس العالم بالإمارات عام ٢٠٠٠، توالت مشاركاتي ونجاحاتي حيث أهلني هذا النجاح للمشاركة في بطولة الشرق الأوسط الأفريقية التي أقيمت في الأردن عام 2002 وحصلت خلال البطولة على الميدالية الذهبية، وحصلت على الميدالية البرونزية خلال مشاركتي ببطولة العالم في كوريا الجنوبية عام ٢٠٠٦، بعد أن استطعت حمل ١١٧ كيلو غراماً، ثم تأهلت لأولمبياد بكين عام ٢٠٠٨، واستطعت خلال المشاركة فيها حمل ١٢٠ كيلو غراماً، كما وحصلت على ذهبية آسيا في ماليزيا عام 2014، وكذلك فضية الدول العربية في مصر عام 2015، وفي عام 2014 حصلت على فضية الدورة الآسيوية في كوريا الجنوبية، لأنال بعدها في كأس العالم بماليزيا الميدالية الذهبية. 
 
بماذا تردين على من يجدون بعض الرياضات غير مناسبة للنساء؟
منذ سنوات كان المجتمع ينظر للمرأة في أي مجال رياضي وفي الرياضات الخاصة بالتحديد، نظرة الدهشة والغرابة، لكن من خلال تطور المسيرة الرياضية، والانفتاح الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة وما تحققه المرأة الرياضية من نجاحات، أصبح هناك متابعين ومشجعين لنا كنساء. إن المرأة مثل الرجل تمتلك القوة والإرادة، وها هي تشاركه اليوم في جميع مجالات العمل والنجاح والتميز.
 
ما أبرز المشاكل والعقبات التي صادفتكِ؟
بداية مشواري كان من مدينة دير الزور، وقد كان الأمر بالنسبة لأبناء المنطقة الشرقية غريباً أن تخوض امرأة من ذوات الإعاقة الجسدية هذا المجال وأن ترفع الأثقال، لكنني وجدت التشجيع من والدي ووالدتي التي كانت ترافقني إلى التمارين، ولا زالا إلى اليوم يشجعاني ويسعدان جداً بنجاحاتي وفوزي في البطولات.
عانيت كذلك في البداية من صعوبة التنقلات بين البيت والنادي خلال فترة تدريباتي، لكن الاتحاد الرياضي أمن لي وسيلة نقل، اليوم ما نعانيه وما نتمنى أن نجد له أذناً صاغية هو تأمين المكملات الغذائية والتي نستخدمها كمعوض غذائي، ففي دول العالم يجد اللاعبون المتميزون شركات أو رجال وسيدات أعمال يقدمون لهم الرعاية والدعم، أما في سوريا رغم الدعم الذي يقدم لنا إلا أنه غير كافٍ، ويذهب معظمه للاعبي كرة القدم، نتمنى أن ننال الدعم الخاص الذي يناله اللاعبون واللاعبات في العالم. 
 
كيف حولت ألعاب القوى من رياضة تمارسينها لنمط حياة وماهي البطولات التي تستعدين للمشاركة فيها؟
ألعاب القوى البدنية علمتني القوة والثبات والإرادة والتصميم والصبر، فاعتمدتهم كسبل نجاح في حياتي، وكلما نجحت كنت أتوق وأسعى لنجاح أكبر فمن بطولات عربية إلى آسيوية إلى عالمية إلى أولمبياد. 
أستعد حالياً للمشاركة في بطولة كأس العالم التي ستقام في نهاية أيار/مايو 2021، ثم بطولة كأس العالم بجورجيا في الشهر ذاته، وكذلك سأشارك في بطولة ثالثة لكأس العالم بالإمارات التي ستقام في حزيران/يونيو 2021.