كرة الطائرة للسيدات خطوة هامة نحو التغيير

تُحلق كرة الطائرة فوق الشّباك لتحمل أحلام اللاعبات في شمال وشرق سوريا. لعبة كرة الطَّائرة تتغذى بالحماس المُتدفق من أعين الفتيات الطَّموحات

روبارين بكر
الشهباء ـ ، اللواتي يدربنَّ أنفسهنَّ ليبدعنَّ بهذه الرياضة. 
انطلقت أول بطولة عالمية للسيدات في لعبة كرة الطائرة عام 1952، وانتشرت مشاركة المرأة في هذه اللعبة في كافة أنحاء العالم، إلا أنه وفي شمال وشرق سوريا تعتبر هذه الرياضة حديثة العهد على المرأة.
ساهمت ثورة روج آفا في تموز/يوليو 2012 بفتح مجالات عديدة أمام النساء، ومنها مجال الرياضة الذي لم يكن يلقى اهتماماً قبل ذلك، كما كانت النساء مبعدات عنه لأعراف اجتماعية.
كابتن فريق السيدات لناحية تل قراح ليندا الشيخ تقول لوكالتنا "بدأت بممارسة لعبة كرة الطائرة في أواخر عام 2020، بعد تأسيس الفرق في كل من تل رفعت، وشيراوا، وتل قراح، ومخيمي برخدان وسردم، وكان تدريبنا يومين في الأسبوع، لمدة ساعة أو ساعتين فقط". 
لم تخلو تجربة الشابات من الصعوبات كما تشير ليندا الشيخ لكنهنَّ استمرينَّ في اللعب "عانينا تشنج في العضلات نتيجة ممارستها لأول مرة، ومن خلال تدريباتنا المُتواصلة أصبح جسمنا مرناً، وحققنا تقدماً ملحوظاً في المُستوى واللياقة".
وعن تجربتها في اللعب، تبين "استجمعت كل قوايَّ حتى يزول الشَّعور بالضَّعف، وعدم القدرة الكاملة على اللعب، من خلال التَّدريبات والمُشاركة في المباريات الودية بين الفرق، واليوم بتُ كابتن الفريق".
من خلال تجربتها القصيرة في كرة الطائرة تجد أن اللاعبات اللواتي يرغبنَّ بممارسة الرياضة عليهنَّ أن يتمتعنَّ بصفات معينة "اللاعبة عليها أن تمتلك القدرة على اللعب بشكل احترافي ومميز، واللياقة، والمرونة، والثبات، والتَّركيز القوي". 
وتوزع اللاعبات ضمن لعبة كرة الطَّائرة على شكل ثلاث لاعبات قرب الشباك، اثنتين في الدفاع، ولاعبة في الوسط وهي التي تدير اللعبة، "يتكون كل فريق من ستة لاعبات، وتكون أعمارهنَّ أكبر من 15عاماً، وتستمر المباراة على شكل ثلاث أشواط كل منها يحصد فيه الفريق 25 نقطة".
لا تحتاج كرة الطائرة ملاعب كبيرة وتجهيزات معينة فمساحة مناسبة تكفي "تُلعب كرة الطائرة في ملعب صغير، ولكل لاعبة موقعها المحدد ضمن الملعب، وهناك أربع أخطاء في هذه اللعبة وهي لمس الكرة مرتين، ولمس الشباك، حمل الكرة، وتخطي الخط المرسوم بين الفريقين". 
وككل لعبة رياضية يجب أن تتمتع اللاعبات بالروح الرياضية والمنافسة الشريفة فيها، "تسمى اللعبة بهذا الاسم لأنه لا يجب ملامسة الكرة للأرض، وفي حال سقطت عليها تحسب نقطة للفريق المنافس".
وعن خططهنَّ المُستقبلية، تقول ليندا الشيخ "نسعى لتحقيق أعلى المستويات، والمشاركة في دوريات على مستوى شمال وشرق سوريا، والحصول على الألقاب". 
 
 
أما اللاعبة ميرالي أوسو في فريق سردم فتقول "انضممت للفريق في بداية تأسيسه العام المنصرم، واجهت العديد من الصعوبات الجسدية، لكنني استطعت اجتياز ذلك مع الاستمرار بالتمارين الرياضية".
وعانى الفريق من نقص الإمكانيات في ظل التهجير "لم نكن نمتلك إلا كرة واحدة، ولعبنا في البداية من دون شباك، لكن رغم ذلك أثبتنا أننا قادرات على الوصول إلى هدفنا والتطور".
منذ وقت قريب انطلق دوري كرة الطائرة في مقاطعة الشهباء "بدأنا بدوري كرة الطائرة منذ ما يقارب الشهر، ونهدف من خلاله بأن نكون الأوائل على مستوى المقاطعة ومستقبلاً شمال وشرق سوريا".
 
 
الرئيسة المشتركة للاتحاد الرياضي في إقليم عفرين دنيا بكر تقول عن تأسيس فرق كرة الطائرة أنها خطوات أولية بعد تفعيل فرق كرة القدم للسيدات "شكلنا الفرق في المُخيم والبلدات، والآن وصل عددها إلى خمس فرق على مستوى المقاطعة".
وتتابع "تُدرب هذه الفرق مدربات، ويتضمن كل فريق 12 لاعبة، ومستواهنَّ مقبول كونه أول دوري، وتمتلك اللاعبات الرغبة في التقدم، والحماس للارتقاء بأنفسهنَّ واللعبة في المنطقة، والسعي من أجل تقبل المجتمع لانخراط الشابات في مثل هذه الرياضات".
وتؤكد دنيا بكر أن لعب كرة الطائرة وسط التَّهجير، يساعد الفتيات على الترويح عن أنفسهنَّ مما خلفته ظروف التهجير كالقلق والاكتئاب، إضافة إلى أنها تُخفف من مشاكل المفاصل وهشاشة العظام، والوقاية من الأمراض المزمنة.