"بدي بسكليت" حملة فتحت الطريق أمام الفتيات لركوب الدراجات الهوائية

"بدأت بمقالة وانتهت بحملة" هذه قصة حملة بدي بسكليت التي انطلقت في مناطق شمال وشرق سوريا من مدينة قامشلو، بهدف كسر العادات والتقاليد التي تمنع الفتيات من ركون الدراجات الهوائية

ليلى محمد
قامشلو ـ
أطلقت الصحفية ميديا غانم التي تعمل كمراسلة ومحررة في جريدة روناهي في شمال وشرق سوريا، حملة "بدي بسكليت" بمقالة تحمل عنوان "نساء خارج السرب"، وبعد أن لاقت المقالة صدىً إعلامياً كبيراً، لجأت إلى توسيع فكرتها، لتشكل فريق سباقات.
قالت ميديا غانم أنها تشعر بالسعادة والفخر، بعد نجاح فكرتها التي قالت عنها "خطوة صغيرة أحدثت ضجة كبيرة" في المجتمع ومناطق شمال وشرق سوريا. 
ميديا غانم التي تبلغ من العمر (28) عاماً وهي أم لثلاثة أطفال، تنطلق كل صباح بدراجتها الهوائية إلى عملها مواجهة المجتمع الذي يرفض فكرة أن تقوم الفتيات بركوب الدراجات الهوائية، وتقول عن ذلك أنه محاولة لكسر الصورة النمطية للمرأة، وترى أنها بالفعل استطاعت جذب انتباه الناس وأن تنال إعجابهم، وشجعت الفتيات أيضاً على ركوب الدراجات الهوائية من خلال الحملة.  
رغم ما تحمله من تحدي للمجتمع التقليدي بدأت ميديا غانم في العام الماضي بركوب دراجتها الهوائية "بعد انقطاع دام لمدة 12 عاماً، قررت أن أعود لركوب دراجتي الهوائية، وفي ذلك الوقت انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي وسرعان ما انتشر بين الفتيات ليتشجعن وينضممن إلي في حملة تحمل اسم "بدي بسكليت" التي بدأناها بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 تشرين الثاني". 
وأضافت "بعد ما يقارب الشهرين من إطلاق الحملة أقيم أول ماراثون في مدينة عامودا وشاركت فيه أكثر من 25 شابة برعاية الاتحاد الرياضي وهيئة البلديات في إقليم الجزيرة، وفي اليوم ذاته أعلنا عن فريق خاص وثابت مؤلف من 12 شابة؛ بهدف إقامة ماراثونات في جميع مناطق شمال وشرق سوريا وكسر فكرة عدم تقبل المجتمع لركوب النساء والفتيات الدراجات الهوائية".  
ترى ميديا غانم أن الاستمرار يحقق النجاح "بدأنا حملتنا واستمرينا بها وهذا ما جعلنا نصل إلى هذا النجاح، رغم التحديات التي واجهتنا. تعرضنا للكثير من التنمر، بالإضافة إلى أننا سمعنا الكثير من الكلام الجارح على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكننا تشجعنا أكثر ولم نتوقف".  
يحتاج أي عمل للدعم إن أراد الاستمرار لكن حملة بدي بسكليت لم تتلقى أي دعم كما تؤكد مؤسستها التي تعتبر ذلك مشكلة قد تؤدي لتوقف الحملة "حتى هذه اللحظة لم نتلقى الدعم من أي جهة وهذا بحد ذاته يعتبر مشكلة، فقد توقفنا عن مواصلة تدريباتنا وسباقاتنا بسبب قلة عدد الدراجات الهوائية ومستلزمات الشابات المشاركات من ألبسة خاصة وخوذ وغيرها، وهذا ما جعلنا نلغي الماراثونات التي كانت ستقام في عدة مناطق بشمال وشرق سوريا"، موضحةً أن الاتحاد الرياضي سمح لهم بالتدرب في ملعب 12 آذار ومنحهم غرفة للدراجات "نأتي كل يوم إلى الملعب لتلقي التدريب لحوالي ساعة أو ساعة ونصف".
يعتبر الأطفال تربة خصبة لزرع المعتقدات لذلك تؤكد ميديا غانم ضرورة استهداف الفتيات لإنشاء جيل يتقبل ممارسة النساء لمختلف الرياضات "في إحدى المرات أوقفتني فتاة صغيرة وقالت لي لماذا تركبين الدراجة هل أنت شاب؟، هذا الموقف جعلني أفضل استهداف الفتيات الصغيرات أكثر لأنني اعتبر أن تدريبهن منذ الصغر سيجعل منهن جيلاً واعياً وسيزيل المعتقدات الرجعية التي كبرنَّ عليها". 
تقول عن شعورها بعد أن انتشرت ظاهرة ركوب الفتيات للدرجات الهوائية في المنطقة "بعد حملة بدي بسكليت أقيمت عدة ماراثونات وتشكلت فرق أخرى، منها فريق في مدينة كوباني". 
واختتمت ميديا غانم حديثها بالتأكيد على أن هدفهن الأساسي هو تغيير أفكار المجتمع الذي لا يتقبل ما تفعله النساء، داعيةً كافة النساء والشابات إلى السعي جاهدات لتحقيق أحلامهن وأهدافهن "نسعى لإقامة ماراثونات في جميع مناطق شمال وشرق سوريا في الأيام القادمة، بالإضافة إلى افتتاح مركز خاص لتعليم قيادة الدراجات الهوائية، وإقامة حملات توعية".