'الرياضة النسائية لم تجد مكانها الحقيقي في المجتمع وتتأثر بالأدوار المحددة للجنسين'
تقول سمية. م إحدى المدربات الرياضيات والناشطة في مجال حقوق المرأة إن الرياضة النسائية لم تجد بعد مكانها الحقيقي في المجتمع وتتأثر بشكل كبير بالأدوار المحددة للجنسين.
هوجين شيخي
ديواندره ـ رغم أن الرياضة النسائية اليوم تقدمت كثيراً واستطاعت أن تصل إلى مكانتها إلى حد ما، إلا أنه لا تزال هناك عقبات كثيرة في طريقها. لسوء الحظ، هناك عدد قليل جداً من الأماكن المخصصة للرياضة النسائية في مقاطعة سنه بشرق كردستان ولا توجد مرافق خاصة في هذا المجال.
تقول سمية. م إحدى المدربات الرياضيات والناشطة في مجال حقوق المرأة إن "ممارسة الرياضة تجلب خصائص مثل زيادة الثقة بالنفس والإيمان بها وتحديد القدرات والقوة الشخصية لدى الشخص، لكن هذا ليس بالأمر السهل بالنسبة للنساء في مدن محافظة سنه بل إنهن تواجهن مشاكل عديدة. على سبيل المثال، لا يوجد سوى ناديين رياضيين في ديواندره، يتم إدارتهما بالإيجار، وبالإضافة إلى تكلفتهما الكبيرة، لا يوجد لديهما مرافق لممارسة العديد من الألعاب الرياضية، ولكن لا تزال نساء هذه المدينة تمارسن الرياضة بكل حب وشغف".
وأضافت "عدم الالتزام والشعور بالمسؤولية وعدم إعطاء الأولوية للرياضة النسائية هو ما تسبب بعدم تطور الرياضة النسائية في شرق كردستان"، لافتةً إلى أنه "في بعض الحالات، يتعمدون عدم تخصيص المرافق والأندية للنساء، لذلك فوز النساء بالميداليات دائماً أقل من الرجال، إلا أنهن تجاوزن الظروف والتمييز القائم وتمكن من التقدم في إطار القيود المفروضة فقد دربت إحدى الفتيات التي كانت مغرمة جداً بكرة الصالات ورغم أنها واجهت معارضة كبيرة من عائلتها، إلا أنها تمكنت من تحقيق النجاح على المستوى الوطني، فمن المهم أن نتخطى هذه القيود المتعمدة ونحاول تحقيق أهدافنا".
وترى أن "الرياضة هي أفضل وسيلة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة حتى لا تعتبر نفسها أقل شأناً من الرجل بأي شكل من الأشكال، فمن خلال المشاركة في المسابقات الوطنية، يمكنها تغيير كافة المعادلات الدينية والسياسية التي كانت السلطات تطرحها لتغييب المرأة، على سبيل المثال، دورة الألعاب الأولمبية هذا العام ووجود رياضيات وحاصلات على ميداليات فيها".
وحول الرياضة النسائية في سنه قالت إن "معظم الصالات الرياضية والمهاجع الخاصة بالرياضيين تم تسليمها للقطاع الخاص وتدار بنظام الدوام الجزئي، وأغلبها مؤجرة من قبل الرجال للتدريب. على الرغم من أن الظروف هي نفسها بالنسبة للرجال والنساء في شرق كردستان، مقارنة بالمدن الأخرى وعلى الرغم من وجود العديد من المواهب والإمكانات، إلا أن الرياضة النسائية لم تجد بعد مكانها الحقيقي في المجتمع وتتأثر إلى حد كبير بأدوار الجنسين المحددة والعديد من النساء من بين الأبطال الرياضيون محترفون، لكن بحسب البنية الدينية هناك قيود كثيرة مثل الالتزام باللباس الإلزامي، وعدم تخصيص المرافق والقاعات الرياضية، وقلة التغطية الإخبارية، وقلة الرعاة الماليين، وعدم قبول بعض الأسر، وغيرها".
واختتمت حديثها بالقول إن "هذه المشاكل تسببت في تهميش الرياضة النسائية. ورغم أن الميداليات والبطولات النسائية كانت كثيرة في هذه السنوات، إلا أنها لا تزال لا تؤخذ على محمل الجد كما ينبغي، من جهة أخرى تعتبر النساء الرياضة إحدى وسائل مكافحة التمييز بين الجنسين، ومن أمثلة ذلك رفض بعض الرياضيات ارتداء ملابس إلزامية أو رفض غناء النشيد الوطني أثناء الاحتجاجات، وهذا يدل على أن المرأة قادرة على النضال من أجل حقوقها في جميع المجالات، وكسر الصور النمطية الجنسانية، وتحرير المجتمع من العقلية الكارهة للنساء".