الجودو... رياضة تعزز ثقة الفتيات بأنفسهن

تمارس النساء والفتيات رياضة الجودو لتعزيز ثقتهن والدفاع عن أنفسهن عند تعرضهن للعنف، وصقل مهاراتهن الشخصية والحياتية.

نغم كراجة

غزة ـ تعتبر رياضة الجودو إحدى الفنون القتالية التي يهيمن عليها الرجال في العالم، خاصة في فلسطين نتيجة العادات والتقاليد الغير منصفة للنساء، واليوم نظرة المجتمع الفلسطيني اختلفت ما بين الماضي والحاضر؛ لتتمكن الفتيات من تعلم تلك الرياضة للدفاع عن أنفسهن.

بالرغم من صغر سنها إلا أنها احترفت رياضة الجودو؛ لتصبح لاعبة المنتخب الفلسطيني للفتيات، ومدربة بدرجة أولى في النوادي الرياضية، سناء الطحان البالغة من العمر 19 عاماً قالت لوكالتنا "كان من الصعب على المجتمع والعائلة تقبل فكرة أن تمارس فتياتهن رياضة الجودو، لكننا اليوم تجاوزنا مراحل متطورة حيث باتت الفتيات تتردد لتعلم الجودو من مبدأ الدفاع عن أنفسهن، ومواجهة العنف الواقع عليهن".

وأوضحت أنها نشأت في أسرة رياضية، ووالدها نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني للرياضة مما شجعها على استكمال مسيرتها الرياضية وصولاً للمركز الأول في بطولة فلسطين المركزية، وترشيحها لتمثيل بلدها في المسابقات الأولمبية في الخارج.

وبينت أن القيود المجتمعية تفرض على الفتيات عدم ممارسة الرياضة أياً كان نوعها، كذلك هناك بعض العقليات تمنع الفتاة من ممارسة الرياضة عند وصولها لسن معين، كما تحرم الفتيات من أغلب حقوقهن الأساسية كالحق في السفر عند ترشحها للتمثيل الدولي، مشيرةً "الحرب والتحديات الصعبة التي تواجه النساء كالثقافة المجتمعية والفكر الأبوي، تبني حواجز مغلقة أمام النساء في المشاركة والتفاعل".

وعن الصعوبات التي تواجه الرياضيات أوضحت "قلة الامكانيات والمعدات في النوادي الرياضية، وعدم توافر مساحة آمنة بالشكل الكافي الذي يعطيها الحرية والأمان بممارسة حقها الرياضي، لكن ذلك لم يمنع النساء من الإقبال على تعلم الفنون القتالية باعتبارها تفريغ للطاقة السلبية، ومواجهة الاعتداءات المحيطة عند الأزمات".

 

 

وقالت اللاعبة آلاء الرباعي البالغة من العمر 13 عاماً "أمارس رياضة الجودو منذ ثلاث أعوام حيث وجدت بها حلاً لقصر القامة حين أشار صديق والدي بأهميتها للعظام، وبعد أن تمكنت من ممارستها بشكل جيد أصبحت كنوع من الدفاع عن النفس، وزيادة الثقة بالنفس التي تغيرت للأفضل أثناء تمريني وحصلت على الحزام البرتقالي وهي الدرجة الرابعة في رياضة الجودو وأول ميدالية ذهبية عام 2020".

ومن جانبها قالت اللاعبة دانا المدهون البالغة من العمر 12 عاماً "أحب الفنون القتالية بأنواعها، فالمدربة عرضت عدة مهارات في المدرسة من ضمنها رياضة الجودو فقررت الانضمام لممارستها وتعلمها باحتراف؛ لأنني وجدت أن الفتاة تستطيع حماية نفسها بالرياضة خاصةً عند تعرضها للعنف أو التحرش في الشارع وانصح الفتيات بتعلم رياضة الجودو كحصانة وحماية لهن".

وبدورها أوضحت اللاعبة تالا موسى البالغة من العمر 17 عاماً "أمارس رياضة الجودو منذ 5 سنوات، حصلت على العديد من الميداليات الذهبية، وحصدت ثقة كبيرة في النوادي الرياضة التابعة للاتحاد الفلسطيني لرياضة الجودو، وأرى أن ممارسة الفتاة لأي رياضة من الفنون القتالية هو مؤشر على التقدم، وليس خروجاً عن العادات والتقاليد التي تربت عليها معظم فتيات فلسطين".

وأكدت على ضرورة التوعية والتثقيف بأهمية الرياضة باعتبارها تفريغ للطاقة السلبية، وحصانة آمنة تحمي النساء عند تعرضهن للعنف، بالإضافة إلى تزويد الأندية بالإمكانيات والمعدات اللازمة التي تعطي المجال للمرأة أن تتقن الرياضة ببراعة.