ابتسام نصر مدربة ملاكمة تحلم بالوصول للعالمية
لم تتوقع أن تصبح مدربة في يوم ما، وبتطوير مهاراتها عبر استقبالها في أحد الأندية الدولية تمهيداً لخوض عدة جولات.
رفيف اسليم
غزة ـ أكدت الملاكمة والمدربة ابتسام نصر أن رياضة الملاكمة تعطي للمرأة ثقة أكبر بنفسها وتساعدها في الحفاظ على صحة جسدها، لينشأ جيل قوي من الفتيات قادرات على الدفاع عن أنفسهن.
الملاكمة والمدربة ابتسام نصر لديها شغف كبير لممارسة رياضة الملاكمة، لكن جميع جولاتها التفقدية للنوادي في غزة كي تسأل عن التدريبات الخاصة بتلك الرياضة باءت بالفشل، إلى أن تعرفت على نادي الملاكمة الفلسطيني ناشراً فيديوهات لعدة فتيات تتدربن فيه فسارعت على الفور بالتواصل معه والتسجيل وبعد ثلاثة أشهر أصبحت مدربة هناك.
وحول عملها قالت أنها تعمل بالأساس كمدربة لياقة بدنية في عدة نوادي وهذا ما جعلها متقنة للكثير من الأساسيات التي تستغرق وقت من اللاعبة وجهداً كبيراً عدا عن مشاهدتها للعديد من الفيديوهات للاعبات محترفات، لتطبق أثناء تدريبها بشكل مباشر ما تعلمته مسبقاً مع اتباعها للتعليمات التي قامت بلعبها كمحترفة.
وأشارت إلى أنها استفادت أيضاً من الوفد الإيطالي الذي زار النادي لتدريب الفتيات الملتحقات من الفئات العمرية المختلفة، ملاحظة فرق الخبرة التي تشكلها احتكاك الثقافات والتدريبات والمشاركة في جولات عالمية، لتركز قدر الإمكان على التدريب بشكل مكثف مع الوفد محاولة تعلم كل ما تراه من تقنيات لتعليم أكبر عدد من المتدربات الصغار اللواتي أحببن اللعبة كونها وسيلة للدفاع عن النفس والتفريغ النفسي.
وعن أعمار النساء المتدربات أوضحت أنه يوجد نساء في عقدهن الرابع تتدربن بعد أن تنتهي تدريبات الصغيرات والشابات، تحملن حب واقبال وشغف للعبة لا ينتهي، فيجتمعن بعد انتهاء أعمالهن وتستمررن بالتدريب حتى ساعات متواصلة، مشيرة أن تلك النساء لا ترغبن في أن يعلم المجتمع أمرهن لتجنب التعليقات السلبية التي قد تلاحقهن لمجرد أنهن شغفن بالملاكمة.
مشيرة إلى نظرة الفضول التي تكمن في عيون المنتسبات حديثاً للنادي خلال تفقدهن الحلبة والأكياس، والقفازات، والمشدات، وكل ما يخص اللعبة في الصالة المجهزة خصيصاً لها، محاولة هي بدورها أن تذيب ذلك الفضول شيئاً فشيء، عبر تعريفهن بكيفية البداية وما هي التمرينات الأولية التي يجب تجاوزها قبل البدء بشكل جدي كملاكمة داخل الحلبة تخوض جولات عدة.
وأكدت على أنها خلال التدريبات دوماً ما تجد الكثير من المندفعات اللواتي ترغبن في التقدم بسرعة فتحاول مساعدتهن مع توجيه السؤال المعتاد بعد كل حركة وهو "هل هناك ما يؤلمك"، لافتةً إلى أنه إذا ما أدت اللاعبة الحركة بشكل خاطئ فإنها ستشعر بألم إما في كفها أو أصابع اليدين وقد تصاب بتصلب يدها في منطقة الكف بالكامل، لذلك تكرر السؤال مراراً وتكراراً لإجراء الإسعاف الأولي اللازم للمتدربة إن حدث خطب ما.
وعن أنواع اللكمات أوضحت أن هناك عدة أنواع للكمات منها اللكمة الأمامية ويعتبر هذا النوع من اللكمات محبباً لدى الهواة والمبتدئين في رياضة الملاكمة، ويمكن للملاكمة تنفيذها بعد قيامها بسلسلة من الخطوات التحضيرية مثل وضع يديها "القفازين" بالمقربة من أنفها مع تأمين تغطية الذقن ومن ثم رفع الكعب قليلاً عن مستوى الأرض، إبقاء اليد الأخرى جاهزة وقبضتها مشدودة، ومن ثم إرجاع اليد التي تم تصويب اللكمة بها إلى موضعها الأول.
وأشارت إلى أن هناك اللكمة المباشرة باليد اليمنى، أي المباشرة وتتسم بالقوة لأنها تأتي من ذراع اكتسبت زخماً إضافياً عبر الحصول على مسافة كافية من خلال الرجوع للخلف ومن ثم التوجه مباشرة نحو جسم الخصم، بينما تنقسم للكمة الخطافية الجانبية لنوعين لكمة اليد المتقدمة اليسرى، لكمة اليد الخلفية اليمنى.
وأشارت إلى أن لعبة الملاكمة تعطي للمرأة ثقة أكبر بنفسها وتساعدها في الحفاظ على صحة جسدها، لذلك تتوقع خلال الفترة المقبلة أن يزيد إقبال الفتيات والنساء على ممارسة تلك اللعبة وأن ينشأ جيل قوي من الفتيات قادر وبشكل جدي في الدفاع عن نفسه، لافتة إلى أن عائلتها وخاصة والدتها دوماً ما تشجعها على الاستمرار في اللعب وفي تدريب المزيد من الفتيات لتشجيع الأخريات على اللعب.