"تلال المخطئات"

تلال المخطئات: مدافن سرية خصصت للنساء اللواتي يقتلن بلا ذنب اتباعا ًللعادات والتقاليد البالية تحت مسمة غسل العار.

تلال المخطئات وهي مدافن سرية للنساء جنوبي العراق تتواجد في منطقة ذي قار، وكونها بعيدة عن الانظار اصبحت مدافن سرية للنساء المقتولات بجرائم الشرف.

لا توجد تواريخ محددة حول بداية تحوّل تلك التلال أو الأماكن القريبة منها إلى مدافن سرية للنساء ممن يُقتلن غسلاً للعار، لكن هذه الأماكن أعيد الحديث عنها بعد آخر حادثة قتل راح ضحيتها شقيقتين أقدم والدهما على قتلهما بعد محاولتهما الهرب من بطشه وقسوته خارج المحافظة. 

تشتهر محافظة ذي قار جنوبي العراق بوجود العشرات من تلك التلال في المدن الأثرية المنتشرة في عموم المحافظة، وتوجد بشكل كبير في مملكة لكش شرقي مدينة الناصرية مركز المحافظة، وقرب قضاء البطحاء من جهة الغرب، وبالقرب من أطلال مدينة لارسا، التي تبعد بنحو 10 كلم عن مدينة أور الأثرية، أطلق على تلك التلال أسماء عديدة منها محليا، الإيشان، أي المكان العالي المحاط بالماء، أو التلال الأثرية.

قديماً اتخذ السكان تلك التلال مدافن لدفن الأطفال حديثي الولادة، لكنها لاحقاً أصبحت مدافن سرية وغير معلنة للنساء ممن يُقتلن غسلا للعار أو ما تعرف بجريمة الشرف، ولأن هذه الأماكن شبه مهملة وبعيدة عن الأنظار يجري الدفن فيها، وبحسب اعتقادهم فإن المرأة المقتولة لا تستحق الدفن في مقبرة وادي السلام في النجف، حيث اعتاد سكان جنوبي العراق الدفن فيها.

اعتبرت ذي قار من المحافظات التي تنتشر فيها ظاهرة قتل النساء لأسباب كثيرة، تتعلق بعادات اجتماعية سائدة منها خروجها عن تلك العادات بعلاقات عاطفية أو التعبير عن مشاعرها أو اتخاذها مواقف مخالفة للعائلة وتعد هذه الأفعال بمثابة نهاية لحياتها.

لا يوجد مكان محدد لدفن جثث المقتولات، فكل عشيرة لديها تل أو اثنان لدفن النساء، ولكن بشكل عام لا أحد يفصح عن مكان الدفن سوى العائلة المعنية بالحادث.

لا يزال ملف جرائم الشرف يؤرق منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة، ومن خلال الرصد المستمر للواقع والأحداث، كما ظهرت مؤخراً مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها سببا آخر من أسباب القتل بسبب تورط فتيات مع شباب.

أن عادة القتل غسلاً للعار متجذرة في المجتمع العراقي، لكنها انحسرت في فترة بسبب تدخل العقلاء والخيّرين، لكن سرعة انتشار الأخبار عبر مواقع التواصل ساهمت في مسارعة الأهل لغسل العار خوفاً من الفضيحة، في حين يفلت الجاني من العقاب.