صراع السلطة مع المرأة البحرينية سردته ابتسام الصايغ

اُعتقلت الناشطة ابتسام الصايغ في البحرين وتعرضت لاعتداء جنسي وتعذيب على يد ما يسمى بالأمن الوطني، إلا أنها واصلت نشاطها بعد إطلاق سراحها على الرغم من كثرة التهديدات التي تتلقاها والتعذيب والابتزاز والترهيب ومحاولات التجنيد القسرية.

مركز الأخبار ـ ابتسام الصايغ مدافعة بحرينية عن حقوق الإنسان، معروفة بعملها في الإبلاغ عن انتهاكات النظام الملكي الخليجي ونشرها والدعوة علناً لتحقيق العدالة لضحايا التعذيب في مراكز الاحتجاز في البحرين.

 

المرأة البحرينية في مرمى نيران السلطة رفضاً للتغيير

تعد البحرين من بين الدول المقيدة لحق حرية الرأي والتعبير بشكل تعسفي خاصة بعد انتفاضة عام 2011، بهدف تضييق المساحة على المعارضين والناقدين لسياستها ومنهم الناشطين والمدافعين على حقوق الإنسان الذين طالبوا بإصلاحات واسعة، فقد اعتقلت المئات فقط لأنهم عبروا عن آرائهم على مواقع التواصل أو من خلال المشاركة في المسيرات المطالبة بحقوق سياسية ومدنية.

"الدول المستبدة كل ما أرادت التضييق على الناشط تبحث عن مفاتيح تقييده، فتبدأ بأساليب التعذيب التدريجي من منعه من السفر ثم الاعتقال"، بهذه العبارات وصفت الناشطة البحرينية ابتسام الصايغ النظام الحاكم في البحرين في إحدى المقابلات التي حضرتها عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، آرائها وضعتها في مرمى نيران السلطة.

لم تستطع الحكومة البحرينية رغم كل الممارسات التي تعرضت لها ابتسام الصايغ على يد الحكومة البحرينية التي تحاول وضع حد لأنشطتها الحقوقية، أن تلزمها بعدم البوح إزاء ما تعرضت له في المبنى التابع لجهاز المخابرات المعروف بالأمن الوطني بمدينة المحرق عام 2017، لم تكن ابتسام الصايغ الناشطة الوحيدة التي تعرضت للاعتقال في البحرين فقد تم استدعاء العديد من الناشطين/ات خاصة في الفترة التي تلت الانتفاضات الشعبية عام 2011، وقد أعلن الكثير منهم عن أيقاف أنشطتهم عقب الإفراج عنهم نظراً لما تعرضوا له من تعذيب بهدف إجبارهم على وقف أنشطتهم والإدلاء باعترافات تجعل من السلطة البحرينية بعيدة كل البعد عما تعيشه البلاد من شح الإصلاحات وتضييق على الحريات والقبول بالتدخلات الخارجية.

على الرغم من التهديدات التي وجهت لها ولعائلتها على خلفية عملها المشروع في كشف الانتهاكات، أعلنت في إحدى جلساتها في منظمة سلام من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان أمام حشود من النساء ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، تعرضها للتعذيب منها الضرب ثم التحرش الجنسي الذي لم يكتفي به من قاموا باستجوابها بل تمت تعريتها من ملابسها تدريجياً، إلى جانب حرمانها من حقها في الإجراءات القانونية.

وفي إحدى المرات كان الناشط المعتقل نبيل رجب في اتصال مع عائلته وقد أكد أنه شاهد ابتسام الصايغ في مستشفى وزارة الداخلية بالعاصمة المنامة، وقد كانت في وضع يرثى له حتى أنه لم يتعرف عليها كون ملامحها كانت مشوهه حتى قامت هي بمناداته، وهو ذات الكلام الذي أكد عليه أفراد من عائلتها بأنها كانت في وضع سيء جراء تعرضها للتعذيب وسوء المعاملة في سجن بمدينة عيسى جنوب البلاد، وكانت قد تحدثت إلى عدد من السجينات هناك أنه تم الزج بها في السجن الانفرادي المليء بالحشرات والقذارة إلى جانب تعرضها للتعذيب في سبيل إجبارها على الإدلاء باعترافات ليس لها أي صلة بعملها المعني بحقوق الإنسان.

 

اعتقالات واعتداءات جنسية فضائح السجون البحرينية

لطالما حاولت السلطات البحرينية تقييد نشاط ابتسام الصايغ المتمثل في إيصال الملفات الحقوقية المعرقلة والتي تحتاج لحل فوري لم لها من انعكاسات سلبية على واقع حقوق الإنسان، فقد تعرضت لعدة اعتقال في عام واحد منها بعد تصريحات لها تخص عقوبة الإعدام تعرضت للتوقيف قبل مغادرتها البلاد في كانون الثاني/يناير عام 2017 لحضور الدورة الـ 34 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف السويسرية وبعد عودتها تعرضت للتوقيف في المطار في آذار/مارس من العام ذاته، حيث صودر جواز سفرها وتم تهديدها بعدم تجاوز ما سمي بـ "الخطوط الحمراء".

كما تم استدعائها في شهر أيار/مايو مع عدد من النشطاء الآخرين ضمن الحملة الأمنية كما أعلنت السفارة على حسابها الرسمي أن ابتسام الصايغ تواجه اتهامات خطيرة تتعلق بالإرهاب، إلا أنها خرجت للعلن وأكدت تعرضها للضرب المبرح والتحرش الجنسي لإجبارها على تجميد نشاطها والإدلاء باعترافات تدل على انتمائها لمنظمات أجنبية تحاول التحريض على كراهية النظام البحريني وتهديد السلم والأمن العام، وفي إحدى تصريحات المرصد الأورومتوسطي أكدت تعرض الهاتف المحمول لابتسام الصايغ للاختراق ببرنامج "بيغاسوس" على خلفية جرأتها وموضوعيتها في انتقاد سلوك السلطة إلى جانب نشاطها الحقوقي الأمر الذي تسبب بتعرضها للاحتجاز والاعتقال المتكرر.

شكلت ابتسام الصايغ نموذجاً مثالياً للمرأة ذات الإرادة القوية والإصرار في سبيل الإصلاح والتغيير خاصة أن رئيس الحكومة البحرينية خليفة بن سلمان حقق رقماً قياسياً في بقاءه على كرسي الرئاسة حيث أكمل نحو 50 عاماً، وحكومته تمارس أبشع أنواع الانتهاكات بحق الشعب عموماً وكل من ينتقدها خصوصاً، خاصة بعد السماح بتدخل السعودية بشؤونها للسيطرة على الوضع الأمني وترهيب الناقدين/ات والمعارضين/ات لسياستها.