شيلان كوباني... ناضلت ضد الظلم والاستبداد

يصادف تاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر الذكرى الـ 17 لاستشهاد شيلان كوباني، الثورية والسياسية التي شاركت في تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي في عام 2003 ونشرت رسالته بين المجتمع

نورشان عبدي 
كوباني - ، لتستشهد بعد ذلك بعام، وتترك خلفها إرثاً النضال. 
شيلان كوباني امرأة ذلك شخصية قوية ومقاومة، تمردت على عادات وتقاليد المجتمع البالية، واختارت طريق النضال والمقاومة لكي تصبح مثالاً وقدوة يحتذى بها للنساء من بعدها، وساهمت في شق الطريق أمام الشعب الكردي نحو الانتصار والتقدم. 
ولدت شيلان كوباني واسمها الحقيقي "ميساء باقي"، في قرية كور علّي الواقعة غربي مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا في عام 1971، وهي الابنة الكبرى لعائلتها التي تتألف من 5 بنات و4 أولاد. عاشت في حلب عندما تركت عائلتها القرية بحثاً عن حياة أفضل في المدينة. 
 
تمردت على الظلم  
عرفت ميساء باقي "شيلان كوباني"، من خلال مسيرتها النضالية بقوة شخصيتها المبنية على الإرادة الحرة. امتلكت تحدي في داخلها منذ طفولتها ولا تعرف الخوف، وبعد تعرفها على حركة المرأة الحرة تأثرت بها كثيراً، وأصبحت تنشد للحركة وتساهم بالمشاركة في نشاطاتها بين المجتمع، وعانت من ظلم السلطات السورية، حتى أن أجهزة النظام اعتقلتها وهي ما تزال طفلة.  
تفوقت في دراستها، ولكن في عام 1978 عندما كانت تدرس في المرحلة الابتدائية تم اعتقالها من قبل أجهزة النظام السوري، وبقيت لمدة 5 أيام في سجن حلب المركزي بفرع الأمن السياسي، بسبب مشاركتها في عيد النوروز.
وبعد خروجها من السجن منحتها المدرسة درجة الرسوب بسبب مشاركتها في عيد النوروز، ورغم أنها لجأت لتقديم الامتحانات بشكل حر مرتين لم يتم الاعتراف بنجاحها، وبعد سنة اعتقلتها السلطات السورية مرة ثانية.
شاركت في النشاطات الفنية للشعب الكردي، كما كانت لها مشاركة مع رفاقها في تشكيل فرقة آكري للغناء والرقص الفلكلوري، وساهمت بإخراج ألبوم فني عن الثورة في شمال كردستان، إلى جانب ذلك عملت على تعليم اللغة الكردية التي كانت ممنوعة. 
أثبتت قدرتها في المجال السياسي، والاجتماعي من خلال مساهمتها في تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي ونشرت رسالته بين المجتمع، وطالتها يد الغدر مع أربعة من رفاقها في الموصل بعد أن تم نصب كمين لهم من قبل الاستخبارات السورية والتركية.  
 
أثبتت قدرتها تنظيمياً وسياساً وعسكرياً
والدتها فاطمة حبش قالت لوكالتنا أن شيلان كوباني تمتعت منذ طفولتها بشخصية قوية، "امتلكت إرادة قوية وهذا ما ميزها عن باقي أفراد العائلة، ولها محبة وتقدير لكل من حولها"، وأضافت "دائماً ما كنا نقول إنها أكبر من عمرها، ولديها قدرة على استيعاب كافة الأمور ويوجد داخلها تحدي كبير، وهي عنيدة وتتمسك بقرارها دون خوف أو تراجع، مُحبة لأرضها وأصدقائها". 
لم تكن شيلان كوباني تقبل الظلم كما قالت والدتها "لطالما سعت للقضاء على سياسة الظلم والاستبداد التي تستخدمها الدولة ضد الشعب الكردي؛ لأنها عانت منه في سجون النظام منذ طفولتها. رفضت الظلم بجميع أشكاله".
وأكدت والدتها أن "شيلان إنسانة عظيمة وناضلت من أجل مصلحة الجميع، وسارت بخط الحرية بكل إرادة وإصرار، وهذا الخط يمثل الإرادة الحرة القوية، ولازالت الآلاف من المناضلات يقاومن في هذا الطريق حتى اليوم ويناضلن بكل تصميم ضد الظلم والاستبداد على درب ابنتي شيلان ورفيقاتها اللواتي أصبحن منارة الحرية للشعب الكردي".
واستذكرت مقتطفات من الذكريات مع أبنتها "تعرضت للعديد من المضايقات من قبل مدرسيها والنظام السوري من خلال ملاحقتها من قبل الأمن السياسي واستجوابها".  
وأضافت "منذ طفولتها كانت سريعة البديهة واستطاعت العمل والاندماج مع الجميع بسرعة. أذكر أنها كانت تعقد الاجتماعات للأهالي في مدينة حلب وكان عمرها لا يتجاوز الـ 13 عاماً. وقتها قال الأهالي هذه الفتاة الصغيرة ستعقد الاجتماع؟ لكنهم غيروا رأيهم بعد ذلك". وتصف شعورها حينها بالقول "كنت فخورة بها وبذكائها".