رواية "زليخة تفتح عينيها"
تروي الكاتبة غوزيل ياخينا في روايتها قصة امرأة تحولت حياتها من العبودية والضعف إلى التحرر والقوى، خلال فترة الحرب بين بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
ولدت غوزيل ياخينا عام 1977 في قازان عاصمة جمهورية تتارستان ذات الحكم الذاتي، حيث تخرجت من كلية اللغات الأجنبية في الجامعة التربوية بقازان قبل أن تنتقل للإقامة في موسكو عام 1999، حيث عملت في مجال العلاقات العامة والإعلان، ودرست في قسم السيناريو في معهد موسكو للسينما.
اثارت روايتها "زليخة تفتتح عينيها" اهتمام واسع من قبل العهد البوتيني وإعجاب قطاع واسع من القرّاء لكن بالمقابل اثارت استياء العديد من الأدباء الروس وغضب الأدباء التتار.
تعد رواية "زليخة تفتح عينيها " الصادرة عام 2015 من أهم وأشهر روايات الكاتبة غوزيل ياخينا التي وضعتها في صدارة المشهد الأدبي الروسي.
فازت الرواية في وقت قصير بثلاث جوائز أدبية مرموقة، وهي "كتاب العام" التي تعد بمثابة جائزة الدولة التقديرية، و" ياسنايا بوليانا"، و"الكتاب الكبير"، كما أنها رشحت ضمن القائمة القصيرة لجائزة "بوكر الروسية"، والقائمة الطويلة لجائزة " الأدب الجديد".
بدأت أحداث الرواية عام 1930 بطلتها زليخة وهي فلاحة تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، صغيرة الحجم، جميلة الوجه، خضراء العينين، متزوجة منذ 15 عاماً انجبت خلالها أربع بنات توفين في أعمار صغيرة، ولكن ذكراهن لا تفارقها، تعيش مع زوجها وحماتها الضريرة المتعجرفة في إحدى القرى التترية المنزوية، يستنزف العمل المنزلي اليومي قواها، كما تتعرض إلى الضرب والإذلال على يد زوجها، وإلى شتائم وإهانات حماتها، لعدم إنجاب طفل ذكر.
تتغير حياة زليخة كثيراً بعد دخول الجيش الأحمر إلى القرية لغرض مصادرة الأراضي والحبوب والماشية التي يمتلكها الفلاحون، يقتل زوج زليخة لتبدأ رحلتها الشاقة مع السجن والنفي والعناء من قبل الجيش الأحمر.
تصف الرواية كيفية تحول زليخة من امرأة لا تعرف في الحياة سوى البيت وحظيرة الحيوانات، وخدمة زوجها وحماتها، إلى امرأة حية، تعيش في ظروف قاسية، ولكنها لا تستسلم للصعوبات، وتجد في نفسها القوة والإرادة في تعلم الرماية بالبندقية وقتل وحوش الغابة دفاعاً عن نفسها ولحماية ابنها، وكان شعور الحرية يحفزها كل يوم للاستيقاظ والولادة من جديد.