رواية "طِشّاري" وجع الإنسان العراقي
للكاتبة العراقية إنعام كجه جي من مواليد بغداد عام 1952، ومقيمة الآن في باريس وهي مراسلة محلية لصحيفتين باللغة العربية
للكاتبة العراقية إنعام كجه جي من مواليد بغداد عام 1952، ومقيمة الآن في باريس وهي مراسلة محلية لصحيفتين باللغة العربية، وعملت كصحفية في كل من وسائل الإعلام المطبوعة والإذاعية قبل أن تنتقل إلى فرنسا عام 1979.
كانت ثالث روايات الصحفية والروائية إنعام كجه جي هي رواية "طِشّاري" التي صدرت في عام 2013 عن دار الجديد في لبنان، حيث حصلت على منحة "الصندوق العربي للثقافة والفنون ـ آفاق"، وفي عام 2014 دخلت في القائمة النهائية القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة باسم "جائرة بوكر العربية".
ويرمز معنى عنوان الرواية لطلقة الصيد التي تتوزع في عدة اتجاهات وإذا وصفت جماعة بهذه الكلمة فهذا يعني بأنها مبعثرة أي التشتت والضياع، وحاولت الكاتبة من خلال روايتها أن تتناول كارثة الشتات العراقي وتاريخ العراق المعاصر الذي يبدأ منذ مطلع ثلاثينات القرن العشرين وحتى عام 2013.
وتروي الكاتبة سيرة طبيبة شابة عملت في أرياف جنوب العراق في خمسينيات القرن العشرين تدعى "ورديّة إسكندر" تتعين بعد تخرجها من كلية الطب في مستشفى مدينة الديوانية جنوب العراق وتتزوج هناك من طبيب وتنجب منه ثلاثة أبناء براق وهندة وياسمين، وبعد قضاء عدة سنوات في الديوانية تنتقل إلى العاصمة بغداد.
ورحل كل من أبناءها إلى وجهة مختلفة حيث غادر ابنها المهندس "براق" إلى إحدى مدن البحر الكاريبي، و"ياسمين" تشحن كطرد بريدي إلى دبي لتتزوج هناك لأنها هددت بالخطف من قبل جماعة تكفيرية، وأما ابنتها الطبيبة أيضاً "هندة"، التي أخذت قصتها جزءاً كبيراً من السرد، فرحلت مع زوجها إلى كندا.
وأجبرتها ظروف البلاد والحرب والمعاناة والمآسي التي عاشوها وتفرق أولادها عنها، على الرحيل إلى باريس فتستقبلها ابنة أخيها، وتبقى صديقة الحفيد "إسكندر" الذي تحكي له عن العراق وعن أمنيتها في أن تعود لتدفن في ترابه بعد موتها.
فقام الفتى بإنشاء مقبرة إلكترونية على حاسوبه ليجمع شتات العائلة المتوزعين في كل أنحاء العالم ويرسم لهم أضرحة وينحت لها الشواهد ويزرع حولها أزهاراً ويرفقها بصور الموتى مع موسيقى وأغنيات كانوا يحبونها ليحقق حلماً يصعب تحقيقه على أرض الواقع.